تحدثت عن مقارعتها للاستعمار وأساليب المواجهة
في حوار مع "الموقع بوست".. حورية مشهور تكشف صفحات من نضال المرأة اليمنية في ثورتي سبتمبر وأكتوبر (بودكاست)
- حوار خاص الأحد, 01 أكتوبر, 2023 - 07:30 مساءً
في حوار مع

[ حورية مشهور تروي لـ "الموقع بوست" جزءا من نضال المرأة اليمنية في ثورتي سبتمبر وأكتوبر ]

سلطت وزيرة حقوق الإنسان الأسبق، حورية مشهور، الضوء على نضال المرأة اليمنية  وإحداثها للتغيير بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

 

وأفردت مشهور جزء من حديثها في حوار خاص مع "الموقع بوست"، ضمن سلسلة حوارات من (وجوه يمنية) عن حضورها في مدينة عدن لمواجهة المستعمرين البريطانيين ومساعدة الثوار في نشر الوعي داخل أحياء المدينة، فضلا عن سردها لبداية تعليم المرأة وصولا إلى تشكيل اتحادات وجمعيات للدفاع عنهن.

 

وننوه هنا إلى أن بالإمكان الاستماع للحوار كاملا في منصات بودكاست التابعة للموقع بوست، وفي صفحاتنا على فيسبوك، وتويتر، وقناتنا في يوتيوب التي ستظهر تابعا في هذه المادة.

 

* هل بالإمكان استاذة حورية تحدثينا باسترسال عن فترة الستينات وثورة 26 سبتمبر؟

 

** افتخر بالشباب الذين يهتفون بثورة 26 سبتمبر التي لم يعاصروها، لكنهم كانوا في بداية قطف ثمارها في التعليم والخدمات والصحية ومؤسسات الدولة والوحدة اليمنية.

 

هذه كلها كانت من ثمار الثورة الأم 26 سبتمبر، منها طرد المستعمر البريطاني من عدن.

 

 

عاصرنا القيادات التي قامت بالثورة، حيث كنت في المرحلة الابتدائية وفي المرحلة الإعدادية، وكانت مصدر إلهام بالنسبة لنا، حتى التحرك حصل في عدن ضد الاستعمار البريطاني في ثورة 14 أكتوبر وجدنا أنفسنا مرتبطين بهذه الثورة من خلال تعلم قيم التربية والكرامة والتحرر من الاستعمار.

 

كان البيت والمدرسة والشارع والمسجد يؤثروا، فضلا عن التنشئة الاجتماعية التي تؤثر في الشخص، فالإعلام الموسيقي والفن الذي يكون في الوجدان لا يمكن أن يمر 26 سبتمبر بدون ما نسمع أيوب طارش لانه كان مغني هذه الثورة والذي أيضاً اعطى الإلهام للناس لتجديد زخم هذه الثورة.

 

*هل تذكرون مواقف من نضال المرأة اليمنية في ثورة 26 سبتمبر؟

 

**النضال مرتبط بالتعليم، لكنه لم يتوفر في الشطر الشمالي من الوطن تعليم (الذكور ـ والإناث) ولهذا لم تتضح الحقيقة في كتب التاريخ، ولم يكن هناك أثر ملموس ومباشر للنساء، لكن بالنسبة للجنوب كان يوجد تعليم.

 

وبدأ التعليم في الجنوب فترة الأربعينات والخمسينات ونالت المرأة نصيبها من التعليم، كما كان يوجد حياة مدنية وجمعيات.

 

وحتى هرب الناس في الشمال من ظلم الإمام إلى عدن، وأصدروا الصحف ونظموا أنفسهم وأنشأوا جمعيات لدعم المناطق في الشمال.

 

* كم كان عمرك عندما شاركتِ بثورة 14 أكتوبر؟

 

** شاركت في ثورة 14 أكتوبر وعمري حينها كان ثلاثة عشر سنة، قبل ما يخرج الاستعمار البريطاني، حيث عملت في توزيع المنشورات وكتبت في الجدران (يرحل الاستعمار).

 

وكانت توكل إلينا هذه المهمة لأنهم سيتعرضون للاعتقال والتعذيب في المعتقلات، فكنا نتعرض عليهم عندما يمروا من أمام منازلنا وهذه الصورة من صور التعبير للرفض للمستعمر الأجنبي.

 

* هل يوجد تحديات أخرى منعت المرأة في المشاركة بالثورات اليمنية؟

 

** الوعي بالثورة وبأهداف وقيم الثورة مرتبط أيضاً بالتعليم ولأنه كان يوجد في عدن تعليم (ابتدائي ـ إعدادي ـ ثانوي).

 

ثورة أكتوبر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بثورة 26 سبتمبر، ووفرت ثورة 26 سبتمبر صورة مباشرة والدعم الفني والحماية للثوار وتوفير الأسلحة لهم وكل شيء كان متوفر لهم في الشمال.

 

وجاء في فترة وجود القوات المصرية التي كانت توفر هذا الدعم في الشمال وأيضاً للثوار في الجنوب.

 

فهما ثورتان مرتبطتان ارتباط عضوي قوي جداً لبعضهما.

 

وهذا الاحتفال في الجنوب لم يكن من فراغ هو نتيجة لكفاح المسلح ضد الاستعمار نتيجة لعمل منظم لإخراج المستعمر من البلاد مرتبطة الحقيقة بوعي الإنسان وفي التعليم المدني الذي يتلقاه الإنسان، ومن هنا جاءت مشاركة ملموسة واضحة للنساء.

