تبدأ الأخلاق من رفع ورقة سقطت سهوا من يد تلميذ في الطريق، لكن من قطعوا الطريق وقتلوا المشاة والعابرين وسلطوا البغايا على المساكين لا علاقة لهم بجنس الأخلاق، يحاول المثالي أن يصنع أخلاقا من خيال أن يستوحي الشرف من مؤخرة بغي، أن يتصنع الجمل الفارغة ويلقي خطبة في العتم، وهناك من يصفق لمدعي ناقص الحنان والخيال.
السلطة المطلقة وصكوك الغفران المضمونة لا تمنحك القدرة على التلويح بالقوة فقط تجعلك تستبيح من شئت في أي لحظة، الذكورة والأنوثة تستويان في حالة السلطة المطلقة، زوجة العزيز فعلتها على مسمع ومرأى النسوة، ورأس يحيى النبي اهدي لباغية اشتهت رأسه مقطوعا، السلطة المطلقة مثل الوحام عند النساء العاجزات شهوة مطلقة مع القدرة على الفعل.
الأخلاق تبدأ من الإحساس بقهر رجل يبحث عن خبز لأولاده، لا من الدفاع عن ساقطة بلا شرف تحمل كلاشنكوف وتصطاد أفراد الطابور الخامس في الشارع نهارا جهارا، الطابور الخامس بالمناسبة هو كل من لا يقبل بتسلط العرق السفيه والسلالة المدنسة، ما أكثر أفراد هذا الطابور اللعين إنهم يمثلون 95%من السكان على أقل تقدير.
مدعو الأخلاق الحسنة يرون الحديث عن البغاء فاحشة بينما البغاء ذاته حرية شخصية، ولا يرون القتل ولا التحريض عليه جريمة من الناحية الأخلاقية، ربما هي جناية يعاقب عليها القانون لكنها لا تمس الأخلاق.
الأخلاق كائن مطاط يبدأ من رفع التقارير للمنظمات المشبوهة، ويبدأ بالذهاب إلى بيروت لتلقي دورة على أيدي خبراء الأخلاق الدوليين الذين يحولون المتدرب إلى مسخ، الأخلاق على طريقة المنظمات إياها أن تمارس الرذيلة والتزوير والتضليل ضد كل الحقائق على الأرض، وتستخدم عبارات مخنثة مثل؛ صراع الأطراف وطرفي النزاع والصراع على السلطة والخلاف السياسي، وكل هذه العبارات الطيبة المباركة منعت منظمة شئون اللاجئين الدولية من التعامل مع اللاجئ اليمني مثل غيره، لا توطين للمشردين اليمنيين، لأن الصراع سياسي بين أطراف النزاع، وكل هذه الأخلاق صناعة منظماتية مباركة.
الأخلاق المشتراه من متجر على بابا رخيصة كمن يتحدثون عنها اليوم، الأخلاق القابلة للعرض والطلب هي من تعتبر القتل جريمة قانونية ولا علاقة للأخلاق بالقانون، هذه الأخلاق "السلعة" هي من تعتبر ممارسة العهر حرية وممارسة قهر المساكين متعة وتعتبر الحديث عن العهر سقوطا أخلاقيا.
الأخلاق تنتهي بدخولك في منظمة مشبوهة تنتزع منك كل القيم لتمنحك بضع دولارات وبضعا تضعه في فمك وتتذكر مذاقه كلما أردت العودة لطبيعتك الإنسانية.
المرأة عورة عند المنظمات المشبوهة أيضا وهي كذلك عند مدعيي الأخلاق المتحللين من الإنسانية، ليست فقط عورة عند الفقهاء الإرهابيين كما يقول عنهم عيال المنظمات، والحديث عن عهر إمرأة جريمة أخلاقية طبعا، والحديث عن تحرش إمرأة مسلحة بمواطن أيضا جريمة أخلاقية، واحدة قالت بصوت مرتفع "قشوع آذان الحارة" والسلاح بيدها كلاما اسودا كسواد حرها وأمها تصفق لها قوى يا بنتي، جميل جدا ولايك وشير في الخير، هي لم تمارس الرذيلة مطلقا والحديث عنها جريمة أخلاقية وزج بالنساء في المعارك.
الأخلاق الأخلاق التي تنتقي منتجاتها كانتقاء البرتقال من السلة هي أخلاق مصطنعة.
القتل والتلويح بالقتل والتحريض على القتل والاختطاف والاعتقال أشد من البغاء والعهر والجنس والدعارة، فما بالك بمن ارتكبت كل تلك الجرائم وتحمل اعتقادا أنها القانون ولديها السلطة المطلقة وتفويضا سماويا وصكا زينبيا؟
حدثوني عن الأخلاق فقد اشتقت لحديثكم مجددا.
* من حائط الكاتب على فيس بك