الى قيادة الشرعية، القابعون خلف جدران الاقامة الجبرية، المناضلون من ارض المهجر، من فنادق الرياض بالتحديد، المكافحون في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى شاشات القنوات التلفزونية، ابطال التصريحات الاعلامية النارية، لا تروجوا لنا سراب مواقفكم الوطنية من خلف الحدود، وتوهومنا بسياسة قيادتكم الحكيمة لسفينة الوطن عن بعد، لن تحلون مشاكل الوطن عبر الشبكات العنكبوتية، ولا تنهوا معانات الشعب من المنفى، لن تقدموا الخدمات الاساسية للمواطنيين عبر الايميلات، وتحلوا مشاكلهم عبر رسائل ال اس ام اس.
لن تعود الشرعية، ولا يمكن ان ينتصر الوطن، ولو بعد الف عام، إذا لم تتخذوا موقفاً وطنيناً شجاعاً، وتتحركوا للبحث عن حلفاء جدد، ليس لهم أجندة تمس السيادة الوطنية، ولا يحملون اهداف ومشاريع واطماع استعمارية، لا يكنوا لليمن العداء، ولا تحمل قلوبهم كل الحقد على اليمنيين.
سيادة الرئيس،ونائبه، وحكومته، ومستشارية، وكل القيادات العسكرية، والسياسية، والحزبية، لن يعود الوطن قبل ان تعودوا انتم، ولن تدحروا المليشيات بهذه الإدارة الهشة، والاسلوب الضعيف، ووفق السياسة الحالية العقيمة، ولا تنتصروا للشعب اليمني، طالما وانتم جبناء عاجزين عن إعلان موقف سياسي واحد، فكيف ستقودون معركة الخلاص ضد الحوثيين، لإستعادة الوطن.
ليست حجور أخر قلاع الجمهورية التي خذلتموها، لا أخر القبائل الحرة التي تركتموها فريسة لبطش وإجرام ونأزية الحوثيين، وليست أول القبائل التي انتفضت ضد الحوثي فاكتفيتم بمراقبت حبال مشانق وإنتهاكات وجرائم الحوثي تلتف حول عنقها، دون تدخل او مساندة حقيقية منكم على الواقع، غير سراب الاسناد والإطراء الاعلامي الوهمي، بل هي احدى ضحايا تخاذلكم، وفشل سياستكم، وهشاشة إرادتكم، وضعف موقفكم، وصريح عجزكم الملموس للجميع.
ياحضرات أمامكم خيارين، إما تتحملوا مسئوليتكم الوطنية بإقتدار، وتعودوا للنضال والكفاح من أرض الوطن، او تفسحوا المجال للقيادات الميدانية الحالية، التي تناضل ضد الحوثي من على الارض، يتقاسمون المعانات، مع اخوانهم احرار وشرفاء اليمن الابطال.
صمت حضرت سيادتكم لم يعد مقبولاً ،واسلوبكم هذا لم يعد مجدي، وإدارتكم للبلد وفق السياسة الحالية لن تحرر الوطن، بل تساعد في تدمير الوطن، وتمنح الحوثيين فرصه اكبر للبقاء والاستمرار في حربهم وأرتكاب جرائمهم وانتهاكاتهم ضد المواطنيين، وتزيد القضية اليمنية تعقيداً، والوضع انهيار.
ايها القادة الذين ابتلى بكم الشعب، لا يمكن تحرير الوطن عن بعد، ولا يستعيد الوطن من يقبعون خلف جدران الاقامة الجبرية، ممن ادمنوا العيش والهيانة في فنادق الرياض، ولن تندحر المليشيات عبر تصريحاتكم، ولا تعود الشرعية ويتحرر الوطن عبر ماتنشرونه في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
يكفي عبثاً وصمت، اخرحوا من فمقم الصمت، اطلعوا الشعب عما يدور خلف الكواليس، وما يخططه الاعداء، وأي خريطة لليمن يرسمها اصحاب المشاريع الضيقة، والاجندة الفاشية والمطامع الاستعمارية، صارحوا الشعب بما يحاك ضد الوطن.
بعد كل هذا ليس لدينا مانخسره أغلى من الوطن، ولن تخسروا شيئاً إذا أتخذتم موقفاً شجاعاً يعيد للقضية اليمنية زخمها، بصمتكم هذا خنتم دماء الشهداء واسترخصتم التضحيات وهان عليكم الوطن، الذي تركتموه فريسة للانذال، وغنيمة لتتار العصر ومغول القرن الواحد والعشرين، وساحة صراع للمشاريع الضيقة، والاجندة المعادية للوطن، وميدان للمليشيات، والجماعات الارهابية، والطوائف الدينية والمكونات العنصرية، تمارس فيه لعب صراعاتها عبثاً بالوطن، ومتاجرة واسترزاق على حساب المواطنيين، جعلتم الوطن سوق نخاسة للعملاء والخونة، يبيعون ويشترون بوهم النضال والكفاح، يتاجرون بمعانات الشعب، ويقتاتون ألآمهم، ويجنون الأموال الطائلة والثروات الهائلة بالمضاربة بمواقفهم وباوراق القضايا الوطنية وسيادة الوطن في مزاد العمالة والاسترزاق.