لا نخسر ذواتنا..
الإثنين, 26 ديسمبر, 2016 - 07:56 مساءً

في كل مرة تتكشف طريقة صالح في ادارته للدولة يسارع ناشطي الوسائط الاجتماعية لتوجيه حملة شرسة وماحقة بحق كل شخص كان الطرف الاخر في اتصال صالح..
 
صالح كان عنوان لامراضنا الاجتماعية والسياسية واجاد استخدامها من موقع الرجل الاول وببريق وسطوة السلطة ..وكان الجميع يستقبل مكالماته وتوصيفاته بترحاب عدى شخصيات محدودة تدفع الثمن غاليا ومنهم الاستاذ قحطان..
 
يكفي مجتمعنا سوءا ان هذه الادارة كانت رمزا لسلطته السياسية لعقود التجريح والردح لاولاد ابو شوارب او نبيل الصوفي يشفي غليل المكلومين لكنه يفتح جراحات لا تنتهي...
 
ماساتنا كانت ولا زالت في التحدي الماثل امامنا كيمنيين في بناء منظومة قوانين وقيم سياسية تظمن مصالح كل يمني وفق القانون..بحيث نتخلص نسبيا من الحظوة من القرب من القيادة كمعيار للفوز بامتيازات لا يحظى بها بقية المواطنيين..
 
اذا فشل المجتمع وقواه السياسية في اجتراح تقاليد وبناء منظومة قوانين تصون الوظيفة العامه ان تكون بيد اي سلطة حاكمة توزعها غنيمة فان نخبة المجتمع ستظل رهينة لدى الحاكم تبحث عن خلاصها الفردي وتستجدي رضاه ليمنحها فتات العيش..
 
لا نصب غضبنا على اشخاص لمداواة جروحنا الداخلية ..ثورة الغضب من الاولى ان تتجه لارساء منظومة قوانين وممارسة الضغط باتجاه بناء مؤسسات تخضع للرقابة والمحاسبة العامة..
 
يتكرر السؤال في كل منحدر..
 
لما هذا السقوط الاخلاقي والنفعي لاشخاص يتمتعون بمواصفات ذهنية وانسانية وحتى شاعرية وادبية؟..
 
لا يمكن تبرئة كل شخص عن سلوكه تجاه مجتمعه وقضاياه المصيرية..خصوصا عندما ينحاز للادوات القتل..لكننا ننسى اخفاقنا جميعا كمجتمع في بناء منظومة القيم التي كانت ستحمينا من انفسنا ان نزل ونشقى في مرتع الظالمين..
 
رفقا بانفسنا ومجتمعنا ..كل مره نشير فيها الى شخص كخائن او عميل او مرتزق ازداد حسرة والم..واعود للسؤال مرة تالية هذا الفشل المدوي لا يعني الاشخاص فقط...انه يشير الى سلوك مجتمع..
 
شكرا للجزيرة وطاقمها..وعزاءنا لانفسنا كمجتمع اذ قبلت كل هذا الهوان والانحطاط.
 

التعليقات