منذ ما يقارب العقد من الزمن تحتفل عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الـ 21 من مارس كل عام بذكرى ما يعتبروه عيد ميلاده.

ونشرت شخصيات في عائلة صالح تهان بهذه المناسبة، وكتب يحيى محمد عبدالله صالح نجل شقيقه وأركان حرب الأمن المركزي سابقا تهنئة على صفحته بالفيس أشاد فيها بعمه، ووصفه بـ "أبو اليمن"، وبأنه رفيق الشهداء والصديقين والأنبياء.

وقال في المنشور: "إلى والدنا زعيم الشهداء الرئيس علي عبدالله صالح "ابو اليمن" عليه السلام ورضوان الله عليه عيد ميلاد مجيد في جنة الفردوس مع رفاقك من الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا".

أما رجل الأعمال مدين ياسين الذي كان مقربا من صالح وعائلته، فقد كتب هو الآخر منشورا قال إنه كان يهدي صالح "بوكه" ورد كل عام في ذكرى عيد ميلاده، وعلق بالقول: "مثل هذا اليوم من كل عام كان بوكيه الورد حقي يكون اول بوكيه يدخل الى بيت ألرئيس السابق رحمة الله عليه وكان يسأل اين الورد حق مدين رحمه الله عليك في ذكري مولدك والدي الزعيم على عبدالله صالح".

وكتب القيادي في حزب المؤتمر محمد أنعم تغريدة في تويتر، متطرقا لهذه المناسبة، وقال إن صالح ولد في 21 مارس الذي كان صمام الأمان، وافتقده الشعب، واصفا هذه المناسبة بأنها عيد ميلاد وطن.

ونشر ناشطون تابعون لحزب المؤتمر الشعبي العام، ومقربون من عائلة صالح العديد من التغريدات على تويتر تحت هاشتاق: #21مارس_ميلاد_وطن، وهاشتاق: #عيد_ميلاد_وطن.

وتطرقت أغلب تلك التغريدات لصالح، وأكدت على أن هذا اليوم هو يوم ميلاده الفعلي، وتحول الاحتفاء إلى تذكير بسنواته، وما اعتبره هؤلاء منجزا له في سنوات حكمه.

مناسبة جديدة

صالح الذي حكم اليمن لثلاثة وثلاثين عاما، ثم أمضى سبع سنوات خارج كرسي الحكم لم يحتفل بهذا اليوم، ولكن مع قرب مغادرته من الحكم بدأت عائلته إحياء هذه المناسبة.

وكانت أول عملية احتفاء في مثل هذا اليوم 21 مارس من العام 2011م، عقب مجزرة جمعة الكرامية التي ارتكبها نظام صالح وقتذاك بحق شباب الثورة الذين اعتصموا أمام جامعة صنعاء للمطالبة برحيله من الحكم، وهي الجريمة التي خلفت العديد من القتلى والجرحى، وهزت كل اليمنيين، وكانت سببا في التعجيل بسقوط نظام حكمه.

ومنذ ذلك العام تواصل الاحتفاء بهذه المناسبة التي بدا أنها تعيد تسليط الأضواء على صالح، بعد خروجه من الحكم، ثم ارتفعت وتيرة الاحتفاء بها بعد مقتل صالح على يد الحوثيون في الرابع من ديسمبر 2017م.

يوم الميلاد الحقيقي

لكن هل ولد صالح فعلا في الـ 21 من مارس؟

لم يقدم أنصار صالح وعائلته أي وثيقة تثبت ميلاده في هذا اليوم، وانحصر الأمر على التذكير بهذا اليوم باعتباره يوم ميلاده الرسمي، خاصة أن ميلاده كان وقت لم يكن هناك فيه أي اهتمام رسمي بوثائق الميلاد، وكانت الطريقة المثلى للتوثيق لدى بعض الأسر هي كتابة تاريخ ولادة أبنائهم على المصاحف والكتب كجزء من الذكرى، ولم تكن هناك أي وثائق رسمية لشهادات الميلاد.

 لكن وثائق رسمية كشفت يوم ميلاد صالح، ومن تلك الوثائق وثيقة نشرت في كتاب "معالم عهود رؤساء الجمهورية في اليمن 1962 - 1999م - مع عرض لوقائع ووثائق أول انتخابات رئاسية يمنية"، للراحل محمد حسين الفرح، والصادر عن مركز البحوث والمعلومات بوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في سبتمبر 2002م.

تلك الوثيقة هي استمارة التقدم للترشح في أول انتخابات رئاسية شهدها اليمن في العام 1999م، وملأ بياناتها صالح حين تقدم للترشح لمجلس النواب، ووقع عليها بتوقيعه المعروف، وتتضمن بيانات الترشح التي أقرتها اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، ومنها اسم زوجته، ووالدته، ووظيفته، والمؤهلات التي يحملها، ومحل الإقامة، ورقم هاتف المنزل.

الوثيقة حددت تاريخ ميلاد صالح في الـ 15 من شهر يوليو 1942م، وتعد واحدة من الوثائق الرسمية التابعة لجهة حكومية، ممثلة بمجلس النواب، كما أنها نشرت في كتاب توثيق صادر عن جهة حكومية، وهي هنا وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، بالإضافة إلى أن صدور الكتاب كان في العام 2002م الذي يعد أزهي سنوات صالح الرئاسية.

ولمن يرغب بالاطلاع على الوثيقة فقد جاءت في الصفحة رقم (309)، ويمكن تحميل الكتاب والعودة إليه على الرابط بالنقر على كلمة هنا

الاحتفاء اليوم

تحتفل عائلة صالح بهذا اليوم بعد وفاته بخمسة أعوام، وحولت المناسبة إلى احتفال بسنوات رئاسته لليمن، وتذكير اليمنيين بسنوات حكمه، ويتزامن هذا مع رعاية أطراف إقليمية لعائلة صالح، ومحاولة تقديمهم للواجهة من جديد.

كما أن هذا الاحتفاء يأتي متزامنا مع واقع بائس يعيشه اليمنيين جراء الحرب التي تتعرض لها بلادهم، والتي تدخل عامها الثامن، وذلك منذ سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين في الـ 21 من سبتمبر 2014م، جراء التحالف الذي تشكل منهم والرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهي الحرب التي لا تزال تلقي بظلالها على حياة وواقع اليمنيين اليوم.