[ عبد اللطيف المجاهد.. فنان يمني بلا صوت ]
أحاط به الصمت من كل اتجاه، منذ الولادة، وعجز عن التعبير عن ذاته، ليجد الألوان والفرشاة النافذة التي يطل بها إلى العالم، من خلال رسمات متنوعة تضج بالحياة وتمتزج بالتفاصيل المتعددة المتخمة بالأمل.
عبد اللطيف المجاهد في عتبة الخمسينات من عمره، من ذوي الاحتياجات الخاصة (صم - بكم)، ويعاني من مشاكل في إحدى عينيه، من أبناء مدينة ذمار.
بدأ الرسم منذ الصغر، لكنه احترف الرسم بالألوان والعمل بالألوان المائية والزيتية منذ العام 1991، وفي العام 2003، شارك في مهرجان للفنون خاص بفئة الصم والبكم في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي المسابقة حصل على المركز الأول، وحظيت مشاركته بتشجيع من القائمين على المهرجان.
طوته هموم الحياة، وبين الفينة والأخرى يجد طريقاً للبوح عبر الرسم والخط، فأنتج عشرات اللوحات المتنوعة، المفعمة بالحياة، والقادمة من خياله، وتجسد لمظاهر الحياة المختلفة.
لا يتذكر ابن شقيقة "يحيى" إلا أن عمه يرسم ويملأ غرف المنزل باللوحات المتنوعة، يقول لـ"الموقع بوست": "عمي إنسان مبدع، ورغم أنه أصم وأبكم، لكنه مبدع جداً في مجال الرسم، ويحول اللوحات الصامتة إلى لوحات جميلة تملؤها الحياة".
"يرسم كل شيء"، قال نجل شقيقه، وأضاف: "رسم صورتي على فنيلة رياضية وكأنه عكسها بشكل كلي من الصورة الصغيرة إلى الفنيلة. لم يذهب عبد اللطيف إلى أي مكان لتعلم الرسم فقد تعلمه بشكل ذاتي، وحوّل الرسم إلى مهنة، كذلك لم يحظ بحقه في التعليم فقد اكتفى بالشهادة الأساسية لتجره الحياة إلى سبيل غير الذي كان يبتغيه".
عبد اللطيف وشقيقه الأكبر عبد الله (55 عاما)، وجدا نفسيهما بلا صوت منذ الصغر، ليجدا الرسم المكان المفضل للحديث للآخرين.
لدى هذا الرجل المبدع الكثير من الأحلام، أقلها إقامة معارض تشكيلية، والإسهام في نقل تجارب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الآخرين، والاستمرار في إنتاج لوحات تشكيلية، لكن إرتفاع أسعار الألوان واختفاء جزء كبير منها من السوق المحلي جعل تلك المهمة صعبة.