بعض المعلومات الغربية المزورة والمصير اليمني
الأحد, 15 مارس, 2020 - 05:41 مساءً

قبل فترة اصدر مركز دراسات غربي مرموق تقرير عن التطورات في اليمن وتطرق في الجانب العسكري إلى بعض معارك صعدة فحذر من البعد الطائفي لمجرد وجود قائد على رأس القوات مخالف طائفيا لعبدالملك الحوثي، مرت الايام وحدث أن انهارت هذه القوات واتضح أنها تتشكل كليا من شباب محافظات فقيره كانت دوافعهم للالتحاق بها وطنية و مادية،
 
تساءلت في نفسي لماذا يتجاهل هؤلاء المراقبين والباحثين حقيقة وطبيعة وقود الحرب وخلفيتهم الاجتماعية والاقتصادية بدلا من التركيز على معتقدات القادة الذين هم انفسهم يمكن أن يتنازلو عن معتقداتهم .. كون السلفية الممولة إقليميا براجماتية امنية احد ادواتها الأصولية لكن الأمر المالي والتوجيه الأمني هو صاحب كلمة الفصل والسيطرة ..
 
هناك ضخ معلوماتي وأرقام مزورة ذات صلة مباشرة بالحاق الأذى بالمصير اليمني الجامع والمتمثل بالحق المشروع لليمنيين في في الكفاح من اجل استعادة فرصة تعافي الدولة اليمنية الحديثة التي خلقتها ثورة فبراير ومؤتمر الحوار الوطني قبل ان ينقض على تلك الفرصة الانقلاب والاجتياح بتمويل الدول الوظيفية في المنطقة وتم استخدام المعلومات الغربية المزورة معلومات تحليلية او معلومات رقمية من بينها سردية ان المليشيا الحوثية هي الواقع الفكري المناهض للأصولية المتطرفة للتنظيمات الإرهابية وتم اسقاط الدولة اليمنية المعني الأول بمصير اليمنيين ومكافحة الارهاب..
 
ثمة توجهات فردية وجماعية لاتستطيع رؤية الواقع إلا كما تريد ولها اهدافها غير البريئة من هكذا إصرار وهناك من ينجر الى الحاق الأذى بالمصير وصل الأمر الى مرحلة الضرب على عظام الهوية اليمنية وفكرة الجمهورية كون الانبعاث الجمهوري على صعيد الوعي والفكر المتنامي كان شكل من اشكال المقاومة الفكرية بعد اسقاط الجمهورية مؤسسياً وعسكرياً واستلاب القرار السياسي اليمني الجمهوري من قبل الرياض..
 
هذا الوعي الجمهوري المتنامي وانتشار الوعي بالهوية اليمنية الجامعة افشل صيغة الصراع الذي اريد لليمن ان تخوضه من خلال خلق بيئة للصراع الطائفي ينتج حلول طائفية تجهز على فكرة الدولة اليمنية الحديثة والمشروع الوطني الحديث..
 
تكمن أهمية الهوية اليمنية العامة انها اللافتة العليا لليمنيين لوضع حد للهويات الفرعية المتعددة التي تولد كراهية متبادلة تمثل جوهر الصراع واسه وقاعدته ويتم تغذيتها من خلال معلومات غربية مزورة ويتم التعبير عنها من خلال اطروحات الحلول الطائفية التي تحضر مع كل حديث عن التعدد المذهبي الذي يتم استيعابه ثقافيا وفكريا وليس سياسيا و فالقضية ليست مذهبية مثلما تصورها تلك المعلومات المزورة لكنها قضية سياسية متمثلة بالحلول السياسية والاجتماعية لليمنيين دولة ومجتمع.
 
انا هنا أقوم بعملية التحليل ومن حقي تفكيك السرديات التي تستند لمعلومات مزورة تمس المصير اليمني ومحاولة تشكيل الإرادة السياسية للآخرين من خلال تلك المعلومات المزورة واستند هنا على واحدة من اهم اطروحات ميشال فوكو في كتابة الجدير الذي حمل هم الحقيقة حينما قال ليس عمل المثقف ان يشكل الإرادة السياسية للآخرين وانما يكمن عمله في التحاليل التي يقوم بها لميدان من ميادينه وزعزعة العادات وطرق التفكير.
 

التعليقات