زيارة العليمي غير الرسمية ولعنة الوديعة
الإثنين, 15 أغسطس, 2022 - 09:21 مساءً

وصفت الزيارة الحالية والمفاجئة التي يقوم بها الدكتور رشاد العليمي الى ابوظبي ومنها الى الرياض، بأنها زيارة عمل غير رسمية، وهذا توصيف بروتوكولي جديد من نوعه، لكنه للأسف يتفق مع التسميات المهيمنة على المشهد اليمني هذه الأيام ، مثل  "مجلس القيادة الرئاسي" او قوات "دفاع شبوة" الشرعية، مقابل قوات الأمن اليمنية الخاصة "المتمردة".
 
هذه الزيارة إمعان في الاستفزاز، وتكمن خطورتها في  أنها تتم فيما لاتزال طائرات التحالف تضرب قوات الحكومة، وأنها تجري في هذا التوقيت ودون ترتيب أو إعلان مسبق، لكي تظهر للعالم أجمع بأن التحالف لا يحتاج الى أن يبرر جرائمه، فقد تكفلت بذلك سلطة العليمي وعيدروس، التي تبرهن للجميع وبكل صفاقة ، أن التحالف بدأ منذ أيام فقط عملية إسناد حقيقية ومخلصة ل "السلطة الشرعية" التي لم يعد لها اية علاقة شرعية بالدولة اليمنية.
 
لا يحتاج التحالف الى ان يدفع اي مقابل عن جرائمه البشعة في شبوة، أو مقابل جرأته في فرض  أسوأ البشر  وأرخصهم في مواقع سيادية وسياسية وتنفيذية ومحلية عبر قرارات مجلس معاشيق الرئاسي.
 
الثمن أيها اليمنيون هو نفسه الذي وعد بتقديمه هذا التحالف بعد أن جرد الشعب اليمني من سلطته وسيادته  بشكل كامل فجر السابع من إبريل الماضي. نعم ان هذا الثمن  هو  "الوديعة المصرفية" البالغة 3 مليارات والتي لم تصل حتى اليوم، ولكنها على كل حال  تزحف باتجاه البنك المركزي زحفاً وفي طريقها سحقت ما تبقى من نفوذ للدولة اليمنية في شبوة وسقطرى وحضرموت وربما تصادر عليهم "الوديعة"، المنفذ الحدودي التابع للدولة اليمنية.
 
هذه الوديعة تشق طريقها  الى عدن احياناً،  محمولة على أجنحة المسيرات الاماراتية صينية الصنع وتتنزل كالصاعقة على رؤوس رجال الدولة اليمنية.
 
ومع ذلك هناك زحف عكسي يقوم به رئيس المجلس الرئاسي ورفاقه على رؤسهم وأنوفهم نحو أبو ظبي والرياض للإمساك بتلابيب هذه "الوديعة"، لكي يصرخوا في نهاية هذا الزحف الذليل، مثل الأطفال: نعم لقد حصلنا عليها أخيراً.
 
لقد تحولت الوديعة إلى عقاب كامل للشعب اليمني، ولكم أن تتخيلوا أن الدكتور رشاد ورفاقه في المجلس المهين، يشدون الرحال الى عاصمتي التحالف للمرة الثالثة منذ تعيينهم  لملاحقة الوديعة المالية، فيما تواصل ايران تزويد حلفائها بسفن المشتقات النفطية التي تراكم ملايين الدولارات في موازنة الحرب وتكرس نفوذاً لعصابة استكثرت على اليمنيين حتى رواتبهم التي بالكاد تقيم أودهم إن صرفت بكاملها.
 

التعليقات