 

النساء كنَّ يحضروا مسيرات ومظاهرات وغيرها من الفعاليات تشارك بها، لكن في الشمال لم يكن هناك تعليم للأسف الشديد، فكان يوجد تعليم محدود جداً للرجال والتعليم الذي كان موجود أو تعليم سائد مثلاً (تعليم خاص لتعليم القرآن والقراءة والكتابة).

 

كان الناس يذهبوا إلى العراق ومناطق مختلفة ممن توفرت عندهم الإمكانيات لتلقي التعليم وهم عدد قليل، بعدما جاءت الثورة فتحت المدارس والجامعات وآفاق الحقيقة لحياةً كريمة للإنسان.

 

* ما هو الدور الاجتماعي والسياسي للمرأة بعد ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر؟

 

** في الشمال كانت موجودة جمعية المرأة، وأول امرأة مارست مهنة التمريض المرحومة عاتقة الشامي، وهي كانت رئيسة هذه الجمعية، وجاء بعدها الرعيل الأول في التعليم الدكتورة وهبية فارع وأمة العليم وتلقوا تعليمهم الحقيقي في تعز.

 

وامتازت تعز بالتعليم لإنها توفرت فيها فرص وقروض أيضاً للتعليم وبعضهم الحقيقة من ذهب إلى عدن، منهم المرحومة فوزية نعمان وعدد من القيادات النسوية في الشمال.

 

ومن عاشوا في اليمن استطاعوا أن يكونوا جمعيات نسوية، في الجنوب كانت من الفترة الستينات وبنهاية الستينات كان عندنا رضية إحسان، وماهية نجيب، وكثير من الأسماء الذين أسسوا صحف قاموا بنشاط اجتماعي وثقافي وخيري.

 

إلى جانب النشاط السياسي مثل المسيرات والمظاهرات ضد الاستعمار للمطالبة بالحقوق، يوجد نشاط محدود جداً بعد ثورة 26 سبتمبر يبعث المرأة اليمنية.

 

* كيف بدأت المرأة بتكوين المنظمات النسوية بعد الثورة؟

 

** بعد الاستقلال في 1967 نشأت منظمات جماهيرية كبيرة منها تشييد منظمة للشباب (ذكور وإناث) واتحاد نساء اليمن التي كانت منظمة نسائية كبيرة تحظى باهتمام وبرعاية الدولة يشاركوا في منتديات (دولية واقليمية)، ولهم نشاط قوي جداً ولافت بعد الوحدة.

 

وبعد المؤتمر العام الرابع للمرأة ظهر مؤتمر عالمي حصل في الصين، في 1964 تقريباً، في منتصف التسعينات ظهرت توصيات طالبة الحكومات بتشكيل آليات وطنية معينة بالمرأة فنشأ وتم تشكيل اللجنة الوطنية للمرأة في عام 2000، وكنت حينها مشاركة باللجنة تم بنائها بناء مؤسسي أقوى تم تشكيل المجلس الأعلى للمرأة.

 

* من النساء البارزات في تأسيس اللجنة الوطنية للمرأة؟

 

** من المؤسسات للجنة الوطنية هن نبيلة سعيد وأمة العليم وفاطمة مشهور، وهناك نساء من الجنوب قيادات نسوية بارزة كان لهم دور في تأسيس اللجنة الوطنية للمرأة في عام ستة وتسعون ممثلات للأحزاب السياسية ممثلات مدنية خبرات مهنية، قاموا بتأسيس آلية وطنية كانت بالحقيقة آلية حكومية ويعكس التزام حكومي من حكومة الوحدة الوطنية، لكن في عام 2000 تم تشكيل المجلس الأعلى للمرأة.

 

* كيف يمكن للمرأة اليمنية أن تساهم في بناء مستقبل أفضل بعد الثورة؟

 

** النساء استفدن من الثورة بالتعليم وتوفر الخدمات الصحية والحد الأدنى من الحياة المدنية من نظام وقانون، حيث كان يوجد انتهاكات ضد النساء والتهميش والاقصاء.

 

والثورة فتحت آفاق على الانسان.

 

للحقيقة كان للنساء دور ممتاز جداً من اللحظات الأولى لانطلاق الحرب رفعن راية السلام ودعين أطراف الصراع إلى ضرورة العودة لطاولة المفاوضات والحوار.

 

* ما هو دور النساء في الوقت الراهن لإنهاء الحرب واحلال السلام في اليمن؟

 

**النساء يشكلن المنظمات المدنية وتحالفات استطعن أن يرصدن ويوثقن الانتهاكات، وصولا إلى المنصات الإقليمية والدولية لإسماع العالم معاناة المرأة، ويدعين إلى إحلال السلام في البلاد والاستقرار، ويلعبن دورا كبيرا جداً في إعادة بناء اليمن.

 

النساء يُردن استعادة الدولة والنظام والقانون.

 

ونعول عليهن لأنهن يستطعن أن يلعبن دوراً كبيراً لتحقيق السلام العادل والسلام المستدام الذي يعالج جذور المشكلات.

 

كما ينبغي أن تكون كل القوى اليمنية موجودة على طاولة المفاوضات وخاصة القوى المدنية التي ستعبر عن مصالح أغلبية الناس التي ستعبر عن همومهم وستجسد مصالحهم.

 

* ماهي التحديات الحقيقية التي تواجه الثورة في الوقت الراهن؟

 

** الصراع وانهيار الدولة وانقسام أجهزة الدولة وتمزق النسيج الاجتماعي أهم وأشد التحديات قسوةً التي تواجه الثورة والبلاد والجمهورية.


التعليقات