بعد إزاحة الرئيس هادي عن المشهد السياسي والعسكري اليمني كان من المتوقع ان تأتي قيادات اكثر خبرة و كفاءة ممن يمتلكون قدراً عالياً من الشعور بالمسئولية واكثر حرصاً على تحقيق تطلعات الشعب اليمني وأكثر صرامة وحزم في المعركة الجمهورية واستعادة العاصمة اليمنية صنعاء و كافة مؤسسات الدولة التي تعرضت وتتعرض للتدمير حتى هذه اللحظة من قبل مليشيات الحوثي التي تحظى بدعم و رعاية دوليين اكثر من الشرعية نفسها، التي يحرص المجتمع الدولي على الاعتراف بها وتأييدها صورياً ويعمل على عرقلة جهودها وعرقلة معركتها ضد الانقلاب، لا سيما ونحن نلاحظ وبشكل ملفت للنظر ان كل جهود المجتمع الدولي تنجح في إنقاذ مليشيات الحوثي في كل مرة يوشك الحوثي على الانكسار والاستسلام او يتعرض لهزيمة حقيقية في جبهات القتال، وفقد الأفضلية في إدارة المعركة ضد قوات الشرعية و المقاومة الوطنية كما حدث في معركة الحديدة او الإجراءات الاقتصادية التي أتخذها محافظ البنك المركزي بعدن قبل ان يأتي المبعوث الأممي يعيد الأمور الى نصابها وإجبار الشرعية على إلغائها والتعهد بعدم تكرارها.
لم يكن في مجلس القيادة الرئاسي أمل شعب لاستعادة وطن ولا يمكن ان يحقق أي نجاح سياسي او عسكري في معركة استعادة الجمهورية لان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي بشخصيات قيادية متناقضة لم يظهر عليهم الانسجام والعمل بروح الفريق الواحد لا سيما وكل عضو لديه مشروعة الخاص غير متناسق مع الهدف السامي للشعب اليمني هدف استعادة الدولة بكافة مؤسساتها ومواصلة العملية السياسية من حيث توقفت قبل انقلاب مليشيات الحوثي وهذا غير متوفر في سمات مجلس القيادة الرئاسي الحالي و الذي يبدو مخلصاً لتوجيهات ورغبة الكفيل، اكثر من سلفة الرئيس هادي، وحريصاً على تلبية رغبات الاطراف الداخلية والخارجية وتسهيل تمرير أجندتها يفوق حرصهم على توحيد الصف الجمهوري وردم فجو الخلاف والتباين السياسي الى ما بعد المعركة الجمهورية مع مليشيات ودحر الانقلاب ، لان عدم الانسجام بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي الثمانية، يخدم مشروع التوسع الفارسي في اليمن ويدعم استمرار سيطرتها وينعكس سلباً على إدارة المعركة الجمهورية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومعهم كل احرار اليمن ضد الانقلابيين واستعادة الوطن.
ان وجود قيادة مخلصة في ولائها لليمن وتؤمن بعدلة القضية اليمنية وتحمل هم الوطن والقضايا الوطنية في كل تحركاتها وقراراتها وتعمل بكل طاقاتها لخدمة مشروع الشعب اليمن في معركته الجمهورية لاستعادة الوطن وعودة كافة مؤسسات الدولة تحت راية اليمن الاتحادي ودحر الانقلاب وتقديم الخدمات الاساسية للمواطنين في مناطق سيطرتها وتبذل كافة الجهود لرفع معاناة اليمنيين الذين يعيشون في مناطق سيطرة الانقلاب فهذه هي أولويات الشعب اليمني وأكثر الأهداف التي يعطيها قيمه وأهمية في الوضع الراهن ، فالذي لا يحمل هدف استعادة الوطن ومؤسسات الدولة لا يمثل الشعب اليمني، ولا يرتقي الى مستوى تطلعاتهم المستقبلية.
ونحن على مشارف نهاية عقدا من الزمن على الحرب التي يخوضها الجيش الوطني ومعه كل احرار اليمن ضد مليشيات الحوثي لم يتغير الهدف ولا مسار المعركة الجمهورية ولن يتخلى الشعب اليمني عن حقهم المشروع في استعادة دولتهم بكافة مؤسساتها ودحر انقلاب مليشيات الحوثي مهما كان الثمن عالياً، مهما كان التناقض الغامض يحيط القضية اليمنية من الجهات الاربع، تناقض المجتمع الدولي مؤيداً للشرعية ويحافظ على مكان الحوثيين.
تناقض التحالف العربي الداعم للشرعية بيد ان ممارساته ودعمه لاطراف الشرعية يؤكد ان أجندته أهم من عودة الشرعية وانتصارها.
تناقض اعضاء مجلس القيادة الرئاسي في الاهداف والمسارات والذي يبدو واضحاً للعيان ظهرت صورته للشارع اليمني بوضوح.
وهكذا امست الحرب اليمنية رهن اعتقال تلك التناقضات وحبيسة عقول من يديرها.
بسبب ثقتهم المطلقة بان مليشيات الحوثي لا يمكن ان تقبل التعايش السلمي مع شعباً لا يؤمن بحقها الإلهي ولن يقبل باستمرار اختطاف المليشيات للدولة ومؤسساتها.