المحيط العربي السني لمواجهة ايران
الثلاثاء, 28 مايو, 2019 - 12:07 صباحاً

بدأة الولايات المتحدة الامريكية، بأستهداف الخليج العربي منذُ وقت مبكر، بالتعاون مع طهران، وارتفعت وتيرة الاستهدف في الاونة الاخيرة، حتى وصل الامر الى تجريد المملكة العربية السعودية، من الحاضنة الشعبية، والتأييد والالتفاف العربي، حول مشروع ملكها سلمان، الذي استطاع في بداية تولية الحكم، ان يعيد الأمل للعالم العربي، بوحدة عربية شاملة، ونزع فتيل التمزيق، والتقسيم الغربي للوطن العربي الواحد.
 
لقد عملوا على تجريد السعودية، من تعاطف ومساندة محيطها العربي السني، في مهمة تبناها الرئيس الامريكي ترمب، الذي بدورة قام بأستهداف الالتفاف العربي والاسلامي حول المملكة، وإفشال القرار العربي الاسلامي، بتشكيل تحالف اسلامي مشترك، وحرف مسار العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن، لكي تفقد الشعوب العربية الثقة بالسعودية، وصدق وجدية ملكها، وفعلاً نجحت الخطة الامريكية، في تحول الالتفاف الشعبي العربي والاسلامية، حول المملكة، والتأييد العام من الشعوب العربية للملك سلمان، عقب دعوتة لتشكيل التحالف الاسلامي، الذي اعتبرته الشعوب العربية والاسلامية اولى بذور وحدة عربية قادمة، وتحالف اسلامي مشترك، لمواجهة كافة الاخطار المحدقة بالامتين العربية والاسلامية.
 
لقد قامت امريكا، بتحريض المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، على التيارات السياسية ذات الطابع الديني، التي صعدة الى الواجهة بعد ثورات الربيع العربي، التي شكل صعودها قلق كبير لدى الماسونية العالمية، فقررت وأد ثورات الربيع العربي، وكبح جماعة تيارات الاسلام السياسي الصاعدة،  تحسباً لحدوث صحوة ووعي عربي كبيرين في اوساط الشعوب العربية، وهو مايعني رسم خارطة شرق اوسط جديد بعقول عربية، وهو مايؤدي الى انهيار تام لكل المخططات الغربية، التي وضعوها لرسم خارطة شرق اوسط جديد، يلبي مصالحهم، ويسهل عملية تنفيذ سياستهم.
 
لقد كان الغرب على ثقة تامة ان نجاح الرييع العربي، يؤدي الى صناعة صحوة عربية،  ووعي كبير ينسف كافة جهود عملهم، ورسم مخططاتهم لاستهداف العالم العربي والاسلامي، وفق خارطة شرق اوسط جديد، منزوع السيادة والقرار، متفرق الاهداف والتوجهات، فوق ارض ملتهبة بالحروب والنزاعات.
 
فقاموا بتوجية ضربة استباقية للصحوة العربية،  عبر ترمب، الذي نجح في تجنيد، وليي عهد الرياض وابوظبي، لمهمة وأد الربيع العربي، وإعادة رجالات الانظمة السابقة الى الحكم، وذلك بدعم ومساندة ثورات مضادة وانقلابات، في الدولة التي نجحت شعوبها في إسقاط الانظمة الدكتاتورية والقمعية الفاشلة في بلدانهم، وإعاقة تشكيل حكومات مدنية، تعمل على بناء دولة مؤسسات، تخدم الشعب وترعى مصالحها، وتصون كرامتها وتذود عن سيادة اوطانها.
 
ولاعادة رسم خارطة شرق اوسط جديد، لابد من إضعاف كافة الدول العربية، بإشعال صراعات وحروب وازمات فيها، ولضمان تخلي الشعوب العربية عن  المملكة العربية السعودية، عملوا على توريطها بصناعة عداوات، مع محيطها العربي السني، وإثارة الحقد عليها بسبب سياستها وتبنيها ودعمها للثورات المضادة لوأد الربيع العربي، وإخماد وهج أحلام وتطلعات الشعوب العربية، التواقة للعيش بحرية وكرامة، في ظل حكومة مدنية، ودولة مؤسسات ترعى مصالح المواطنين، وتحمي سيادة واستقلال الاوطان.
 
وامام كل هذه المخاطر وضبابية المستقبل العريي، والمخاوف من التوترات والتصعيدات الاخير، واستعداداً لمواجهة كوارث الحروب، والصراعات التي بدأة بوادرها تلوح في الافق، يجب علينا كشعوب عربية واسلامية، توحيد السياسة والاهداف والتوجهات، والمبادرة بصورة عاجلة، لتشكيل وحدة عربية واسلامية، تمكنا من الوقوف بقوة في وجه التهديدات.
 
ومهما كانت ثقة السعودية بوعود ترمب عالية، فأن محاربة التمدد الشيعي، والتوسع الايراني، ومواجهة خطر التهديدات العسكرية الايرانية، لا يأتي عبر  تصريحات ترمب، ولا تضمن حمايتكم البوارج الحريية الامريكية، التي وقودها وعوامل استمرارها هو المال والمال فقط، لذا عليكم سرعة التصالح مع محيطم العربي، وجواركم السني، والاعتذار للشعوب العربية التي شاركتم في تدميرها، فهم السلاح الحقيقي الذي ستجدونه يقف معكم بقوة في وجه الصلف الايراني، ويكفيكم شر غدر وتخلي ترمب وقواته عنكم،  إذا ما اندلعت المواجهات، وتقلص الدخل، وانخفظ الدعم والنفقات، ونضبت مصادر الاموال التي تدفعونها لترمب مقابل الحماية، عقب اندلاع المواجهات، كا درس تعلمناه من ماضينا القريب، لا تركنوا على دور الأمم المتحدة، لحل النزاعات وإدارة الازمات، فهي تدمر الاوطان، وتبني المخيمات للنازحين والمتضرر من الحروب و الصراعات.

 

التعليقات