أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي من أهم وسائل الاعلام الجديد، وقد انتشرت بشكل كبير في مختلف دول العالم، وأضحت وسيلة لا يستغني عنها أفراد المجتمع والشباب بوجه خاص، وتزداد مكانة شبكات التواصل الاجتماعي كونها وسيلة مهمة للحصول على المعلومات و التعرف على اخر الأخبار، وتبادل الأفكار من خلال الحوارات البناءة، والاستماع الى الآراء المختلفة لإثراء المعرفة، لاسيما إذا كان مستخدميها على درجة عالية من الوعي والنضج الفكري والحس المسؤول نحو المجتمع والوطن بعيداً عن العصبية والتعصب.
وللأسف فإن واقع حال هذه الشبكات في اليمن، والمتتبع لعادات ودوافع مستخدميها من قبل اليمنيين يجد أنها أصبحت ساحة خصبة لارتفاع معدلات الكراهية والتعصب، وتحولت إلى أداة للتحريض ضد بعضهم البعض، وكيل الشتائم لكل من يختلف معهم بالفكر وبالرأي أو بالحزب والجماعة. جعلوا من شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة لنقل الإشاعات وتبادل الأخبار الكاذبة، والقَدْح في أعراض الآخرين والتجريح في ذمتهم دون أدلة او براهين .
لماذا لا يتم توظيف هذه الشبكات الاتصالية والتي سُميت اجتماعية في توطيد العلاقات الاجتماعية، وتعميق المشاعر الانسانية، وتوسيع مساحة المحبة ونشر قيم التسامح والعدل والسلام، والتي هم اليوم في أشد الحاجة اليها.
أصبحت هذه الشبكات وسيلة للبعض للبحث عن الشهرة ولفت الانتباه، من خلال كتابة منشورات او بث فيديوهات لقضايا مثيرة للجدل تعزز الفرقة، وتزيد الخصام، لأجل زيادة عدد المتابعين والمعجبين .
قلما تجد اليمنيون يتحدثون في شبكات التواصل الاجتماعي عن المستقبل والبناء والنجاح والغد والأمل والعيش المشترك والاستقرار، تجد منشورات وكتابات لتبادل الاتهامات، والترويج للإحباط واليأس.
صرت أكثر قناعة أن التغيير الحقيقي في اليمن يبدأ من الفرد نفسه، في فكره وسلوكه، و بما يعكس الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي.