يعزف المبعوث الأممي جريفيس، على أوتار المغالطة، يتغنى بنجاح مساعي السلام في القضية اليمنية، ويغرد معه سفراء الدول الغربية بنغمات النجاح الأممي، ومبعوثها البريطاني جريفيس، في قطع شوطاً لابأس به في عملية السلام، فيما المبعوث غارقاً حتى الثمالة، في وحل الفشل الحقيقي على الارض!!
لم يستطيع المبعوث الاممي، ولا المجتمع الدولي أقناع الحوثيين بتفسير إتفاقية السويد كما تم الإتفاق والتوقيع عليها، ناهيك عن إقناعهم بتنفيذ ماورد في بنودها!!
شارف الوقت الاصلي المحدد لتنفيذ الإتفاقية على الانتهاء، وها نحن نقترب من الاشواط الاضافية، التي سيقررها حكم المبارة(المبعوث الاممي)، بينما ستضل بنود إتفاقية السويد، رهن المماطلة، يعصف بها تهرب الحوثيين، خارج إطار التنفيذ!!
رغم ثقتي التي تصل الى حد اليقين، الذي لا ريب ولا شك فيه، أن مهمة جريفيس لا تختلف عن مهمتي سلفية بن عمر وولد الشيخ، فهم جميعاً بحملون برنامج أممي واحد، تم إعداد فصولة الغرب، وتكفلت الأمم المتحدة بتنفيذه عبر مبعوثيها، كونها الغطاء الذي يخبئون تحتة عهر سياستهم، وقبح أحقادهم، وخبث مهمة حربهم الطائفية، المعادية للاسلام، الذي يرون ان نجاح ترسيخ فكرة الاسلام دين ودولة، سيحاصر مشاريعهم الطائفية ، ويعيق تنفيذها، يريدون إعاقة وتحجيم هذا الاساس والبرنامج، وعلى رغبة الغرب، يجب ان يكون العرب والمسلمون، وليس تحت رأية الاسلام، متحدون في التوجه والهدف والجهد والعمل للتنفيذ!!
لا فرق بين بن عمر، الذي سلم العاصمة اليمنية صنعاء للحوثيين، ولا ولد الشيخ الذي نجح في تحييد القرار الأممي 2216، وتعمد أسلوب المماطلة ليمتص حماس التحالف العربي لتنفيذه، ليأتي خلفهما جريفيس، مشرعناً للحوثيين السيطرة على ميناء الحديدة، ضامناً للحوثيين عدم تقدم قوات الشرعية، بعد نجاح مهمة إسباغ عملية تمكين الحوثيين، من ميناء ومدينة الحديدة بإتفاقية السويد، التي رعاتها الأمم المتحدة، واشرف عليها المجتمع الدولي، وبارك نجاحها، سفراء الدول الغربية، وكل من حذاء حذوهم من سفراء الصهاينة العرب!!
ولكي ينجح المبعوث الأممي في مهمته على اكمل وجه، قام بتجزءة الملف اليمني، وفق إتفاقية السويد الى عدة اجزاء، وهذه عملية مساعدة، تتيح له تمرير الصفقة، وانجاز المهمة على عدة مراحلة، تجنباً لغضب الشارع اليمني، وتحاشياً لأي ردة فعل قد يقوم بها اليمنيون، لرفض شرعنة المبعوث الأممي لأستمرار سيطرة مليشيا الحوثي على ميناء ومدينة الحديدة، خاصة مع اقتراب قوات الشرعية من استعادتها، ودحر مليشيا وعناصر الانقلاب منها!!
ويبقى استمرار اسلوب، التراخي والتساهل الأممي، مع جماعة الحوثي، نموذجاً حياً، للعهر السياسي للمجتمع الدولي، ومنظمة الامم المتحدة، من خلال برنامجها الذي حملة مبعوثيها الثلاثة الى اليمن، المتعاقبين على ملف القضية اليمنية، بنفس البرنامج والهدف والخطوات، فصمت المجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة، وعدم قيامهما بممارسة ضغوطات حقيقية على الحوثيين، لتنفيذ إتفاقية السويد الموقع عليها من الطرفين، رغم الاجحاف الكبير لطرف الشرعية في كل بنود الاتفاقية، وبقاء الرضى الغربي، عن اعمال وجرائم الحوثي هو سيد الموقف، وإقتصار دور الامم المتحدة على تلبية الرغبات السياسية والاجندة الخفية، للدول العظمى المتحكمة بقرارات ومواقف تلك المنظمة الدولية، والتي لم يبقى لها من غرض تأسيسها الا الاسم والشعار، بعد ان اصبحت مؤسسة دولية ترعى مصالح الدول العظمى وحسب!!
إن إيماننا مطلق بمقولة، "ان ما أخذ بالقوة لم يعود الا بالقوة" على جريفيس ان يضع في الاعتبار، إن إستعادة الجمهورية اليمنية من عناصر ومليشيا الانقلاب، عبر الحسم العسكري، خياراً مطروحاً بقوة، على طاولة المفاوضات، امام حضرته، ولا يمكن استمرار الصمت عن عبث المجتمع الدولي، والمبعوث الأممي، ومن يقف خلفهم مهما كانت حجم التضحيات، وتكلفة ضريبة استعادة الوطن، وحماية الجمهورية، وتحرير بقية المدن والمحافظات اليمنية، الرازحة تحت سيطرة سلطات الانقلاب الحوثي!!