عاش الحكم الامامي الكهنوتي الظالم، جثمً على صدر الشعب اليمني في شمال الوطن، الى ماقبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد 1962م، فجاءة الثورة، وانطلق ثوارها الابطال الشرفاء الميامين، ومعهم ثلة من الضباط الاحرار، لتحرير الوطن من ظلم ودكتاتورية الامامة، ومن شعوذتهم وخزعبلاتهم، فقضوا على نظام حكم المملكة المتوكلية، التي حولت شمال الوطن الى مستنقع للجهل والامراض والمجاعة والانعزال عن العالم الخارجي!!
لم يكتفي الحكم الامامي في شمال الوطن، بالظلم والتجهيل والغطرسة ضد الشعب اليمني الاعزل،بل وقف وحارب ومنع كل شيئاٍ جميل من الدخول الى اليمن، واحرم الشعب من ثرواته وكرامته وحقوقه، وقسم الشعب الى صنفين ساده وقبائل، وماعلى القبيلي الا السمع والطاعة واعلان الولاء للسيد، وهاكذا كانوا يفعلون، ومن امتلك قليلاً من الوعي والحراءة وتحدث همساً عن جرائم الامامة قتلوه!!
عانا الشعب اليمني في شمال الوطن، اصناف وانواع العذاب، نتيجة ظلم وغطرسة نظام حكم الكهنوت الامامية، حتى اذن الله بالخلاص والفرج، عقب بزوغ فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، التي بددت ظلام ذلك النظام، ووضعت نقطة نهايةسطى عهد الكهنوتية البغيض!!
وعقب اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر1962م، انظلقت ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م، بقيادة البطل راجح لبوزه ضد الاستعمار البريطاني، من قمم جبال رفان، وواصل الابطال السير في طريق النضال والكفاح، حتى وصلوا الى غايتهم، وحققوا اولى اهدافهم، وهي القضاء على نظام الحكم الكهنوتي الامامي الظالم في الشمال، وطرد المستعمر البريطاني من ارض الجنوب، نجحوا في انجاز مهامهم، وتركوا لنا مهمة صون وحماية الثورتين،وتحقيق بقية اهداف الثورتين، ومواصلة درب النضال والكفاح، الذي شقوه لمواصلة السير فيه، لتحقيق وانجاز بقية الاهداف، لكننا فرطنا بثورتي سبتمبر واكتوبر، وحدث تقصر وعدم اهتمام، خذلنا تضحيات ابطال الثورتين الاحرار، وتقاعسنا عن اداء مهمة استكمال وانجاز بقية تلك الاهداف!!
لقد كان ثمه اثر كبير، لعدم سعي اليمنين لتحقيق كامل اهداف سبتمبر واكتوبر، استطاعت عناصر الكهنوت الامامية، الانقلاب على الدولة والشرعية عبر عناصرها ادواتها، الذين تحول الى احرار، وتقمصوا دور الجمهوريين، حتى حان الوقت وسنحت لهم فرصة العودة مجدداً للسلطة في الشمال، وتسبب انقلابهم لعودة استعمار عربي للجنوب، يظهر الصداقة، ويبطن الحقد، يمارسون يمارسون دور المستعمر، من خلال عبثهم واجندتهم، عبر قوات وتشكيلات وعناصر جندوها، وسلحوها خارج اطار الدولة، ومولوها وحركوها حيث تقع مصالحهم واجندتهم!!
ما اشبه الليلة بالبارحة،
هاهو التاريخ يعيد نفسه، فهل سيعيد احفاد ابطال واحرار ثورتي سبتمبر واكتوبر، ايقونة نضال اجدادهم، ويسيرون في دروب النضال والكفاح، حتى ينتصر الوطن، وتعود اليمن كما يجب ان تكون، كما يطمح ويرغب ويحلم ويريد الشعب اليمني العظيم، لا كما يريد الاعداء والحاقدون والمتربصون!!
نداء الى كل احرار وشرفاء وابطال اليمن، ان تضحية الاجداد امانه لدينا نحن الاحفاد، فعلينا ان نحافظ على الامانة، فنحمي الدين والعقيدة، ونحرس الوطن، ونذود عن الثورة والجمهورية، وان لا نفرط بثورتنا وسيادتنا وكرامتنا وحقوقنا، حتى يتعافى الوطن من جروحه النازفه، ودمائه التي تسيل على ترابه الطاهر، ونسعى لتحقيق كامل اهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر، ليعيش الشعب اليمني في الأمن والرخاء، ويعانق الامجاد، يعلوا فوق هامات السحاب،شموخاً واعتزازاً بهذا الوطن الكريم المعطاء!!