بمناسبة عيدهم العالمي.. صحفيو اليمن فريسة لأطراف الصراع بين الاعتقال وأحكام الإعدام (تقرير)
- خاص الإثنين, 04 مايو, 2020 - 12:43 صباحاً
بمناسبة عيدهم العالمي.. صحفيو اليمن فريسة لأطراف الصراع بين الاعتقال وأحكام الإعدام (تقرير)

[ صحفيون مختطفون لدى مليشيات الحوثي ]

أحيت عدد من المنظمات في الدول المختلفة اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق الثالث من مايو/أيار كل عام، الذي يتم استغلاله لمناقشة مشكلات الصحفيين وتسليط الضوء على جوانب كثيرة من معاناتهم.

 

هذا العام لا يختلف بالنسبة للصحفيين اليمنيين عن السنوات السابقة، التي كان عنوانها الانتهاكات، واعتبار هذه الشريحة فريسة سهلة بالنسبة لكثير من القوى في اليمن.

 

تعرض الصحفيون في اليمن لمختلف الانتهاكات التي طالتهم، تصدرت القائمة جماعة الحوثي التي لا زال في سجونها الكثير منهم.

 

طوال السنوات الماضية مرت كثير من المناسبات والظروف المختلفة، كان آخرها خطر فيروس كورونا المستجد، وبرغم المناشدات المطالبة بإخراج الصحفيين من السجون إلا أن ذلك لم يتحقق.

 

وفي ذلك السياق، دعا المبعوث الأممي مارتن غريفيث أطراف الصراع في اليمن إلى السماح للصحفيين القيام بعملهم دون عائق، مؤكدا أن اليمن يستحق إعلاما حرا ومستقلا.

 

واقع يخلو من الحريات

 

وأصدرت مؤخرا جماعة الحوثي حكما قضى بإعدام أربعة صحفيين، وهم: عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وذلك بعد خمس سنوات من اعتقالهم الذي تعرضوا خلاله للتعذيب، وفق تقارير حقوقية.

 

قوبل ذلك الحكم بتنديد واسع في الداخل، في ذلك السياق جددت منظمة سام للحقوق والحريات، مطالبتها بإطلاق سراح الصحفيين الذين يواجهون خطر الإعدام في سجون الحوثيين، مشيرة إلى أن الصحفيين في اليمن يعيشون وضعا مقلقًا، حيث يتعرضون لانتهاكات تصل حد الموت.

 

ويعمل الصحفيون في اليمن في ظل ظروف غاية في الصعوبة بسبب المخاطر الكثيرة التي يمكن أن تطالهم، فضلا عن الظروف النفسية السيئة التي يعيشونها بسبب كل ذلك والحرب.

 

يقول الصحافي محمد السامعي إن من المؤسف والمحزن والمفجع كثيرا أن تكون اليمن واحدة من أسوأ الأماكن للصحفيين في العالم، نتيجة الانتهاكات والقمع والمعاناة المتواصلة التي تلاحقهم  منذ سنوات.

 

وذكر في حديث مع "الموقع بوست" أن هناك العشرات من الصحفيين تعرضوا للقتل أو الجرح أو الاختطاف، بينما المئات فقدوا دخلهم جراء الحرب المشتعلة.

 

في حين يحتفي العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة ما زال الصحفيون اليمنيون يدفعون ضريبة قول أو تعبير أو رأي لا يرضي هذا الطرف أو ذاك، حسب السامعي.

 

حقل ألغام

 

عن تأثير ما يجري على أرض الواقع على نفسية الصحفيين بينهم حسن الفقيه الذي يقول إن الوضع الذي يعيشه الصحفي يتسبب لهم بمضاعفات نفسية واجتماعية.

