رفض شعبي وحكومي ودعم إماراتي وتواطؤ سعودي.. هل سيتمكن "الانتقالي" من السيطرة على سقطرى؟
- خاص الإثنين, 11 مايو, 2020 - 12:02 صباحاً
رفض شعبي وحكومي ودعم إماراتي وتواطؤ سعودي.. هل سيتمكن

[ تصعيد الانتقالي الجنوبي في سقطرى وتواطؤ السعودية ]

لم يتوقف التصعيد الإماراتي في أرخبيل سقطرى عبر أدواته المحلية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي قبل وبعد توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن.

 

بل إن وتيرة التصعيد ارتفعت وبلغت ذروتها بعد إعلان الانتقالي قرار الإدارة الذاتية لمناطق جنوب اليمن، إذ تشهد سقطرى محاولات وسعي حثيث للانتقالي للسيطرة على عاصمة المحافظة حديبو بدعم إمارتي وتواطؤ سعودي وصمت غريب من الرئاسة والحكومة اليمنية.

 

دعم إماراتي

 

ويعد التدخل والدعم الإماراتي للانتقالي في أرخبيل سقطرى الأكثر وضوحا. ففي الأرخبيل يقود التصعيد والتمرد ضد السلطة المحلية مندوب الإمارات في الجزيرة العميد خلفان المزروعي وعلى أكثر من اتجاه أهمها التمرد المسلح وشراء الولاءات بأموال باهظة.

 

تواطؤ سعودي وغموض رئاسي

 

وعلى خلاف انقلاب عدن المسلح الذي كان فيه موقف الرئاسة اليمنية واضحا فإن كثيرا من الغموض يلف موقف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة اليمنية.

 

فبينما يلتزم رئيس الوزراء الصمت إزاء التصعيد المستمر فقد جاءت تصريحات الرئيس هادي هزيلة غير معبرة عن موقفه من التمرد الجديد.

 

ويبدو محافظ أرخبيل سقطرى رمزي محروس يقاتل وحيدا دون سند.

 

ويؤكد مراقبون أنه كما كان موقف رئيس الوزراء اليمني السابق أحمد عبيد بن دغر القوي ضد الانقلاب الأول لأبو ظبي وأدواتها المحلية سببا في إفشال الانقلاب وإنهاء التمرد، فإن الغموض والصمت الحالي من قبل الرئيس اليمني ورئيس حكومته الحالي معين عبد الملك سيكونان سببا في نجاح الانقلاب الحالي.

 

مع كل تصعيد في أرخبيل سقطرى لم تتعدّ مواقف الرياض حدود إطفاء الحرائق وقيادة وساطات تفضي إلى اتفاقات لا ينفذ منها شيء على أرض الواقع، ولم يصدر عنها موقف حاسم منذ بدء الأحداث في الأرخبيل.

 

وتبدو الرياض في دور المتواطئ مع أدوات أبوظبي لاستكمال سيطرتها على الأرخبيل بشكل تدريجي.

 

وخلال السنتين أبرمت عدة اتفاقات بين السلطة المحلية والمتمردين الجنوبيين برعاية الرياض، غير أن معظم تلك الاتفاقيات لم ينفذ منها شيء، ومضى الانتقالي المدعوم إماراتيا في استكمال خطواته دون أن تحرك قوات الواجب السعودية ساكنا.

 

رفض شعبي وحكومي

 

 وتواجه محاولات الانتقالي الانقلابية في سقطرى برفض شعبي واسع، إذ يمتلك المشروع الوطني وتحظى السلطة المحلية بتأييد شعبي واسع في عموم الأرخبيل.

 

كما أعلن مشايخ القبائل رفضهم لخطوات الانتقالي وتصعيده المسلح وقيامه باستقدام مسلحين من خارج المحافظة بغرض مواجهة القوات الأمنية والعسكرية وأبناء الأرخبيل والسيطرة على الأرخبيل بقوة السلاح.

 

في حين تعد محافظة سقطرى أقل المحافظات الجنوبية تأييدا للانتقالي الإماراتي شعبيا.

 

وعلى الصعيد الرسمي وبعد طول صمت، عبرت الحكومة اليمنية عن رفضها لما وصفتها بأحداث التمرد التي يقودها ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة سقطرى.

 

وأكدت الحكومة خلال اجتماع لها، الخميس، تأييدها ودعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها السلطة المحلية بمحافظة أرخبيل سقطرى، وشددت على أهمية التصدي الحازم لأي محاولات تستهدف النيل من أمن واستقرار وسلامة المواطنين والحفاظ على استقرار سقطرى البعيدة عن الإرهاب ولم تصلها أيادي جماعة الحوثي الانقلابية.

 

توقع بالسقوط

 

وفي السياق ذاته قال الكاتب والصحفي اليمني أنيس منصور، إن ما يجري في سقطرى هو التكتيك ذاته الذي سلمت به عدن للانتقالي بالتقسيط.

 

وأكد منصور -في منشور له على فيسبوك- أن الشرعية سوف تستمر بمخادعة ذاتها والتمسك بما سماه بوهم التأييد السعودي لها.

 

وقال منصور إن الشرعية كل يوم ستصحو على واقع جديد، تفقد فيه مزيدا من الأرض وتذهب المدن واحدة تلو الأخرى لخصومها.

 

وأضاف "يوما ما سيستيقظ هادي ولم يعد بيده شيء، وحينها لن تنفعه بيانات السعودية ولا اعتراف المجتمع الدولي به".

 

وتابع منصور توصيفه لما يحدث في سقطرى بالقول "مشكلة الشرعية أنها لا تتعلم من خيانة الحلفاء لها، ولا تستفيد من تجاربها الفاشلة ولا من تجاربها الناجحة"، موضحا أنها لم تستلهم ما وصفها بـ"خيانة" التحالف لها في عدن، ولا استفادت أيضا من درسها الناجح بشبوة.


التعليقات