كلما اشتد الخناق حول عنق الحوثيين وانهارت صفوفهم وخارت قواهم وتوالت الهزائم عليهم يرتفع منسوب القلق الاممي، ويحضر بقوة حرصهم الشديد على المدنيين، بل انهم اختزلوا جميع المدنيين من الشعب اليمني في مدينتي صنعاء والحديدة، للأهمية التي تمثلها المدينتين بالنسبة للحوثيين.
وهكذا يتجلى أهتمام المجتمع الدولي بالقضية اليمنية، في ابشع صوره وقبح اجندته واقذر اساليبه، ويكشف المجتمع الدولي عن وجهه الحقيقي، وحيادة الذي يتغنى به، والإنسانية التي يزعمونها.
رغم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين والاختطافات المستمرة للصحفيين والناشطين وجرائم التعذيب الجسيمة التي تعرض لها المختطفين في سجون المليشيات، إلا ان منسوب القلق الاممي ظل ثابتاً لم يرتفع او تزيد وتيرة المخاوف الاممية، في ظل غياب تام للإنسانية المزعوة والحرص المزيف الذي يبديانه المجتمع الدولي والاقليمي على المدنيين في تصريحات.
ولان مهمة مبعوثي الامين العام للامم المتحدة الى اليمن محددة المسار، مرسومة الخطوات، مجدولة الاعمال، واضحة الاجندة، نجد ثلاثتهم يعملون في نفس النسق منذُ بداية المساعي الاممية، التي بدأها جمال بن عمر وسار على خطاه ولد الشيخ وهاهو غريفيث يسعى جاهداً لاحراز اي تقدم في المهمة، ليثبت للمجتمع الدولي انه يختلف عن سابقيه من حيث الاسلوب والتكتيك متفق معهم في الهدف المرسوم والغاية الاساسية.
ومن خلال الدور الاممي ومساعي مبعوثية الثلاثة التي انكشف الستار عنها منذُ وقتاً مبكراً، وماقابله من تراخي من جانب الشرعية والتحالف، لكن اليوم الوضع مختلف، فالمرحلة الراهنة والوضع القائم، بحاجة الى إتخاذ مواقف حازمة، والاتجاه نحو الحسم، فهو الخيا الذي لا مناص منه مهما طالت زمن الحرب، مع تجاهل تام للقلق والمخاوف الاممية المزيفه التي تكررها في تصريحاتها، وتجسد عكسها اعمال مبعوثيها الثلاثة، دونما تغير في اداء المجتمع الدولي الجاد لحل النزاع في البلاد، ووضع نقطة نهاية لتمرد الحوثيين، وعودة الشرعية، واعادة مسار المفاوضات وفق المرجعيات الثلاث "المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الاممي 2216 والقرارات الاممية ذات الصلة".
ومن باب احياء عملية السلام، وعودة المباحثات، والتعاون في إنجاح مساعي غريفيث، يجب ان تفرض الشرعية شروطها المشروعه، ينفذها الحوثيين قبل الانخراط الى اي عملية سلام، والموافقة على فرض حوار عقيم، يخرج الحوثيين المستفيدين منه، يمكنهم من ترتيب صفوفهم، واعادة تمركز قواتهم، وحشد مقاتليهم، ورفع معنويات مليشياتهم المنهارة عقب الهزائم التي تجرعوها، والخسائر التي منيوبها في جبهات القتال.
فالطريق الى السلام والانخراط في مباحثات وحوارات قادمة يجب ان يسبقة اجراءات حسن نيه ينفذها الحوثيين واهمها اطلاق سراح المختطفين والمخفيين قسراً واسرى الحرب من الطرفين، ثم الانسحاب من بعض المدن الرئيسية وتسليم السلاح للدوله في المدن ينسحب منها، بعدها يمكن للحكومة المواققة على الذهاب الى حوارات ومباحثات لإحياء عملية السلام والعودة لإستكمال العملية السياسية من حيث توقفت بسبب الانقلاب، ومادون ذلك فهو اهدار للوقت وتعاون مع الحوثيين لاعادة ترتيب صفوفهم لمهاجمات قوات الشرعية.