 

ويوضح في حديث مع "الموقع بوست" أن الصحفي اليمني يعمل في بيئة أشبه ما تكون بحقل ألغام، وأن مهمة الصحفي اليمني أقرب للمغامرة والمخاطرة تماما، وبالتالي فمن الطبيعي أن يؤثر كل ما سبق على عمله هذا إن كان يعمل لأن الكثير من الصحفيين فقدوا أعمالهم أيضا.

 

الحرب سبب معاناتهم

 

تمارس الكثير من الانتهاكات بحق الصحفيين، في ظل غياب مؤسسات الدولة، ونقابة الصحفيين اليمنيين التي غالبا ما تكتفي بإصدار البيانات منددة بما يتعرض له الصحفيون في اليمن، ورصد ما يتعرضون له.

 

وبذلك يرى الصحافي السامعي أن معاناة الصحفيين لن تحل إلا بإنهاء مسبباتها التي من أبرزها استمرار الحرب، موضحا أن "إنهاء الحرب يعد السبيل الأول للسير في اتجاه القضاء على معاناة جميع اليمنيين بمن فيهم الصحفيون، ومن ثم بعدها خلق مناخ من قبل الأطراف الفاعلة يشجع حرية الرأي والتعبير".

 

وهو ما لا يختلف معه الصحافي الفقيه الذي أكد أن حماية الصحفيين في هذا الوقت صعبة بسبب الحرب التي أفرزت واقعا غاية في التعقيد، وسلطات عديدة تحتمي بالسلاح.

 

وحتى اليوم لا يزال في سجون الحوثيين أربعة صحفيين محكوم عليهم بالإعدام، وخمسة آخرين من المتوقع أن يتم إطلاق سراحهم، لكن سيخضعون لمراقبة الشرطة لمدة ثلاث سنوات ومصادرة مضبوطاتهم.

 

دعوات لإنقاذ الصحفيين

 

وبرغم كل المناشدات إلا أن الصحفيين في سجون الحوثيين يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية، وتعذيب ومحاكمات من قبل محاكم غير مختصة بقضايا النشر.

 

وكصحفي يقرأ يوميا عن معاناة زملائه، يطالب السامعي ويشدد على ضرورة إيقاف أحكام الإعدام بحق الصحفيين الأربعة والإفراج عنهم مع زملائهم المختطفين بشكل فوري، وتعويضهم عما لحق بهم من أوجاع السجون على مدى سنوات.

 

ووجه رسالة لأطراف الصراع في اليمن قائلا فيها: "إن الصحفيين ليسوا طرفا في هذه الحرب.. هم لا يملكون بندقية ولا مدفع.. فقط مجرد عاشقين لحرية الرأي والتعبير عما يجري بما يعتقدوه".

 

وهو ما يتفق معه الصحافي الفقيه الذي دعا كل منظمات العالم الحر ومنظمات الأمم المتحدة للضغط بشكل فعلي وجدي على الحوثيين لإطلاق سراحهم بعد سنوات من اختطافهم وتعذبيهم وإصدار أحكام قتل بحقهم.

 

وتابع: "هي فرصة سانحة للعالم بأن يثبت بأنه لا يزال يقدس الصحافة، ويدعم ويشجع ويساند منتسبيها".

 

من جهتها، تطالب منظمة سام بتحريك مبدأ المحاسبة، وإعلان قائمة سوداء بمنتهكي حقوق الإنسان في اليمن.

 

وأعلن مرصد الحريات الإعلامية في اليمن عن تسجيل 28 انتهاكا ضد الحريات الإعلامية في اليمن خلال شهر مارس/شُباط الماضي، تنوعت ما بين الإصابة والاختطاف والاعتداء.

 

ووفقاً للتقرير، فإن جماعة الحوثي تصدرت قائمة مرتكبي الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن بواقع 22 انتهاكا من إجمالي الحالات المسجلة خلال شهر مارس الفائت، وخمس حالات انتهاك مارستها أطراف تابعة للحكومة اليمنية، وانتهاكات قام بها مجهولون.


التعليقات