سقطت حجور، بعد قصة صمود عظيمة، نتيجة لتخاذل الشرعية، عن تعزيزها بقوات وعتاد عسكري، وتحريك جبهات المنطقة الخامسة، والسماح لقواتها بالتقدم نحو عاهم، لفك الحصار عن حجور، وقد وجدوا لهم عذر، لقد عللوا سقوط حجور، انها تقع في عمق سيطرة العدو، ولا قدرة لهم لدعمها، في تلك الحالة الحرجة، والضروف الطارئة، رأوه عذراً مقنعاً لهم، رغم شعورنا كمواطنين، بمرارة غدر البعيد، وخذلان القريب.
واليوم يتكرر نفس السيناريوا في العود، وستسقط العود، ويلتحق جبل العود بتلك المواقع التي سقطت في الضالع، وسيتوجه الحوثيين لاسقاط الحشاء، كل هذا يقابلة صمت مخزي، وتجاهل يبعث التقيؤ والقرف، من قبل الشرعية والتحالف العربي.
لا يمكن لشرعية الخذلان، وتحالف الغدر، ان يجدوا عذراً لتقدمات الحوثي الاخيرة، لوجود خطوط امداد مفتوحة وقريبة، لإمداد وإسناد ودعم الجبهات المشتعلة هناك، بالمقاتلين، والسلاح، والذخيرة، بإمكانهم تحريك الوية من المنطقة العسكرية الرابعة، التي تقع جبهات الضالع في مسرح عمليتها، والقريبة جداً من جبهة العود، فلا عذر لكم اليوم، ولا يمكن لدروع الدنيا ان تقيكم لعنات التاريخ، ودعوات المظلومين، الذين خذلتموهم، وجعلتموهم فريسة سهلة، لعبث وانتهاكات واجرام الحوثين.
كان بالإمكان منع سقوط حجور، بدعم ابطال المنطقة الخامسة، والسماح لهم بالتحرك، نحو حجور لفك الحصار عنها، وحماية ابنائها من بطش الحوثيين وإجرامهم، وحماية ممتلكاتهم التي دمرها الحوثيين، ولكن ذلك لم يكن، لحسابات قد نجهلها نحن، ويعرفها الذين يمتلكون زمام أمور قوات الشرعية، ويتحكمون ويحتكرون قرارها العسكري.
سقطت حجور، وسقط رهاننا على ذلك الجواد الخاسر، بل وسقط معها كل ماتبقى من تفائل وأمل لدى الشعب اليمني، بجدية ومصداقية دعم ومساندة التحالف العربي للشرعية، حتى إستعادة الوطن بكامل مؤسساته، وعودت الشرعية إلى العاصمة السياسية صنعاء، وسيطرتها على كامل تراب الوطن، بعد دحر الانقلاب، وإستعادة سلاح الدولة المنهوب مع مليشياتهم.
لقد استطاعوا ان يسقطوا رهاننا عليهم، وثقتنا بهم، وأملنا بجدبتهم، وتفائلنا بنصرتهم لنا.
ولكن!!
لم تسقط كرامة الشعب، وإرادة الجيش الوطني وعزيمة الابطال، وهمة الرجال، وشجاعة الاحرار، واستبسال الشرفاء، وشموخ المقاومين وصمود حماة الدين والعقيدة والوطن لن تستطيعوا إسقاط حصون الجمهورية، واسوار الثورة، وسياجات الدفاع عن مكتسباتهما.
لاشك انهم سيسمحون لسيناريوا الحوثي، في حجور ان يتكرر في العود والحشاء، ولا يستبعد انهم سيذهبون لأبعد من ذلك، وقد بدأة بوادر سوء نياتهم تكشر عن انيابها، واظهرت مؤامراتهم مخالبها، واتضحت حقيقتهم، التي كنا نظنها سحابة صيف، ستمر وتعدي، ليأتي بعدها خيراً كثيرا، ولكن هذا لن يحدث ابداً، وفق مؤشرات واقع الاحداث الراهنة.
لقد بدأت نتائج توقف التقدمات العسكرية، في مسارح الجبهات القتالية، ضد الانقلاب تؤتي أُكلها، وطفت على سطح الاحداث، تغيرات اسلوب وتعامل التحالف العربي، مع القضية اليمنية بصورة عكسية، تنذر بكارثة كبيرة، قد تعيد معركة الشعب اليمن والشرعية مع الانقلاب الى نقطة الصفر إذا ما أستمر صمت قيادة الشرعية عن رعانة وصبيانية سياستهم الحالية، وأسلوب تعاملهم الحالي مع الاحداث.
يبدوا ان اعلان التحالف العربي، لعاصفة الأمل التي تلت عاصفة الحزم، ليس ألا قرار إعادة أمل اليمنيين، الى ماقبل اعلان التحالف العربي لانطلاق عاصفة الحزم، اولى عملياته العسكرية في البلاد.