رغم مرور 22 عاما، على وفاة الشيخ محمد حسين عامر إلا أن اسمه ارتبط بشكل أساسي مع طقوس شهر رمضان الفضيل لدى اليمنيين، وذلك بصوته الرخيم والعذب من خلال تلاوته للقرآن والتسبيح والدعاء والإنشاد التي أصبحت الإذاعات والقنوات المحلية تتسابق على بثها خلال الشهر حتى اليوم.

وينحدر العلامة "عامر" الذي ولد عام 1938، إلى قرية الظواهرة منطقة حيد السواد مديرية الحدأ بمحافظة ذمار (وسط اليمن)، وأصيب بالعمى في الشهر السادس من ولادته، بينما بدأ بحفظ القرآن الكريم على يد والده في مسقط راسه التي مكث فيها تسع سنوات، قبل انتقاله رفقه شقيقة الأكبر إلى مدينة صنعاء.

وفي العاشرة من عمره، درس علوم القرآن الكريم على يد عدد من العلماء، منهم حسن شندف، وعبد الله الطائفي، وحسين مبارك الغيثي، والعزي الجنداري، وأحمد الخولاني، في حين بدأ من مدرسة دار العلوم بتعلم القراءات السبع، وعمل في تدريس القرآن الكريم، فضلا عن تأسيسه عددًا من مدارس التحفيظ وللقراءات السبع، وتخرج على يديه الكثير من حفظة القرآن من أشهرهم المقرئ يحيى الحليلي.

واشتهر مقرئًا عبر إذاعة وتلفزيون صنعاء وأشرطة الكاسيت التي انتشرت حتى صار من أشهر المقرئين اليمنيين، بما في ذلك نقل إذاعة صنعاء صلاة الفجر من الجامع الكبير في الستينيات، وظل يعمل حتى وافته المنية نتيجة معاناته الطويلة في 15 رمضان سنة 1419هجرية، الموافق الثالث من يناير 1999م.

ساهم الراحل محمد حسين عامر في تأسيس جمعية المنشدين اليمنيين، حيث تخرج على يده الكثير من المنشدين أبرزهم علي محسن الأكوع، ويحيى المحفدي، وقاسم زبيدة.