الوطــن ليست رقعة التراب التي ندوسها باقدامنا، بل هو الواحة الجميلة، والجنة الخضراء، والطهر المقدس، الذي نكن له كل الحب، وصدق الانتماء، واعلى مراتب الوفاء في قلوبنا، ونعتز ونفتخر بعظمتة ومكانته وشموخه في الوجود، ونتحمل كامل المسئولية، لتخلينا عن واجبنا نحوه، وتفريطنا بعدم شعورنا بالمسئولية الجماعية، لمنع وصوله الى الحالة التي نحن نعيشها اليوم.
الوطــن ليس المسئولين الفاسدين، المندسين والمتسللين الى صفوف الشرعية، ولا وهادي، ومحسن، والعراده، والزبيدي،وطارق، ولا وزراء المهجر، الذين يديرون شئون البلاد عن بعد، من خلف الحدود، ولا شلل المنتفعين، تجار الحروب، المسترزقين من إطالة الحرب، المستمتعين ببقاء استمرار الفوضى، والعنف، والقتل، والاغتيالات، والاختطافات، وعدم الاستقرار، ولا الذين يقتاتون معانات المواطنين، ويستثمرون أناتهم، وجراحاتهم، ولا أولئك المنشغلون ببناء مستقبل ابنائهم، على ركام الوطن، وجراحات ودماء الوطنيين.
الوطــن ليس الحوثي، وبقايا النظام السابق الذين ساندوا الانقلاب، ولا اعضاء المؤتمر الموالين للحوثي، ولا القيادات العسكرية والسياسية التي تغرد خارج سرب الاجماع الوطني، ومشروع اليمن الاتحادي، وفضلوا البقاء حيث مصالحهم الشخصية، على الالتفاف وألإلتحاق بالمشروع الوطني الكبير، او الذين أمتنعوا عن الإلتحاق بركب الاحرار والابطال الميامين، الذين كان لهم سبق الإلتحاق بقيادة الشرعية، يقاتلون تحت رأيتها، ويتبعون أوامر قيادتها، السياسية، والعسكرية، فهي تعتبر المظلة الوحيدة، التي نستمد منها شرعيتنا، وماتبقى لنا من شرعية الدولة، لنصطف خلفها ونعمل تحت ظل رايتها، لندافع عن كرامتنا، ووطننا، وسيادتنا الوطنية، وبدونها نتساوى مع بقية المليشيات المسلحة خارج اطار الدولة، التي تعمل على تدمير الوطن، وتمارس ابشع الجرائم، من قتل، واغتيال،واختطاف، واخفاء قسري، وتهجير اجباري، وتنكيل وتشريد، لكل احرار، وشرفاء، وعلماء، ومنوري، ومثقفي الوطن، لتحتفظ بالمرتزقه من أوباش الناس، تحميهم وتضمهم الى صفوفها، لاستخدامهم أدوات ضد الوطن، لصالح أجندتهم الخبيثة.
الوطــن هو الحضن الدافئ، وجنة الدنيا، بالنسبة لنا هو ذلك الشعور الكبير، بالعظمة، والفخر، والاعتزاز، وانت تقف بشموخ، تحيي العلم الوطني، عندما يرفعه الابطال، في موقع ما قدموا فيه التضحيات الكبيرة لاستعادته، من عناصر مليشيا الانقلاب.
الوطــن انت وانا، وابنائك وابنائي، وكل من يعيش على هذا التراب، ممن يؤمنون بالوطن، واهمية الدفاع، وواجب الذود عنه، وحماية سيادته، وكرامة، وحرية، وتعايش، وثروة ابنائة.
الوطــن قطعة من القلب، وجزء من الروح، أجمل من يجب ان نعشق، وأغلى من نحب، واحق من نضحي لأجله،وأعز من يسكن الاعماق، ويستوطن الوجدان، فله الخلود، والمجد، وان كلف ذلك ارواحنا.
الوطــن هو من يحرك ذلك الألم، الذي يعتصر بداخلك، عندما تشتاق للرقعة البسيطة من الارض، التي ولدة وترعرعت عليها، وانت تعيش الحياة في المهجر، يكفي ان تعيش حجم الشعور بالحنين الدائم، لما يسمى الوطن الذي يحرك شجون و مشاعر فؤادك لا أرادياً.
الوطــن كـ الأم، غالي ولا يغلى عليه، ولا أي ثمن يساوية، ولا نستطيع ان نوفيه حقه مالم نبذل الروح والدم للدفاع عنه، واستعادته وحماية، مكتسباته الوطنية.
حين يغيب الناس، وتختفي الاشياء، وتتغير الملامح، وحده الوطن من يبقى في القلوب، مخلداً في الوجدان، منقوشاً حبه في الاعماق، كالنقش على الحجر.