[ جريح من القوات الحكومية خلال المواجهات مع مليشيا النخبة ]
تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومليشيا النخبة الشبوانية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة (شرقي اليمن) في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وذلك بعد ساعات من هدوء حذر بين الجانبين.
وقال مصدر محلي في شبوة لـ"الموقع بوست" إن المواجهات تجددت بعد محاولة مليشيا النخبة الاستيلاء على مبنى محكمة الاستئناف في مدينة عتق، ما دفع بالقوات الحكومية للتصدي لها ومحاصرتها، ومنعها من الوصول لمبنى المحكمة.
وفي التفاصيل ذكر المصدر أن القوات الحكومية التابعة للحكومة الشرعية والتي تتشكل من قوات الجيش والأمن تفاجأت قبل يومين بانتشار مليشيا النخبة في مدينة عتق، واعترضت تلك المليشيا ومنعتها من دخول المدينة، وذكرتها باتفاق بين الجانبين ينص على عدم دخول قوات النخبة للمدينة.
ووفقا للمصدر فقد رفضت مليشيا النخبة العودة وأصرت على دخول مدينة عتق، ونشرت مدرعات وأسلحة ثقيلة ونقاط جديدة في أماكن متفرقة بمدينة عتق، وأدى ذلك إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين خلال اليومين الماضيين.
وكشف المصدر عن توجيهات صدرت من ضباط إماراتيين يشرفون على مليشيا النخبة من مكان تمركزهم بمدينة بلحاف للدخول إلى مدينة عتق مساء الأربعاء، وأثناء دخولهم تجددت الإشتباكات مع القوات الحكومية، وتبادل الطرفان النيران في معركة استمرت لساعات.
وأوضح المصدر أن قائد لواء في مليشيا النخبة ويدعى وجدي باعوم مع ضابط آخر يتبع ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي ويدعى أنيس الصبيحي اقتحموا مبنى محكمة الاستئناف في مدينة عتق بمدرعة وثلاثة أطقم، وتحصنوا بمبنى المحكمة، ما دفع بالقوات الحكومية لمحاصرتهم داخل المبنى.
وأكد المصدر أن الجانب الإماراتي سعى للتواصل مع القوات الحكومية مطالبا بفك الحصار عن الشخصين المحاصرين داخل مبنى المحكمة على أن يلي ذلك انسحاب مليشيا النخبة من مدينة عتق، لكن مدير الأمن في محافظة شبوة رفض العرض وطالب بتسليم الشخصين لإدارة الأمن.
وفي أول تعليق رسمي تجاه الأحداث الجارية هناك قال محافظ شبوة محمد صالح بن عديو إن الرهان على جر المحافظة للعنف رهان خاسر، مؤكدا في تغريدة له بحسابه في "تويتر" أن شبوة دوما تخيب آمال الطامعين في سقوطها في مستنقعات العنف، موجها التحية لكل أبناء شبوة الذين يتناسون خلافهم ويلبون النداء ويتحدون لصيانتها.
نكرر القول دائما أن الرهان على جر شبوة للعنف رهان خاسر فشبوة دوما تخيب آمال الطامعين في سقوطها في مستنقعات العنف، التحية لكل أبناء شبوة الذين يتناسون خلافهم ويلبون النداء ويتحدون لصيانتها.
— محمد صالح بن عديو (@adeow2018) June 19, 2019
إلى ذلك قال سالم ثابت العولقي الناطق الإعلامي للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا إن مليشيا النخبة بدأت في تنفيذ اتفاق (لم يوضح طبيعته) أبرم برعاية لجنة الوساطة ومحافظ المحافظة والتحالف العربي، لكن وحدات الجيش (الحكومي) انقلبت على الاتفاق وهاجمت مدرعة تابعة لمليشيا النخبة الشبوانية أمام مبنى سبأفون، كما هاجمت طقما تابعا للنخبة أمام مبنى محكمة الاستئناف.
بعدما تم الأتفاق بين قوات النخبة الشبوانية والقوات المشتركة برعاية لجنة الوساطة ومحافظ المحافظة والتحالف العربي بدأت...
Posted by سالم ثابت العولقي on Wednesday, June 19, 2019
واتهم العولقي في تصريحه المنشور بحسابه في "فيسبوك" نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر بتوجيه القوات الحكومية بالانقلاب على الاتفاق، محملا ما وصفها بالأطراف التي وجهت وشاركت في الانقلاب على الاتفاق المسؤولية الكاملة عن الأحداث التي تشهدها مدينة عتق.
وفي وقت سابق رفضت القوات الإماراتية الأربعاء، وساطة حكومية لإنهاء التوتر العسكري في محافظة شبوة جنوبي اليمن.
وقال مصدر محلي لـ"الموقع بوست" إن القيادة الإماراتية رفضت سحب قوات النخبة الشبوانية التابعة لها من مدينة عتق لإنهاء التوتر الحاصل مع قوات الأمن والجيش، مضيفا بأن لجنة الوساطة تفاجأت برفض القيادة الإماراتية المقترح الذي تقدمت به بسحب قوات النخبة من المدينة عقب انتشارها فيها دون التنسيق مع اللجنة الأمنية.
وعقب الرفض اندلعت الإشتباكات مجددا بين الطرفين وفقا لمصدر محلي آخر بعد هجوم لمليشيا النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات التي حاولت السيطرة على على مطار عتق، وأدى ذلك إلى وقوع إصابات في صفوف قوات الأمن التابعة للحكومة الشرعية التي تصدت لهجوم المليشيا ومنعتها من السيطرة على مطار عتق ومؤسسات الدولة الأخرى.
وسعت مليشيا النخبة وهي قوات غير نظامية للسيطرة على مؤسسات الدولة السيادية في محافظة شبوة بدعم وإشراف مباشر من ضباط إماراتيين متواجدين في المحافظة تحت غطاء التحالف العربي ومساندة الحكومة اليمنية الشرعية.
وشكلت دولة الإمارات العربية المتحدة مليشيا تمولها في محافظة شبوة قبل نحو عامين، على غرار ذات المليشيا التي شكلتها في عدة محافظات بمدن جنوبي اليمن.
وأحكمت الإمارات سيطرتها على محافظة شبوة عبر المليشيا التي تخضع لإشرافها وتعمل لصالحها، وصعدت عسكريا ضد السلطات الحكومية أكثر من مرة.
وتعد محافظة شبوة واحدة من أهم المدن اليمنية، وتتواجد فيها المؤسسات النفطية والغازية، وتمتاز بمينائها المطل على البحر العربي.