[ سلاحان فتاكان لمواجهة كورونا.. ونصائح أخرى ]
يعد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أزمة عالمية، والوضع يتغير كل يوم، وفي جميع أنحاء العالم نشهد ارتفاع عدد الأشخاص المتضررين بسرعة، وقد أدى ذلك إلى مجموعة كاملة من الإجراءات المختلفة التي يتم تنفيذها لمحاولة السيطرة على الأمور.
ويقول الدكتور رانج سينغ -وهو استشاري طوارئ للأطفال في خدمة الصحة الوطنية البريطانية ومقدم برامج تلفزيونية في المملكة المتحدة- في مقال بموقع الجزيرة الإنجليزية "لا أعتقد أنني مررت بأي شيء من هذا القبيل في حياتي المهنية، بما في ذلك عندما ضربت جائحة إنفلونزا الخنازير في عام 2009".
ويضيف "في العديد من البلدان يبدو أنه مهما حاولنا فإن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، لذا: هل أنا مذعور؟ ليس بعد، على الرغم من أن الأمور خطيرة، وقد نشعر بالعجز في بعض الأحيان، ولا يزال هناك الكثير مما يمكننا القيام به للمساعدة".
ويضيف أن هناك اثنين من أهم التدخلات للتعامل مع كورونا، وهما التباعد الاجتماعي وعزل الذات.
ما هو التباعد الاجتماعي؟
التباعد الاجتماعي هو الشيء الذي يجب أن نفعله، وأنا أعني الجميع، ويهدف إلى تقليل كمية التفاعل بين الناس مع السماح لهم بالقيام بأنشطتهم اليومية الضرورية، كما أنه يساعد على تقليل فرص التقاط الفيروس ثم نشره للآخرين.
وهذه التدابير مهمة خاصة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة إذا أصيبوا بفيروس كورونا، وقد يشمل هذا كبار السن، خصوصا أولئك الذين تزيد أعمارهم على 70 عاما، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية كبيرة طويلة المدى مثل أمراض الرئة وأمراض القلب وضعف جهاز المناعة والسكري والمشاكل العصبية وأمراض الكلى والحوامل.
ويتضمن التباعد الاجتماعي:
1- العمل من المنزل إن أمكن.
2- السفر فقط عند الضرورة، خاصة في وسائل النقل العام أو الرحلات الخارجية.
3- تجنب الأماكن الاجتماعية مثل دور السينما والنوادي.
4- تجنب المجموعات الكبيرة من الناس.
5- تقييد الزوار.
6- إذا خرجت في الأماكن العامة فحافظ على مسافة آمنة من الآخرين، حوالي مترين، فبما أن فيروس كورونا ينتشر بشكل رئيسي من خلال قطرات الجهاز التنفسي -خاصة عندما يسعل الناس أو يعطسون- فإن الحفاظ على مسافة قليلة سيساعد على تقليل انتشار الفيروس.
ما هي العزلة الذاتية؟
إن العزلة الذاتية هي ما يجب على الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بكورونا عمله، وعادة ما يتم حجز أولئك الذين من المحتمل أن يكونوا مصابين لوقف انتشار المرض.
وينطوي العزل الذاتي على تطبيق أكثر صرامة واتساعا للممارسات البعيدة مثل: عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة، عدم السفر، عدم مغادرة المنزل، وبدلا من ذلك يطلب من الآخرين المساعدة إذا كنت بحاجة إلى الإمدادات.
وفي حين أن التباعد الاجتماعي عادة ما يكون ممارسة مستمرة على مدى فترة طويلة من الزمن فإن العزل الذاتي عادة ما يكون لفترة زمنية محددة، فعلى سبيل المثال، في المملكة المتحدة نوصي الأشخاص الذين يعانون من الأعراض بالعزل الذاتي لمدة لا تقل عن سبعة أيام، يجب على أفراد أسرهم وغيرهم ممن كانوا على اتصال وثيق بهم أن يعزلوا أنفسهم لمدة لا تقل عن 14 يوما للسماح بفترة الحضانة ومعرفة ما إذا كانوا يستمرون في تطوير المرض بأنفسهم.
وبينما نتعلم المزيد عن الفيروس من المحتمل أن تتغير هذه النصائح، ومع ذلك في الوقت الحالي يمثل هذان الأسلوبان بعض أقوى الأدوات التي لدينا في التعامل مع هذا الوباء العالمي.
