دفاعاً عن ربيع 11 فبراير اليمني العظيم
السبت, 12 فبراير, 2022 - 07:57 مساءً

أبرز القوى السلطوية التقليدية اليمنية، وخاصة منها، المحسوبة جغرافيا على الهضبة الزيدية، التي وقفت في صف ربيع 11 فبراير العظيم، لم تكن بدافع الإيمان بانتصار الثورة، ولكنها وقفت بكامل إمكانياتها المختلفة، لوأد هذا المشروع، إيماناً منها بأنه إذا ما كانت تحققت أهداف الثورة، لأصبحت هذه القوى خلف قضبان السجون، عقاباً على جرائمها التي لا تعد ولا تحصى، أبرزها: العبث بالمال العام، ونهب خيرات البلد، وتغذيتها لثقافة الجهل والتجهيل، والفساد، منذ العام 1978م، على الأقل.
 
وكواحد من ملايين الثائرين، الذين كان لهم شرف المشاركة في ساحات الحرية والتغيير، للمطالبة برحيل المخلوع علي عبد الله صالح (عفاش)، لازلت أتساءل عن الأسباب الحتمية التي أدت إلى اندلاع شرارة الثورة في العام 2011؟.
 
لكنني لم أجد حتى اليوم إجابة لذات السؤال، من قبل من يعتبرون هذه الثورة "نكبة"، وفي مقدمهم أنصار المخلوع (عفاش)، والذين لا يزالون يحنُّون إلى ماضيه، الذي لاشك في أنه من قاد البلد إلى هذا المربع الدموي!.
 
 بالتالي، فإن ربيع11  فبراير، كان "نتيجة طبيعية"، ومنطقية، إن جاز التعبير، لمآلات سياسية، انتهجها نظام المخلوع، فتحت الباب على مصراعيه لتظاهرات شعبية، اجتاحت العاصمة صنعاء، وبقية عواصم محافظات الجمهورية، رغبة في إجراء إصلاح إداري، ومالي، وسياسي، قوبل باستخفاف النظام، لينتهي به الأمر، طوفاناً ثورياً، نجح في إسقاط صنمية "العفاش الأشر"، دون أن يستطيع أن يسقط أجنحته العسكرية، والقبلية، والإعلامية.
 
هذه الثورة، وُوجهت بـ"ثورة مضادة" على مستوى الداخل والخارج، "السعودية- الإمارات" تحديداً، اللتان بدورهما سخرتا كامل امكاناتهما لمقاومة مشروع التغيير، هدفاً لشيطنة الثورةـ إعلامياً، وسياسياً، واجتماعياً، ومعنوياً.
 
لقد أصبح اليوم، الكثير من اليمنيين، يطالبون بعودة ماضي الـ33 عاماً، دون أدنى إدراك منهم، أنه (كان جحيماً)، وهو من ولَّد كل هذا الدمار، إن لم نقل بأن أجنحة المخلوع، هي من تقف خلفه، وتغذيه، انتقاما من الثائرين عليه.
 
لاريب في أن أجنحة "النظام العفاشي السابق"، هي (الجريمة المنظمة) التي نعايشها ليلاً ونهاراً منذ الـ2011، وحتى اليوم، وهي من تقف خلف إطلاق أول وآخر رصاصة في جسد اليمن، وكل ذلك، بشواهد ومعطيات فرضت نفسها على أرض الواقع.
 
فــ"العفاشيون" يتصدرون المرتبة الأولى، جهلاً في الدفاع عن ماضي النظام السابق، لا لشيء، سوى أنهم استمرأوا بقاء اليمن تحت هيمنة حزب المؤتمر الشعبي العام، حزب أسس باعتقادي لـ"ثقافة الفساد واللصوصية والمحسوبية".
 
 أما المناضلون اليمنيون الأحرار، والشرفاء الأُباة، كانوا، ولا يزالون، وسيظلون، يدافعون عن يمن خال من عبودية الحزب الواحد، إيماناً منهم بأن تحقيق أهداف ومستحقات ثورة الحادي عشر من فبراير السلمية، بحاجة إلى نَفَس طويل من النضال، وهذا النهج، هو قدر أنصار الثورة، إلى أن يستعيدوا يوماً نيل الحرية والكرامة، لوطن متحرر، لا يمكن أن يستقر، البتة، إلا بحل مايسمى "حزب المؤتمر الشعبي العام"، بقرار رسمي شجاع، ومقاومة الوصاية السعودية على بلادنا، وأدواتها في "الداخل اليمني".
 

التعليقات