عبدالماجد .. أبو الماكت
الاربعاء, 15 يناير, 2020 - 09:14 صباحاً

إسم لاتخطئه العين ..اسم لزمن طويل كان يعني " صحيفة الثورة ", يوم أن كان" السيكل البيدل " سيارة بورش …ومن تلك اللحظه الى العام 2011     اذا شاهدت قبل غروب يوم من ايام مجد الثوره، احدهم يسيربسيكله البيدل في شارع القياده ، فاعلم أن محمد عبد الماجد يتجه الى بيت التويتي بجانب " التجاره الخارجيه " أيامها ، يكون الزرقه بين الورق ، ونحن نتوزع في الزوايا والاركان : أين انت ياعزي ، امانه اسرع بالماكت ، قد محمد شرف جنن بنا ، وسليمان رايح جاي، حاضريااستاذ ، لايزيد رده عن كلمتين ، يفرش مما تبقى من اوراق " الرول " ويضع قلمه على الصفحة : خذ يااستاذ ، يلقي الزرقه نظره ، ويناول الحدأ : لاعند محمد شرف ..فيم يواصل العزي وضع ماكت لبقية الصفحات …     اذا شاهدت عند غبش الفجرظل سيكل بيدل ينهب الأرض حثيثا ، فاعلم أنه الجبري ،يتجه الى المطابع ليبدأ التوزيع ، الجبري ذهب الى الحج ولم يعد ، اتى فريد " العراسي " ليواصل المهمه ، كان الجبري ولن يصدق احدا قد وزع صحيفة الثوره على ظهرحمار!!!..     العريقي بلل كل الاوراق التي صدرت بها الثوره بما تساقط عليها من حبيبات عرق ...كنت اذا اقتربت منه فتفوح منه رائحة الورق والحبروحب المهنه ...وإن التقيته صباحا فكان يحارب على جبهة اخرى " التربية والتعليم " ، ليلا ونهارا لايكل ولايمل …     العريقي اكثرنا مهنيه ، وافضلنا ، وعلى كل اصعدة فنون التحريرالصحفي تجده يرفع علمه ...وهومن أسس سكرتارية التحرير…..قاسم مشترك في الصحيفه ...كل من تضيق نفسه لسبب ما ،يذهب الى مكتبه ، حيث الجميع اصحاب العريقي ….     كان الزرقه وهواستاذ مهنه بامتيازيلقي العبء الى ظهره ويركن ...وعلى الطاوله قبل اجهزة الكمبيوتر فتجد صاحبه من يكمله احمد حسين الاشول والراديو التاريخيه التي زجت بهيئة التحرير مرات في سراديب الامن الوطني ، مرة بسبب " جحرالاساس " واخرى بسبب" هافانا عاصمة كمبوديا " وثالثة بسبب " قائدة المسيره " ، كان احمد الاشول علامه فارقه بقلمه الذي طالما خط به مانشيت الثوره الرئيسي وكل العناوين الفرعيه ، هناك كان احمد عبد العزيز البنا الهادئ ابدا الامن الشغل يخرج المائدة بمظهرها الاخير محمد شرف لايذهب الى بيته سوى الخميس ….     العريقي سيرة مهنية وانسانيةارتبطت بسيرة الثورة من لحظة أن التحق بها ...ولوكتب احدهم مستقبلا عن مسيرتها سيكون عبد الماجد احد اهم معالمها …     امام المرض ، امام التناسي ، امام التنكر، امام الاهمال ، امام الحرب اللعينه ، لايعود ربما لكل ماقلته وهو قليل قليل قيمه ..لكننا ندرك أن الرجل ذاك لم يقل عبثا : لاكرامة لنبي في وطنه …    وفي هذه اللحظه يظل الكلام كلاما تذروه الرياح خاصة عندما يكتشف المبدع انه مكشوف ، ينتظرقدره فقط …     العريقي عانى طويلا وبصمت ، اعتمد على جهده وارادته في مواجهة الفيروس ...لم يشكو، ولم يئن ، ولم يمد يدا الالجيبه من جهده وعرقه …     الوجع العام والذي كما يبدوسيطول ، انعكس وجعاخاصا ، فقد هاجم الفيروس كبد الرجل ألذي لم يضعف يوما ، ربما تيمنا بالحرب ، حرب تفتك بالجسد الاكبر، حرب اصغرتريد أن تفتك بانبل مهني الى جانب محمد الزبيدي رحمه الله ، انبل رئيس تحرير عملنا برضا تحت امرته ،ببساطه فقد كان ابا للجميع ….

و العريقي بتحيته " الله يحييك" بها يحتوينا جميعا.. اقولها بالفم المليان : العريقي يعاني ...يعاني حقيقة … بضاعتنا الكلام ، غيرهذه البضاعه لانجد … لكنها الكلمه … من ينقذ زميلنا ؟ من يخفف وجعنا بالوقوف إلى جانبه جانبنا؟ من ينتصرللقيم ؟ من يفهم ماذا تعني مهنة الصحافه ؟ من يدرك ماذا يعني أن تكون مهنيا؟ من يعرف ماذا مثل لنا ولايزال محمد عبد الماجد العريقي زميل وصديق الجميع ، من لاانتماء له سوى المهنه واسرة رعاها ورباها بجهده وعرقه ومثله العليا ….. الوحيد ألذي يرفع له الجميع ايديهم بالتحية بدون حسابات الربح والخساره… من ومن ومن …. لله الامرمن قبل ومن بعد .

التعليقات