..لماذا الاصلاح كحزب سياسي يوقع وثيقة دينية ؟
هذا السؤال يلخص معظم وجهات نظر المعترضين على توقيع الاستاذ محمد اليدومي بصفته كرئيس لحزب الاصلاح على وثيقة العلماء والدعاة..وهي وجهات نظر مقدرة وتنم عن اهمية وحجم وموقع حزب الاصلاح وتاثيره.
ومن زاوية اخرى فحزب الاصلاح لم يعد ملكا يخص المنتمين اليه باعتباره احد ادوات السياسه والمعادلة الاجتماعية والفكرية في المجتمع اليمني ويكاد يحتل المرتبة الاهم بين الفاعلين السياسين .
فمن حق كل يمني او مهتم بالشان اليمني تقييم اداء الحزب وتوجيه النقد الجماعي والفردي للاحزاب والاشخاص المنشغلين بالعمل العام....
ماقام به الحزب هو من صلب عمله السياسي..فقانون الاحزاب اليمنية يشترط للسماح بنشوء الاحزاب بان يكون الاسلام عقيدة وشريعة ضمن مبادئه الاساسية وجميع الاحزاب اليمنية دون استثناء بما فيها احزاب مصنفة في اقصى اليسار تنص على ذلك..
فحزب الاصلاح يمارس مهمة اصيلة من مهام الاحزاب اليمنية التي تنطلق من هويتها الاسلامية ..
والنصوص الدستورية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني تعزز هوية المجتمع اليمني الاسلامية .
بقراءة للمتغيرات السياسية والاجتماعية سنرى تنامي التيارات والجماعات والمدارس الدينية وانها جميعا تعمل في متن السياسة وليست في هوامشها..حتى تلك المدارس التى تحرم العمل السياسي وتنحاز للحاكم فهي تمارس السياسية في اخطر واعقد القضايا وبطريقتها الخاصة ..
نحن كمجتمع احزاب او جماعات او منظمات عندما ننحاز لوجهات نظر معينة ونختار الموقف المناسب منها فنحن نمارس السياسة..
على سبيل المثال الذين اختاروا الحياد السلبي او الايجابي ازاء ثورة فبراير 2011 فهم مارسوا عملا سياسيا بامتياز.
ان يتحرك حزب الاصلاح خطوة سياسية نحو اليمين كما تحرك خطوات سياسية من قبل نحو اليسار فهو يمارس العمل السياسي ايضا..
ان يلتقي الاصلاح كحزب سياسي ببقية الاحزاب والجماعات الدينية والعلماء والدعاة على ميثاق (مشتركات توحيد الرؤية ) فهو مكسب للسياسة وادواتها..
لن يكون الحل هو التعالي على مجتمعاتنا او النزوع للتفسير الاقصائي للظواهر الاجتماعية والدينية علينا الاعتراف بتنامي وانتشار الاحزاب والجماعات الدينية وان نؤسس اليوم لفهم مشترك في العمل السياسي والفكري في مواجهة التمرد والانقلاب ودعوات العنف والتطرف .
كثيير من المعترضين من زملائي اليساريين يستحضرون تجارب الغرب السياسية عند توجيه نقدهم لتوقيع الاصلاح.. يمكننا استحضار تجربة ماثلة استيعاب العملية السياسية في الغرب لاحزاب اليمين المسيحي رغم تطرفها..
اليس من المناسب ان تستوعب العملية السياسية في اليمن تنوعات واطياف المجتمع..لطالما طالبنا كل الحركات بالالتحاق بالعملية السياسية ..هي مقارنة لا تعني ان العلماء والدعاة الموقعين التحقوا بالاحزاب وان كانوا يمارسون السياسية كل بطريقته..
تجارب الاقصاء في مجتمعاتنا العربية ازاء الظاهرة الدينية ومحاولة تغييبها وخصوصا من قبل السلطات الحاكمة انتجنت ضمن اسباب اخرى ظاهرة التطرف والعنف ..
البحث عن المشتركات بين اطياف المجتمع هو عمل سياسي بامتياز ..