‏القضية اليمنية بين التجزئة ووهم الانجاز الأممي
السبت, 19 يناير, 2019 - 05:10 مساءً

في مشاورات جنيف2 الاخيرة، كان الاتفاق ان اطلاق الاسرى، من إجراءاة بناء الثقه، واليوم بفضل مساعي المبعوث جريفيس، اصبح بند اساسي في اتفاقية ستوكهولم السويد، وخلق من الحرب في اليمن، ملف متعدد الاجزاء، وقضية قد تستغرق عام على الأقل، للدخول في عمق هذه القضية،واما تنفيذ بنودها سيحتاج قرارات دولية، ومراقبين اضافيين، وجلسات نقاش لمجلس الامن، وكلاٍ يدلي بدلوه، حول كيفية إقناع الحوثيين، بتنفيذ بنود الاتفاقية، في ملف تبادل الاسرى!!
 
ورغم إن توصيف بند تبادل الاسرى من الطرفين، مصطلح مجحف للمدنيين، المختطفين والمخفيين قسراً والمغيبين في زنازين الحوثيين، فالذين يسمونهم اسرى الشرعية، معظمهم ممن سيفرج عنهم الحوثيين، إن كتب النجاح لعملية التبادل، هم مدنيين، تم اختطافهم من منازلهم، وأماكن اعمالهم، ومن الطرقات، والنقاط الأمنية في الخطوط الرابطة بين المحافظات والمدن، وليس اسرى حرب كما يصفونهم، بينما جميع من ستفرج عنهم حكومة الشرعية اسرى حرب، عباره عن مقاتلين، من قوات الحوثي، تم اسرهم في المعارك المحتدمة بين الطرفين!!
 
لا أحد يتوقع من الأمم المتحدة، او ممثليها صناعة حدث جديد، او إحراز تقدم بسيط، في مساعيها لتحقيق سلام دائم، ولا ينتظر منها الشعب اليمني أي مواقف أخلاقية، وجهود ناجحة، لحل القضية اليمنية سياسياً، عبر مسلسللات مباحثات السلام، التي ترعها وتشرف عليها الأمم المتحدة!!
 
تعمدة منظمة الأمم  المتحدة، تزييف حقيقة الحوثيين، كماهم بالواقع، حتى جهود مساعي مبعوثيها الثلاثة، لم تتطرق إليها كما هي، ولم تنقل مايدور على الارض، من مماطلة وتهرب للحوثيين من الحل السياسي، او تنفيذ أي اتفاقيات سبق التوقيع عليها من الطرفين!!
 
لقد اصبحت الأمم المتحدة، شريك اساسي ساعد الحوثيين للسيطرة على اليمن، عبر مساعيها وادوارها التي جسد بطولاتها، بن عمر ثم ولد الشيخ والآن يواصل اللعبة جريفيس، وثلاثتهم يعملوا لتنفيذ برنامج الأمم المتحدة، كما تريد الاطراف الدولية، لا كما يجب ان يكون، لتحقيق سلاماً دايماً وأمناً شامل في البلاد!!
 
لم نلاحظ اي تقدم في إتفاقية السويد، ولم يتحقق شيئاً جراء تدخل الأمم المتحدة، غير حماية الحوثيين، وضمان عدم تقدم قوات الشرعية لاستعادة الحديدة ومينائها، لمايمثله ذلك من خسارة فادحة للحوثيين، بل ان النجاح الذي حققته الأمم المتحدة بالتعاون مع بريطانيا، هو تحييد الحديدة عن الاعمال العسكرية، وضمان استمرار سيطرة الحوثيين عليها، لمدة ستة اشهر قابلة للتمديد، وهي مكافئة للحوثيين، لجرائمهم البشعة، وإنتهاكاتهم الجسيمة، واعمال القمع الذي اقترفتها، مليشيا ومقاتلي جماعة الحوثي النازية، بحق المدنيين المناهضين، بالاضافة الى السيطرة على جميع المساعدات الانسانية، والمواد الاغاثية، في مناطق سيطرتهم، وإنشاء السوق السوداء، للتلاعب بأسعار المواد الاساسية، والمشتقات النفطية والغاز المنزلي في مناطق سيطرتهم، والمتاجرة بمعانات المواطنيين وأستثمارها لإحراز مكاسب سياسية، ليستمروا في جرائمهم وعبثهم وظلمهم!!
 
ومما لا شك فيه، فأن منظمات الامم المتحدة، هي الاخرى تستثمر حرب اليمن، بإطالة زمن الحرب والتمديد للمساعي والمباحثات، للاسترزاق  غير عابهين بمعانات الشعب، او المستقبل الكارثي الذي ينتظر اليمن، جراء إطالة زمن المباحثات، واستمرار الاقتتال، رغم معرفتهم التامة إن الحوثيين لا يمكن ان ينصاعوا للسلم، اويقبلون التعاون لتحقيق سلاماً دايم، طالما بقيت تحت أياديهم وسلطتهم، مقاتلين وعتاد عسكري، بالاضافة الى تسهيل دخول اسلحة نوعية ضمن شحنات الاغاثة، التي تسيرها وتشرف عليها منظمات الأمم المتحدة نفسها!!
 
على كلاٍ!!
 
سيظل التعاون الغربي مع جماعة الحوثي قائماً، ليس لانهم يستطيعون تحويل جماعة الحوثي من جماعة نازية متمردة، الى حركة اجتماعية سلمية، او مكون سياسي، او حزب منافس في العملية السياسية مستقبلاً،  يؤمن بحقوق الشعب، في الحرية، والديموقراطية، والمساواة، ويؤمن بالتعايش السلمي للشعب اليمني الواحد، ولكن لان الحوثي بأعمالة وجرائمة وإنتهاكاتة وسلوكياتة المتطرفة، اصبح مرتبط بالمجتمع الدولي، يقدم خدمات كبيرة لمصالح وأجندة دول الاستكبار العالمي في اليمن، بأقل التكاليف إن لم يكن الثمن تدفعه بعض البلدان العربية، ليغذوا استمرار الحرب في اليمن تجارة رابحة للمجتمع الدولي ومكسب سياسي للدول العظماء!!
 
 

التعليقات