[ شجرة دم الاخوين في سقطرى ]
سلط كاتب غربي الضوء على شجرة دم الأخوين النادرة والأساطير عنها في جزيرة سقطرى اليمنية، وكذلك الصراع الذي يدور فيها منذ اندلاع الحرب ونفوذ الإمارات فيها.
وقال الكاتب "توم هيل" في مقال على منصة "إيفل ساينس" المتخصصة في العلوم والبيئة وترجمه للعربية "الموقع بوست": "هكذا يقال، شجرة دم التنين الأولى نبتت من بقعة دم أراقها قابيل وهابيل في شجارهما التوراتي".
وأفاد بأن الجزيرة غارقة في الأساطير والحياة النباتية الغريبة، مضيفا "بالوسع القول إن جزيرة سقطرى واحدة من أكثر الأماكن النادرة على هذا الكوكب.
وأردف "لسوء الطالع، وقعت هذه الجزيرة ذات المناظر الطبيعية الخلابة منذ حين في أوقات عصيبة عقب تورطها في الحرب الأهلية الفوضوية في اليمن، وهي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
وتابع توم في مقالته تقع الجزيرة في المحيط الهندي على بعد حوالي 340 كيلومتر (210 ميلا) قبالة الساحل اليمني، ليس ببعيد عن أطراف الصومال عند مصب خليج عدن. من ناحية فنية، إنها أرخبيل يضم أربع جزر، تعتبر سقطرى الأكبر من حيث بعض الهامش.
وتشتهر الجزيرة بتنوع بيولوجي فريد يشمل العديد من الأنواع الغير موجودة في أي مكان آخر على ظهر كوكب الأرض. وبحسب يونسكو، فإن 37% من أصل 825 نوعا من النباتات توجد في سقطرى، وأن 90% من أنواع الزواحف، و 95% من أنواع الحلزونات البرية لا توجد في أي مكان آخر في العالم.
وطبقا للمقال فإن من أكثر الأنواع شهرة والمتواجدة هنا هي شجرة دم التنين، وهي شجرة ذات مظهر غير عادي، اكتسبت اسمها لأنها تبكي من جذعها نسغا أحمر كما الدم.
ووفقا للكاتب فإن البعض يعتقد أن قابيل وهابيل قد وُلدا في الجزيرة بعد طرد والديهما، آدم وحواء، من الجنة. وطبقا للفولكلور المحلي، فقد ظهرت شجرة دم التنين عندما ارتكب قابيل أول جريمة قتل في الأرض ضد أخيه هابيل، وسكب دمه في التربة، حيث سمح للشجرة بالنمو كسماد دموي.
واستطرد "برغم غموضها النسبي، فإن هذه الجزيرة النائية ليست خالية من الضغوط العالمية لتغير المناخ. فقد توقعت إحدى الدراسات في 2007 أن عدد أشجار دم التنين يمكن أن ينخفض تقريبا بمقدار النصف خلال القرن الحالي كنتيجة لتجفيف الجزيرة".
واستدرك "تُعرف هذه الشجرة بالعربية باسم "دم الأخوين". حتى اسم سقطرى نفسه يقال أنه مشتق من اللغة العربية "سوق قطرة"، والتي تعني "سوق دم التنين".
ونظرا لجمالها الطبيعي، تُعرف الجزيرة أحيانا باسم "جوهرة خليج عدن" أو "غالاباغوس المحيط الهندي".
وبحسب توم فإن هذه الجنة المثالية تظل مهددة. لقد كانت الجزيرة تاريخيا جزءا من اليمن، لكن السنوات الأخيرة شهدت وقوعها تحت تأثير الإمارات.
وعن احتلال الإمارات للجزيرة يقول الكاتب "في 2018، نشرت الإمارات قوات عسكرية في الجزيرة كجزء من تدخلها المستمر ضمن قيادة السعودية في الحرب الأهلية اليمنية. وفي الوقت الذي لم تسل فيه الدماء، غير أنها غزت بشكل فعال الجزيرة وفرضت السيطرة السياسية هناك".
ولفت إلى أن الإمارات اتهمت بالتخطيط لتحويل الجزيرة إلى "قاعدة عسكرية دائمة ومنتجع لقضاء الإجازات". وبحسب زعم النقاد، فإن الإماراتيين كانوا يحاولون تهريب النباتات والحيوانات المحمية خارج الجزيرة لأغراض شائنة. وعقب سنوات من الصراع السياسي المعقد، تولى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات قيادة الجزيرة بدءا من العام 2020.
وأكد توم أنه مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للأزمة اليمنية، فإن جزيرة سقطرى عالقة بشكل محرج وسط الصراع في هذه الأثناء.
وختم الكاتب البريطاني مقاله بالقول "مع ذلك، ثمة أمل لا يزال هناك. فعلى الرغم من المشاكل التي تواجهها الجزيرة وشجرة دم التنين الشهيرة، لا تزال هناك جهود مستمرة للحفاظ على سقطرى تأمل في الحفاظ على ثروة الجزيرة للأجيال القادمة".
———
* توم هيل: كاتب في لندن حاصل على درجة الماجستير في الصحافة ويغطي عمله التحريري في الصحة، البيئة، التكنولوجيا، وعلم الآثار.
*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست