عندما كان الحوثيون يقتربون من اسقاط الوطن في دوامة الحروب عقب انطلاقه من صعدة نحو عمران استبشر خصوم الاصلاح التقليديون وصفقوا لقدوم الحوثي السيف الذي سينتقمون به من خصومهم السياسيون ويقضون على معارضيهم ليصفوا لهم الجو السياسي وينفردوا بالعملية السياسية ويتحكمون بالمشهد اليمني وحدهم بعد القضا على اقوى ند سياسي للاحزاب واقوى خصم سني معتدل معيق للتمدد الشيعي !!
كانت قلاع الجمهورية تتهاوئ امام الحوثيون وحصون ثورة سبتمبر تتساقط امام خيانة وتأمر وغدر الكثير من المكونات السياسية اوهموهم ان الهدف الاصلاح والفرقة الاولى وجامعة الايام فقط وليس الوطن وكرامة وحرية الشعب اليمني !!
لقد صفقوا وغنوا ورقصوا على جثمان الوطن وزغردوا لسقوط عمران واللواء 310 بعد استشهاد قايده حميد القشيبي ولم يعرفوا في حينه انهم انما يسلموا رقابهم لجلاد لا يفرق بين خصم سياسي وحليف استراتيجي.
كان الحوثي ينسج خيوط الغدر بالوطن والقضاء على كل من يقف امام مشروعه الفارسي لايهم كان عدواً او صديق ميتفيداً من خصومة الاحزاب وتباين مواقفها اختلاف الساسة انذاك وقد نجح بلا شك في تحقيق جزء من اهدافه بمساندة ودعم اطراف داخلية وخارجية معروفة للجميع !!
حذرنا من اشعال فتيل الحرب منذُ الوهلة الاولى وصرخنا بكل ما أوتينا من قوة ان الدائرة ستلتف حول الجميع والنار ان اشتعلت لا تميز بين عدو وصديق لكن لم يسغي لندائنا احد بل كانوا في غمرة افراحهم اعمى بصائرهم الحقد وطمس على اعينهم الغضب ارادوا انهاء الاصلاح والقضاء عليه فسقطت الجمهورية وسقطت معها كرامتهم وهيبتهم وحريتهم وقوتهم ايضاً !!
واليوم يتكرر نفس السيناريوا ولكن مع طرف خارجي غير الحوثيين الذين فشلوا في المهمة وبنفس الطريقة التي اداروا بها معركة انقلاب الحوثي تدار معركة افشال الحكومة ومضايقة الشرعية وتقويضها من قبل اطراف خارجية تتفذها ايادي داخلية من أجل المال اوهموهم ان الهدف الاصلاح الذي تربطه علاقة بجماعة الاخوان وقطر ولكن سيندمون عندما يجدوا انفسهم وسط دائرة الاستهداف بعد تحييد الاصلاح كما فعل الحوثي بانصار المؤتمر الموالين لـ صالح !!
ما أشبه الليلة بالبارحة
صدقوني لا تنظروا للأمور بسطحية بل خلوا عندكم بعد نظر ارفعوا رؤوسكم قليلاً لتروا كثافة الغيم المحلق في سماء الوطن لا تجعلوا الحقد على الاصلاح يجذبكم إلى قفص الاستهداف وانتم لا تشعرون ففي كل الاحوال المستهدف الوطن وليس حزب او مكون سياسي بعينة او قبيلة بذاتها !!