النهاية التي رسمها صالح لنفسه !
الثلاثاء, 05 ديسمبر, 2017 - 12:32 صباحاً

قتل الراقص على رؤوس الثعابين.. لدغته إحدى تلك الثعابين التي كانت حتى الأمس القريب حليفته في الانقلاب على الدولة والشرعية والشعب؛ بثت سمها دفعة واحدة لمجرد أن رأت عزم الرجل العودة لممارسة الرقص، فاستبقته و لدغته و مثلت بجثته بشكل بشع .
 
تلك هي النهاية المأساوية التي رسمها علي عبدالله صالح لنفسه،، و معادلة التوازن الذي سار على نهجها من خلال مواقفه العكسية و تلاعبه و تناقضاته و مراوغاته أثناء فترة حكمه؛ متبعا في ذلك قاعدته المتمثلة بالرقص على رؤوس الثعابين .
 
قتل من عبث بالبلاد و أهدر مقدراتها؛ و اشعل الحرائق بوجه المواطن؛ قتل من كان موقدا لفتيل الأزمة، و بارودا لبندقية الحرب و الدمار و القتل الذي أكتوى به الجميع؛ قتل من سلم بالأمس الدولة و اهان الجمهورية لجحافل التمرد واليوم يتذوق المرارة نفسها التي تجرعها الشعب من ذات الكأس و من ذات الجماعة ..
 
الشيء المؤسف أن نهاية الرجل إلى جانب كونها بشعة؛ كانت على أيدي الجماعة الإنقلابية الحوثية عدوة الجميع؛ وهذا هو ما يشكل عائقا أمام إلتهام الشعب و ارتياحه بمقتل الرجل بهذه الصورة و على أيدي آخرين؛ في حين كان الجميع ينظر إلى أن تكون نهايته عبر الدولة والشرعية و الجيش الوطني و أن ينال جزاءه على خطاياه و سيئاته من خلال العدالة و السجن ليكون عبرة للجميع ..
 
نحن هنا لا نتشفي بقدر ما نعزز الشعور للمجتمع عن المسار السيء الذي سلكه صالح طيلة فترة حكمه و كانت أشد سوءا وهو يفتح أبواب الدولة و المعسكرات و المدن لمليشيات إمامية إجرامية دموية،، دفع حياته ثمنا لذلك بعد ما دفع الشعب اليمني الثمن طيلة ثلاثة أعوام .
 
بات لدينا عدو واحد واضح و مشترك متمثل بالمليشيات الحوثية، عدو أشد فتكا و خبثا وهو يمر بوضع صعب و تعيش ضعفا كبيرا كما لم تكن من قبل؛ بعدما تلاشت الغشاوة التي كانت تقف خلفها عبر أوراق صالح الشعبية و السياسية و الإقليمية .
 
نحن أمام معركة حاسمة ضد المليشيات الانقلابية الحوثية؛ معركة ننتصر فيها للجمهورية و للثورة و للوطن، و يجب على أحرار المؤتمر أن يلتحقوا بركب الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي و المضي خلفها و القتال جنبنا إلى جنب مع قوات الجيش الوطني و المقاومة ..
 
هي مرحلة جديدة و هامة من خلال فرز المواقف التي يجب أن تحدد و تحسم وفق نتائج التطورات التي شهدتها صنعاء مؤخرا؛ بعيدا عن أي معيار سياسي أو حزبي أو مناطقي أو عصبوي في ظل عدو مشترك و واضح، و أن ننتصر للجمهورية و للقضية الجامعة و الكبيرة و نكون كبارا بحجمها ..
 
فنحن قادمون على جولة جديدة و بالتأكيد لن تكون صعبة بقدر صعوبة سابقاتها و صعوبة إقتناع رجالات المؤتمر باتخاذ موقف إيجابي في هذه الجولة المفصلية؛ خاصة و قد بانت الغشاوة عن صلف و غطرسة تلك الجماعة.. و كل ما يتطلب هو ترك الصغائر و الالتفاف خلف الشرعية والجيش الوطني، و الانتفاضة ضد جحافل التمرد الحوثية ونبذ مشروعها السلالي المليشياوي؛ لكي ننتصر للجمهورية و الثورة والمقاومة .. للدولة الاتحادية و المشروع الوطني الكبير .
 

التعليقات