القومية اليمنية والمعركة المصيرية مع المستنقع
الإثنين, 18 مايو, 2020 - 12:16 صباحاً

الفرق الجوهري بين الرؤية الفكرية للقومية اليمنية وغيرها من مناهضي جماعة الحوثي الهاشمية الامامية وكل التكوينات ما قبل وطنية جهوية وفئوية.
 
أن القومية اليمنية ذهبت إلى الكشف الشجاع عن المستنقع المتمثل بالهاشمية الامامية ترى القومية اليمنية كحراك فكري من خلال اهدافها المعبر الرسمي عنها ان معالجة الأعراض الناتجة عن المستنقع لن يقدم ولن يؤخر
 
الأمر اشبه بمعالجة الملاريا ومكافحة البعوض والابقاء على المستنقع المفرز التاريخي للمرض يعيد انتاج المرض مجدداً تعددت الاسماء والمستنقع واحد.
 
ترى القومية اليمنية ان ردم المستنقع الفكري للامامة هو الحل الجذري للخطر الوجودي الذي يهدد الذات اليمنية من القابلية للاستلاب الداخلي الى القابلية للاحتلال الخارجي الى التيه الجماعي للنخب اليمنية.
 
وتلك كانت رؤية طلائع الحركة الوطنية بعد سبتمبر من اصحاب الرؤية الثورية الجذرية كانت لديهم رؤية ان التجريم الفكري والدستوري للفكرة الهاشمية الامامية امرمهم للامن القومي اليمني وحماية سياسية وفكرية للنظام الجمهوري.
 
تلك الفكرة قوبلت برفض من قبل النخب التي كانت رؤيتها ان الثورة عملية ترقيعية يتم من خلالها ترتيب سلطة جديدة من قبل البيوتات الحاكمة على قاعدة التقاسم وليس على قاعدة الدولة اليمنية الحديثة القائمة على القطيعة التامة مع الميراث الفكري والسياسي والكهنوتي المهدد للذات اليمنية.
 
أعرف أن هذا الانتشار الفكري لحراك فكري اصبح مصدر ازعاج بالنسبة للذين لديهم مشكلة ذهنية مع القوى الجديدة غير مدركين لديناميكية حركة التاريخ التي وميلاد القوى الجديدة السياسية والفكرية رمزيات ومؤسسات منذ ثورة ال 11 من فبراير.
 
لكن كما هو واضح ان القومية اليمنية كحراك فكري هو شأن عام قابل للنقد والتطوير والمراجعة ومن حق الجميع نقده تحت اي صيغة كان نقدا بناءا او غير ذلك لكن الفكرة الاساسية التي تنطللق من خلالها القومية اليمنية انها تمضي نحو المعركة الفكرية المصيرية مع المستنقع ...فلماذا ينزعج البعض وخصوصا ان اليمين الكهنوتي لم يوقفه عند عنده الا المقاومة الفكرية الشجاعة وذلك قال البردوني بكل صراحة حبلى وفي بطنها قحطان او كرب ولم يقل في بطنها شرف الدين وابن عبد الوهاب.
 
يعرف طلائع الحراك الفكري للقومية اليمنية من اين تؤكل كتف الامامة ومخلفاتها ويعرفوا ان التثقيف وتصحيح التاريخ واسقاط القداسة على الفكرة المركزية التي تلبس ثوب الدين تحت لافتة آل البيت هي المدخل الأول نحو استعادة الذات اليمنية روحيا وفكريا وحتى وجدانيا ولن يتم ذلك الا من خلال زعزعة الأفكار السائدة التي مسخت الذات اليمنية وحولتها الى تابع ذليل لقريش وملحقاتها من اول تأويل سلالي للدين الى آخر برميل نفط.
 

التعليقات