اثبتت الاحداث الاخيرة المتتالية، التي يمر بها العالم العربي والاسلامي، والتي كشفت مجرياتها، حقيقة ارتباط ايادي الحكام الخليجيين بها، عبر الدعم المالي الكبير الذي قدموه للثورات المضادة، وعبر ادوات العبث والتخريب والقتل التي جندوها، وقدموا لها كل الدعم اللوجستي والاعلامي، وتظليل الرأي العام، على أمل النجاح، لتلك المخططات الخبيثة، دون تحمل مسئولية مايترتب عليها، من حقوق وتبعات!!
لقد كنت مقتنعاً تماماً، ان الامارات العربية المتحدة وعبر ولي العهد محمد بن زايد، الحاكم الفعلي لها، لاتعدوا اكثر من كونها احدى وسائل استهداف المملكة العربية السعودية، وولي عهدها محمد بن زايد، احد اهم عملاء اعداء المملكة، الاوفياء المخلصين في المنطقة، وقد كلفته الماسونية بمهمة اغراق المملكة في الفوضى والفشل، وصناعة العداء مع محيطها السني، ليتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم، بدقه عالية، واريحية تامة!!
لم تخفي الحقيقة نفسها، عن انظار ساسة المملكة، لكن هم من اداروا ظهورهم عنها، لثقتهم العمياء بالحليف الاماراتي محمد بن زايد، اعميت الابصار والبصائر، عن تلك الحقائق البينة، التي تولت مهمة تعريتها الاحداث، المتسارعة المحتدمة، في المحيط الاقليمي والسني للملكة العربية السعودية، لكنهم صموا الأذان، وغضوا الطرف عنها، {ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} سورة هودالآية20!!
فالاحداث التي ورطوا السعودية بها، بعد المشاركة في اسقاط نظام صدام حسين، وتسليم العراق لألد الاعداء طهران، اشاروا على حكام المملكة تقليص الدعم عن المعارضة السورية، والتخلي عنها لكسب ود الغرب، ورضى الماسونية، والمشاركة في دعم الثورات المضادة، في كلاٍ من مصر وليبيا واليمن، ودعم الانقلاب في تركيا، وتوريطها في الازمة مع قطر، وعرقلة حسم المعركة في اليمن، وكذا تورطها في الازمة الاقتصادية الاخيرة التي مرت بها تركيا، واحداث فجوة بين العلاقة السعودية، بالكويت الشقيق!!
نجح اعداء المملكة في تنفيذ مهمة عزلها، عن محيطها السني، واتجهت نحو صناعة الاعداء، اكثر من تحسين العلاقات، والتقارب مع محيطها السني والعربي، وخطوا خطوات متقدمة في سحب المملكة السعودية نحو القفص اللعين، حضيرة الولاء المطلق للماسونية، عبر عمليهم محمد بن زايد، الذي يعيش في نشوة جنون العظمة، ودائرة الاوهام والاحلام الكبيرة، التي وعدوه بها، اذا مانجح في تنفيذ مخططاتهم!!
استطاع محمد بن زايد، ان يصنع من المراهق السياسي الامير محمد بن سلمان، الطامح الى السلطة، ملاذاً امامناً وطريقاً سالكاً، لتنفيذ مخطط الماسونية الخبيث، والذي تبنته امريكا عبر عمليها محمد ابن زايد، ضد السعودية منذُ صعود الملك سلمان ابن عبدالعزيز الى سدة الحكم، ومع تولية زمام الحكم في المملكة، تغيرة سياسة البلد، واتجهت نحو التقارب مع محيطها العربي والسني، مما اثار حفيظة امريكا، وازعج الماسونية!!
استطاع الملك سلمان ابن عبدالعزيز، ان يردم فجوة الخلاف والكرة للمملكة، وشرع في بناء جسور الثقة، بين بلده والعالم العربي والاسلامي، وتعززت الثقة العربية والاسلامية، بالمملكة وملكها سلمان، عقب اعلان التحالف العربي، وانطلاق عاصفة الحزم لنصرة اليمنيين، وافشال مخطط ايران في اسقاط صنعاء، وضمها الى قائمة العواصم العربية الموالية لطهران في المنطقة!!
لقد بداءة الشهور الاولى، لتولي سلمان زمام الحكم، في المملكة ايجابية الى حداٍ كبير، استطاع الملك سلمان خلالها، كسب ثقة الشعوب العربية والاسلامية، والتفافهم حول المملكة، وتأييدهم لملكها، واصبح للمملكة ومليكها سلمان، زخم شعبي كبير، وتعاطف والتفافف من الشعوب العربية والاسلامية، لفت انظار الغرب، واثار حفيظة امريكا، وجعل منها هدف حقيقي للماسونية، خشية دعم وتشجيع عودة وصعود الاسلام السياسي، الى الواجهه كقيادات وحكام، وليس كاحزاب سياسية مقيدة الحركة، منبوذة من قبل الحكام، مشوههة في عقول الشعوب العربية، نتيجة الاستهداف الاعلامي الكبير لهم، وحظر ومنع اي وسائل اعلام تابعة لهم!!
ومن خلال احداث سيناريو جريمة قتل الصحفي السعودي #جمال_خاشقجي ، بداخل قنصلية بلادة في اسطنبول، نستطيع ان نقول اراد الله ثم شاءت الاقدار، ان تمنح المملكة العربية السعودية فرصة اخيرة لتصحيح اخطاء المراهق السياسي ولي عهدها محمد ابن سلمان، وعودة مسار المملكة لوضعها الصحيح، ومكانها الطبيعي، الى ماقبل زيارة ترامب للرياض، وعلى الملك سلمان ابن عبدالعزيز ان يغتنم هذه الفرصة، وان لا يهدرها، فهي لا تعوض، صدقوني انها الفرصة الاخيرة للملكة، اما ستكون وسيلة انقاذ للملكة والاسرة الحاكمة، او فرصة للشعب السعودي، ان يزرع اول بذرة في مستقبل مختلف للسعودية بدون آل سعود!!