أين كانت الإنسانية الأممية، والأهتمام بمعانات المدنيين، والقلق الكبير، مما وصلت اليه الاوضاع المعيشية والأمنية والاقتصادية في البلاد منذُ بداية الانقلاب على الشرعية، من قبل الحوثيين؟!
عندما كانت تزحف مليشيات الانقلاب، نحو الموانئ والمحافظات والمدن اليمنية، بكامل قواتها ومسمياتها المليشاوية، ومعها العتاد العسكري الكبير الذي نهبتة من المعسكرات، لم نسمع هذا الصياح والنواح والعويل على المدنيين، وقتها لم تمتلك بعد الامم المتحدة والمجتمع الاقليمي والدول النافذة الكبرى ضمير الأنسانية، ولم تكن تعرف ان ثمة مواطنين مدنيين، ودولة بكامل معسكراتها ومؤسساتها، اجتاحتها مليشيات جماعة الحوثي، بقوة السلاح، لكن عندما تقدمت قوات حكومة الشرعية، وشارفت على السيطرة على مدينة وميناء الحديدة، وفجأة تولد الضمير الأنساني العالمي، وحضرة الإنسانية بقوة، لإنقاذ الحوثيين، ولا شأن لها، من معانات المدنيين التي تتخذها شماعة تعلق عليها تحركاتها الدنيئة، لبقاء الحوثيين، خنجر مسموم في خاصرة اليمن، والمنطقة بشكل عام!!
لقد غاب الضمير الأنساني، للامم المتحدة والمجتمع الدولي والأقليمي، منذُ بداية الانقلاب، وتجاهلوا كل الإنتهاكات، والجرائم، والعنف، والقمع، والأختطافات، والمجازر البشعة، التي مارسها الحوثيين، طوال الأربعة الاعوام الماضية، ولم تقدم على ممارسة أي ضغوطات عليهم، رغم إن مجلس الأمن اصدر عقوبات، بحق قيادات عليا في جماعة الحوثي!!
لسنا مستاؤن من طلب الامم المتحدة، بتسليم ميناء الحديدة لطرف محايد، فالشرعية والتحالف العربي، سبق لهما أن تقدما بهذا الطلب الى مجلس الأمن، وهو الطلب الذي لاقي رفضاً حوثياً أنذاك، لكننا مستاؤن جدا لما وصل إليه حال المجتمع الدولي، والمنظمات الأممية، من نفاق وسياسة تحيز مقرفة، مع هذه الجماعة النازية، منذُ البداية رغم كل الجرائم والإنتهاكات التي ارتكبتها هذه الجماعة المليشاوية النازية!!
لم يكن صمت المنظمات الأممية والإنسانية والمجتمع الدولي وحدة مقرفاً، بل ان بعض تلك المنظمات التي تتدعي الأنسانية، ذهبت تروج لمظلومية جماعة الحوثي، وتبرر ممارساتهم، عوضاً عن التجاهل التام، لكل جرائمهم بأصنافها واشكالها، وتفاوت مأسيها، وفي المقابل عمليات الإحصاء لكل الأنتهاكات في سجون التحالف، بمناطق سيطرة الشرعية، ومجازر طيران التحالف، ونسب بعض جرائم ومجازر القصف الصاروخي للحوثيين على المدنيين، الى طيران التحالف العربي!!