كيفية ممارسة الرياضة مع انتشار فيروس كورونا
ومع إغلاق الأندية الرياضية وصالات اللياقة البدنية لم يعد هناك مجال لممارسة التمارين بشكل جماعي، بل يجب على المرء حاليا الحرص على التباعد الاجتماعي لإبطاء انتشار فيروس كورونا، وأوضح البروفيسور كريستوفر إيفلر من الجامعة الألمانية للوقاية والإدارة الصحية بعض النصائح والإرشادات لممارسة الرياضة في ظل هذه الأزمة العالمية.
ويمكن للمرء ممارسة الجري أو الركض في الأماكن المفتوحة طالما كان ذلك ممكنا ومسموحا به حسب اللوائح والتعليمات المحلية، ومع ذلك يجب على المرء ممارسة الرياضة بمفرده لمنع الإصابة بالعدوى، وحذر البروفيسور الألماني من ممارسة التمارين بشكل جماعي حاليا.
ونظرا لعدم توافر صالات اللياقة البدنية حاليا وما تحويه من أجهزة وأدوات للتدريبات الرياضية، فإنه يمكن أداء التمارين في المنزل بواسطة وزن الجسم، مثل تمارين الضغط التقليدية، ويمكن أن تختلف درجة الصعوبة اعتمادا على مستوى التمرين، كما يمكن أداء تمارين القفز في المنزل.
ونصح البروفيسور كريستوفر إيفلر بالتركيز على التمارين البسيطة التي لا تتطلب أجهزة أو أدوات لم يستعملها المرء من قبل.
ماذا عن الحوامل؟
يجب التذكير أولا بأن الأمر الأكثر أهمية على الإطلاق الذي يجب على أي سيدة حامل القيام به في حالة شكها في إصابتها بفيروس كورونا المستجد هو التواصل فورا مع طبيب النساء.
وليس من المعروف حتى الآن ما إن كان بالإمكان انتقال فيروس كورونا من المرأة الحامل إلى الجنين، كما أنه "لا توجد أي أدلة على أن الفيروس يمكن أن يؤدي للإجهاض"، وفقا للكلية الملكية لأطباء النساء في بريطانيا.
ووقعت في الصين حالات تم الكشف فيها عن إصابة أطفال حملت أمهاتهم العدوى بالفيروس بعد ولادتهم بفترة قصيرة، لكن لم يتم العثور على الفيروس عند تحليل الغشاء المحيط بالجنين أو الحبل السري أو لبن الأم.
هل خطر الإصابة بفيروس كورونا أكبر على الحوامل مقارنة بغيرهن من النساء؟
لا توجد أي أدلة علمية تثبت ذلك حتى الآن، ووفقا للمنظمة العملية لأطباء النساء والتوليد والجمعية الألمانية لطب النساء والتوليد "من المتوقع أن أغلبية الحوامل ممن يصيبهن الفيروس يعانين من أعراض متوسطة الحدة أشبه بأعراض البرد أو الإنفلونزا، وفي حالة وجود مشكلة سابقة في القلب أو الرئة فمن المحتمل حينها حدوث مضاعفات بالجهاز التنفسي حالة الإصابة بفيروس كورونا".
ما الذي يجب عمله مع اقتراب موعد الولادة؟
تستعد جميع العيادات والأماكن المخصصة للولادة حاليا في ألمانيا لتوليد سيدات ربما يحملن فيروس كورونا، لتحديد نطاق وطريقة التواصل بينهن وبين الطاقم الطبي.
ويمكن أحيانا السماح للأب بالتواجد أثناء الولادة، حيث يختلف الأمر من عيادة إلى أخرى، ولكن ربما لن يتم السماح لأي شخص آخر سوى الأب بزيارة الأم والمولود.
ماذا تفعل السيدة الحامل في حالة الشك في إصابتها بفيروس كورونا؟
في حالة ظهور أعراض كارتفاع درجة الحرارة أو الكحة أو صعوبة التنفس يجب التواصل فورا مع الطبيب عبر الهاتف، مع الحرص على عدم التوجه مباشرة للعيادة أو المستشفى بدون الاتصال أولا، كما يجب الامتناع عن تناول أي دواء أو عقار بدون استشارة الطبيب المختص.
وينصح الخبراء بضرورة التحقق باستمرار من الإصابة بالفيروس خلال فترة الحمل، وإن تم الكشف عن انتقال العدوى بالفيروس يجب أن تحصل الحامل على عناية أكبر ومتابعة طبية عن قرب.
كيف يمكن تقليل فرص الإصابة بالفيروس أثناء فترة الحمل؟
تنصح منظمة الصحة الدولية الحوامل بمحاولة خفض فرص التقاط العدوى بالفيروس عبر اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، كما يجب على الحوامل الحصول على كافة التطعيمات اللازمة ضد الانفلونزا على الأقل، لتجنب الإصابة بها مع فيروس كورونا في الوقت نفسه.