صنعاء الأزمة والحل
الأحد, 04 سبتمبر, 2016 - 05:36 مساءً

كانت الميليشيات الحوثية قبل احتلال صنعاء تشكل خطرا ثانويا على أمن اليمن واستقراره، وكان اليمنيون يعيشون حياتهم بشكل طبيعي أثناء الحروب التي تشنها ميليشيات الحوثي بين الفينة والأخرى على بعض المناطق البعيدة عن العاصمة صنعاء.
 
لم يشعر اليمنيون ودول الإقليم بالخطر إلا بعد سيطرة الميليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء، وإعلان طهران أن صنعاء عاصمة عربية رابعة أصبحت تحت السيطرة الإيرانية، لقد منحت صنعاء للميليشيات الحوثية سلطة أمر واقع، استطاعوا من خلالها التحكم في مفاصل الدولة وتجيير الجيش والأمن لصالحهم ولصالح حروبهم التي شنوها ضد اليمنيين، كما استطاعوا بتحكمهم في البنك المركزي بصنعاء الذي لازالت تصله الإيرادات المالية من كل المحافظات، أن يمنحوا أنفسهم قوة اقتصادية كبرى تمول حروبهم وتخضع خصومهم للابتزاز، ومنحهم التحكم بالرواتب سلطة قمعية استغلوها في تجيير السلك الدبلوماسي لصالح مشروعهم الانقلابي.
 
لقد قدمت صنعاء للميليشيات الانقلابية قوة سياسية وعسكرية واقتصادية ودبلوماسية وجعلت الكثير من منظمات الأمم المتحدة تعترف بهم وتتعامل معهم بشكل مباشر، ولا يكمن الخطر هنا فقط، بل إن استمرار السيطرة على صنعاء وإطالة أمد ذلك يجعل الاعتراف بالانقلاب والتعامل معه من قبل دول العالم أمرا ممكنا، بل وجعل المناطق المحررة مناطق مفتوحة لتشكل الجماعات الارهابية بدعم من الاستخبارات العالمية التي تدعم الميليشيات الحوثية في انقلابها، وترفض السماح بتحرير صنعاء عسكريا.
 
إن أي هدف غير استعادة صنعاء يعتبر هدفا ثانويا رخوا لا يرقى إلى تضحيات اليمنيين، وإلى تلك الدماء الزكية التي قدمها الشهداء والجرحى في سبيل إنقاذ اليمن من براثن الميليشيات الحوثية وحليفها المخلوع صالح، وكلما تأخرت الشرعية في استعادة صنعاء كلما ضعف موقفها دوليا وإقليميا ومحليا، واضمحل الموقف الداعم والمتضامن معها.
 
بما أن صنعاء كانت الأزمة، فإن صنعاء هي الحل، وأن الوصول إلى الحل ممكنا وسهلا، وباستطاعة الشرعية والشعب اليمني مدعومين بالتحالف العربي أن يجمعوا من القوة ما يحرر صنعاء في أسرع وقت ممكن لو أرادوا.
 
صنعاء هي اليمن ومن يسيطر على صنعاء، يسيطر على اليمن، ويتحكم في مؤسسات الدولة، ويتواصل مع العالم من خلال السفارات والقنوات الدبلوماسية المتاحة، وأن الخسارة المترتبة على تحرير صنعاء تقل بمئات المرات عما يشكله بقاء الميليشيات الانقلابية فيها لشهر واحد، فكيف وقد شارفت السنة الثانية على الرحيل ولازالت تلك الميليشيات تسيطر على صنعاء. إن الحوثي بصنعاء شيء يذكر، ولكنه بدون صنعاء شيء لا يذكر.
 

التعليقات