[ تدشين الرحلات من مطار صنعاء لأول مرة منذ اندلاع الحرب ]
حصلت الطفلة رزان الغباري البالغة من العمر ثلاث سنوات ونيف، على مقعد في أول رحلة تجارية حطت بمطار صنعاء الدولي، بعد سنوات من الحظر المفروض على هذا النوع من الرحلات من قبل التحالف بقيادة السعودية، ضمن الهدنة الإنسانية والعسكرية التي توسعت فرص تمديدها مع اقتراب انتهاء فترتها المحددة.
تقول والدة رزان، اثناء وجودها في قاعة المغادرة بالمطار "بعد انتظارها طويلا لهذه الرحلة، ستغادر إلى العاصمة الأردنية عمّان لعلاج طفلتها الذي عجز الأطباء باليمن في تشخيص مرضها الذي أفقدها الحركة والنطق بشكل مفاجئ قبل أشهر".
الفرحة تغمر المسافرين
وتضيف لـ"الموقع بوست " أنه كان من الصعب نقلها براً للسفر عبر مطاري عدن وسيئون نتيجة وضعها الصحي السيئ، في المقابل لم يتمكن عشرات اليمنيين الراغبين بالسفر للخارج من حصولهم على مقعد في هذه الرحلة نتيجة الاقبال الكبير على التذاكر.
ورشت خراطيش المياه على مدرج مطار صنعاء أثناء وصول طائرة الخطوط اليمنية، في ترحيب وفرحة متواضعة على هبوطها في المطار الذي بداخلة ذكريات مأساوية من الدمار والحرب.
وتدافع عشرات اليمنيين، نصفهم مرضى انتظروا سنوات للذهاب للعلاج في الخارج، وسط إجراءات أمنية مشددة في صالة المطار المهجورة منذ 2015، بينما عبر المسافرون عن أمالهم باستمرار الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء لتسهيل إجراءات السفر.
وأكد وكيل هيئة الطيران المدني المعين من الحوثيين رائد جبل في مؤتمر صحفي عقب وصول الرحلة أن الرحلة ستحمل على متنها أكثر من 137 مسافرا، بينهم مرضى إلى عمّان، فيما عادت بحوالي 60 راكبا إلى مطار صنعاء.
دعوات لتعويض الرحلات
ودعا الأمم المتحدة إلى الاستمرار في تسيير الرحلات وتعوض اليمنيين عن الرحلات التي فقدت في الأيام التي مضت من فترة الهدنة الإنسانية والعسكرية المتضمنة رحلتين اسبوعيا خلال شهرين، نتيجة حجم الاقبال الكبير للمواطنين الراغبين للسفر عبر مطار صنعاء.
ودخلت هدنة لمدة شهرين حيز التنفيذ في الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، التي تشمل وقف العمليات العسكرية الهجومية والسماح بدخول 18 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة، بينما سيمهد تسيير الرحلات من مطار صنعاء دخول الأطراف في محادثات منفصلة لفتح الطرق في منطقة تعز برعاية الأمم المتحدة.
وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي عن أمله أن تدفع خطوة استئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء، الحوثيين لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، بما في ذلك نحو تنفيذ التزاماتها بموجب الهدنة وفتح معابر تعز والمدن الأخرى وتسليم المرتبات من عائدات السفن النفطية.
ترحيب دولي واسع
وسارع مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ، بالترحيب في إنطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة، آملا أن توفر هذه الخطوة بعض الراحة لليمنيين الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي أو يسعون إلى فرص التعليم والعمل، أو لمّ الشمل مع أحبائهم.
وشدد على ضرورة بذل جهود مكثفة لدعم الأطراف في الوفاء بجميع الالتزامات التي تعهدوا بها عند اتفاقهم على الهدنة، بما في ذلك فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات في اليمن.
وطالبت السفارة الفرنسية لدى اليمن في تغريدة لها على تويتر، جماعة الحوثي بفتح طرق ومعابر مدينة تعز دون أي تأخير، مشيرة إلى أنه حان الوقت لرؤيتهم يقومون أخيراً بخطوة أولى ملموسة لصالح السلام، مشددة على ضرورة إعادة فتح الطرق في تعز الذي أصبح أمراً ضرورياً.
وكان مقرراً إنطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي ضمن الهدنة الأممية في 25 أبريل/ نيسان الماضي، إلا أنها تعثرت وسط اتهام متبادل من الحكومة والحوثيين بعرقلتها، قبل أن توافق الحكومة المعترف بها على قبول سفر المواطنين بجوازات صادرة من جماعة الحوثيين، شريطة أن يتم اصدار لهم جوازات في السفارة اليمنية بالأردن.
واعتبر المجلس النرويجي للاجئين إقلاع أول رحلة طيران تجارية منذ ما يقارب ست سنوات يعد نقطة إنطلاق نحو سلام مستدام في اليمن، مشيرا إلى أن اليمنيين سيتمتعوا بقدر أكبر من حرية الحركة، وسيكون إدخال البضائع والمساعدات إلى البلاد أسرع وأسهل وأرخص".
استياء واسع
ورافق تدشين مغادرة أول رحلة لطيران اليمنية من مطار صنعاء استياء واسعا بين أوساط اليمنيين لعدم فتح منافذ تعز المغلقة من قبل الحوثيين منذ ثماني سنوات، متهمين الأمم المتحدة والحكومة بالتهاون أمام هذا الملف الإنساني التي تعاني منه المدينة.
ودعا نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي المواطنين في تعز إلى تنفيذ وقفة احتجاجية غدا الثلاثاء، على مقربة من منفذ الحوبان المغلق، للمطالبة بفتح فتح الطرق الرئيسية للمدينة.