[ مليشيات الانتقالي المدعوم من الإمارات في شبوة ]
بعد نحو عام من سيطرة مليشيات مسلحة مدعومة من الإمارات على مدينة عتق، عقب مواجهات دامية استمرت ثلاثة أيام مع القوات الحكومية، خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
وكانت هذه الأحداث أول اختبار حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي الذي جاء خلفا للرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أبريل العام الماضي، حيث تلقى على الفور دعما دبلوماسيا دوليا، في مساعي عادته للالتئام مجددا، وسط إدانات اقليمية واسعة لما حدث في شبوة.
تهديدات بالانسحاب
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي -في بيان حينها- إنه "قطع دابر الفتنة" من خلال إقالة بعض القادة العسكريين في المحافظة وتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث العنف، مستدركا أن مواجهات شبوة "تجرنا إلى الصراع بعيداً عن روح هذا التوافق الذي جاء بموجب إعلان نقل السلطة"، حد زعمه.
ولوح آنذاك حزب التجمع اليمني للإصلاح، بالانسحاب من المشاركة في مجلس القيادة الرئاسي وكافة المجالات في حال عدم استجابة المجلس لمطالبه في عزل والتحقيق مع محافظ شبوة عوض ابن الوزير، الذي حمله كافة المسؤولية بأحداث مدينة عتق.
كما بثت تقارير إعلامية بتقديم عضو المجلس المحسوب عن حزب الإصلاح عبدالله العليمي استقالته، قبل نفي مصادر مقربه منه مزاعم استقالته.
وفي 10 أغسطس2022، أكدت قوات الجيش والأمن في شبوة تعرضها لإبادة جماعية من قبل "عدوان غادر بضربات من سلاح الطيران الإماراتي" في جريمة حرب تسببت بمقتل العشرات من الجنود الذي "هزموا الحوثيين وحرروا المحافظة وصانوا حقوق وكرامة أبنائها"، محملة المجلس الرئاسي مسؤولية تسليم البلد لقوى أجنبية استباحة كرامة وسيادة اليمنيين، فضلا عن تأميم الموانئ والجزر اليمنية لصالح الإمارات.
فشل مساعي الرئاسي
وبعد يوم من صدامات مسلحة بين قوات الجيش وأخرى موالية للمجلس الانتقالي -المدعوم إماراتيا- في مدينة شبوة، كلف مجلس القيادة الرئاسي وزيرا الدفاع والداخلية ورئيسا جهاز الأمن القومي والسياسي بالنزول الميداني إلى عتق.
وفي 9 أغسطس2022، عين رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي العميد الركن عادل علي بن علي هادي قائداً لمحور عتق وقائداً للواء 30 مدرع والعقيد مهيم سعيد محمد ناصر قائداً لقوات الأمن الخاصة فرع محافظة شبوة، كما عين رئيس الحكومة معين عبدالملك، العميد الركن فؤاد محمد سالم النسي، مديرا عاما لشرطة محافظة شبوة.
وأقر المجلس في 8 أغسطس باجتماع طارئ برئاسة الرئيس رشاد العليمي، إقالة كل من قائد محور عتق وقائد اللواء 30 عزيز العتيقي ومدير شرطة شبوة عوض الدحبول وقائد قوات الامن الخاصة عبدربه لعكب وقائد اللواء الثاني دفاع شبوة وجدي الخليفي.
اشتباكات وتصادم الصلاحيات
وبعد ساعات من هذه القرارات الرئاسية، اندلعت الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية وتلك المليشيا المدعومة إماراتيا، هي المرة الأولى التي تنزلق فيه القوات الحكومية إلى مواجهة مباشرة ضد تلك المليشيا لأول مرة منذ تولي المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي مقاليد الحكم في البلاد، خلفًا للرئيس السابق عبدربه منصور هادي في ابريل العام الماضي.
وجاءت هذه الاحداث أيضا، على خلفية تصادم صلاحيات محافظ شبوة عوض ابن الوزير بصلاحيات وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان الذي رفض إقدام الأول على إقالة قيادات أمنية في المحافظة يرى أنها من اختصاص وزارته.
محاولة اغتيال وتبريرات
وفي1 أغسطس2022، وضمن أجندات من يموله توعد محافظ شبوة عوض الوزير، بإجراء عملية تغيير شاملة في سلطته المحلية والأمنية، بعد يوم من توقيف قائد أمني بارز، محملا الحكومة مسؤولية تأخر اصدار قرارات تغييرات في القوات الخاصة.
وبرر ابن الوزير محاولة اغتيال قائد القوات الخاصة عبد ربه لعكب الذي تعرض لها في 19 يوليو2023، من قبل مليشيات أسموها دفاع شبوة مدعومة إماراتيا، قائلا "فرضنا قرار بمنع أي استعراضات عسكرية للقوات داخل شبوة.
وفي 25 يوليو2022، أوقف المحافظ قائد القوات الخاصة عبد ربه لعكب وقائد اللواء الثاني دفاع شبوة وجدي باعوم، على خلفية صدامات مسلحة فيما بينهم أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود، بينما كلف نائب مدير الشرطة بِالقيام بِمهام قائد القوات الخاصة بِكامل الصلاحيات، وأركان اللواء الثاني دفاع شبوة للقيام بِمهام قائد اللواء الثاني.
و25 ديسمبر 2021، وبضغوط إماراتية سعودية عين الرئيس السابق عبدربه منصور هادي عوض ابن الوزير محافظا لشبوة خلفا لمحمد صالح بن عديو وهو القرار الذي أثار سخطا وغضب واسعين بين أوساط اليمنيين، تجاه رجل دولة عمل بإخلاص من أجل الاستقرار والتنمية كما وقف مدافعا عن سيادة بلده ومطالبا الإمارات بإخلاء منشأة بلحاف التي حولتها الأخيرة إلى ثكنة عسكرية ومنعت استئناف تصدير الغاز منذ سنوات.
بعد عام من طرد القوات الحكومية وسيطرة مليشيا الإمارات على شبوة، يتردد عدة تساؤلات: كيف كانت شبوة في عهد المحافظ السابق محمد صالح بن عديو وكيف صارت اليوم وما المستقبل الذي ينتظرها في ظل الانفلات الأمني والفوضى الخلاقة التي ينتهجها أتباع أبوظبي؟