لم يكن انحراف مسار عمليات قوات التحالف العربي في اليمن الذي ظهرة مؤخراً فكرة وليدة اللحظة او منعطف اجباري فرضته عليهم الظروف العسكرية والحربية في البلاد بل كانت اجندة ومشاريع معدة مسبقاً وخطة مرسومة منذُ بداية انطلاق عاصفة الحزم يأتي استهدافهم للقوى الوطنية الموالية لهادي من القيادات الميدانية عسكرية وسياسية وحزبية ضمن مخطط التمهيد لطرف اخر غير الموجودين على الساحة يلبسونه صورة المنقذ ويجندون كل ادواتهم لتلميعه !!
منذُ وقتاً مبكر سعت بعض دول التحالف العربي الى تهيئة الاجواء وافساح الطريق امام طرف ثالث كانت تعدة وتهيئه للحظة ما قبل الحسم العسكري ليكون هو اسطورة النصر وايقونة الجمهورية ورمز النضال وصانع الانتصارات للوطن والجمهورية ضد الحوثيين واختزال كل الانتصارات التي صنعها ابطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضد مليشيا الانقلاب وعناصر قوات الجيش الموالي للمغدور به صالح حليف الحوثي وشريكه في الانقلاب على الشرعية والدولة ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الاممية وقبلهم المبادرة الخليجية التي كانت معظم بنودها تصب في صالحه ومنحته حصانة مع كل الشخصيات السياسية والقيادات التي عملت معه خلال سنوات حكمه بعكس تعامل الحوثيين مع انصاره والمحسوبين عليه رغم تحالفهم المشئوم !!
لقد كانت خطوات دول التحالف العربي واضحة منذُ البداية فهم انخرطوا في عملية تحجيم الدور البارز لأحرار وشرفاء الوطن من قيادات عسكرية وسياسية وقواعد شعبية تشكل العمود الفقري لقوات الشرعية المناهضة للانقلاب والداعمة بكل مواقفها وتضحياتها للمشروع الوطني واستعادة الدولة ومؤسساتها وبسط سيادتها على كامل تراب الوطن وعودة الحكومة وفرض سلطتها في ربوع الوطن !!
ان تعمد دول التحالف العربي لاستهداف القوى الوطنية من احرار وشرفاء الوطن المواليين لهادي وقد تجلت اساليبهم مبكراً في صور متعددة منها اخراج شخصيات قيادية كبيرة في المقاومة الشعبية من الوطن كالبكري والمخلافي وبعض وزراء حكومة الشرعية كجباري والجبواني والصايدي ومنعهم من العودة للوطن وعرقلة جهود حكومة الشرعية واللعب بورقة افشالها وإظهار عجزها في العمل على اعادة الخدمات الاساسية للمواطنين وتطبيع الاوضاع في المتاطق المحررة وصرف رواتب الموظفين بالاضافة الى ادراج شخصيات دينية وقيادية اخرى ضمن قائمة وزارة الخزانة الامريكية المشتبه بهم بالارهاب ولاشك ان من يقف خلف هذا الملف والمستفيدون منه هم من يسعون لتمهيد الطريق امام الطرف الثالث والمنقذ المنتظر لليمن في نظرهم بأستهداف القيادات الميدانية العسكرية والسياسية ذات التأثير الإيجابي في المشهد اليمني سياسياً وعسكرياً!!
ان ما يقومون به من اساليب وتعامل مع حكومة الشرعية المتناقض مع تصريحاتهم والاهداف المعلنة من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عشية انطلاق عاصفة الحزم على لسان الناطق الرسمي للتحالف العربي انذاك احمد العسيري كلها تعطي الصورة الحقيقية لاهداف اجندة التحالف العربي في اليمن !!