‏كلمة حق أريد بها باطل
الجمعة, 25 أكتوبر, 2019 - 10:07 مساءً

كثيرا مايستخدم شخص ما، أو نظام سياسي، كلمات وعبارات صحيحة في معناها، صادقة في ذاتها، لتبرير أفعال وأقوال لا يمكن قبولها، "يعني بالمختصر المفيد كلمة حق أريد بها باطل". وهذا ما يمارسه الأخوة في المجلس الانتقالي لتبرير تمردهم على الحكومة والقيادة المعترف بها دوليا والتي على أساسها شكل التحالف. وما قاموا به من الخروج على الشرعية كان كارثيا على إنجازاتها فأرجعوها إلى المربع الأول.
 
بعد خمس سنوات من الحرب سقطت ورقة التوت وانكشف ما خفي وظهرت نوايا البعض في الساحة سواء كانوا من بعض دول التحالف أو بعض المرتزقة من أبناء الجنوب الذي أدى إلى انقسام وتباين في النسيج اليمني تاركين خلفهم المهمة التي على أساسها قامت الحرب. فيدلي أحد الإنقلابيين من مليشيا المرتزقة في الجنوب، يقول أن ما حدث في عدن هو أمر طبيعي لسد الفراغ الذي أحدثه فساد الشرعية ويستطرد كلامه بأن الجيش الوطني المدعوم من حزب الإصلاحي الإخواني كان من المفترض أن يحرر صنعاء بدلا من مطالبته بعدن .. استغفال واستهبال بعقول الناس وكأن من يستمع إليه فاقدي الأهلية.
 
مجموعة من المرتزقة تدعمها دويلة لها أطماعها في المنطقة ولا تأبه بمصالح اليمن جنوبا كانوا أم شمالا، لديها أجندة تخدم شبكة من اللصوص عالميا للسيطرة على موارد البلدان والشعوب. والانقلابيين هم جزء من هذه الأجندة همهم الأول المكاسب الشخصية رامين وراءهم مصلحة الشعب المسكين واحتياجه،
 
مليشيا انقلبت على الشرعية وقتلت وسجنت موظفين تم تعينهم من قبل الشرعية وهم أبناء الجنوب أنفسهم، محاولين عزل الشرعية عن الجنوب كليا، ويدّعون أنهم يدعمون الشرعية وأن هادي هو رئيسا لليمن ورئيسهم كذلك، تناقض في الكلام لا يعكس لسان حالهم في الميدان. ممارساتهم غير مقبولة وتعاملهم مع المواطنيين باسلوب فذ منتهكين الحقوق الإنسانية والأعراف الدولية.
 
إن كانوا صادقين فعلا، كما يدعون أنهم يعملون على دعم الشرعية، فها هو الجيش فالينضوا تحت لواءه لمحاربة الحوثيين، ولكن هم كذبة ومخادعين وأن أجندتهم تتطابق مع أجندة الحوثيين لتقسيم البلاد إلى دولتين، ونخشى أن تنقسم إلى أكثر من ذلك، أو الإستمرار في حرب أهلية داخلية طاحنة تحرق الأخضر واليابس.
 
والأدهى والأمر التباين الواضح في تصرفات بعض الأفراد في الشرعية، لا نعرف لهم موقفا، يعملون بالشرعية ولديهم مصالح بالإمارات ومنازل وكأنهم مندسين بين الشرعية يسعون لتقويض تحركات الشرعية وتعطيلها لمكاسبهم الشخصية، وكأن تحرير اليمن ومصلحتها تأتي في آخر قائمة إهتماماتهم، وهذا ما لمسناه في مغالطاتهم وتهربهم من إدانة الإمارات رسميا، ويعملون جاهدين على تعطيل قرارت الرئيس هادي.
 
ما لمسته وباحتكاكي الغير مباشر بالشرعية وجدت أنهم تجار حروب يستنفعون من الوضع الراهن غير عابئين بحل المشكل القائم. لا يتحدثون غير عن الصفقات، بل أن المعلومات التي تتوال علينا من بعض المقربين للشرعية أخبروني عن المساعدات التي يتم بيعها وهي في مينا جبوتي ولا ينال منها الجائع في اليمن حتى كسرة خبز واحدة منه. وقد دفع بعض المنظمات الإنسانية المخاطرة بنفسها ونزولها في الميدان للتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها.
 
والمضحك المبكي أن دويلة الإمارات في مؤتمر جدة تطالب بالتكاليف والخسائر التي تكبدتها أثناء الحرب، وكأنها جاءت حمامة سلام لتوزيع الورود وارجاع الحق لأصحابه. بعد كل ذلك وبكل وقاحة تطالب بمبالغ أنفقتها أصلا في زرع الفتن والفوضة في مناطق أمنة وقتل وتعذيب الأبرياء ورفع أعلامها في كل زوايا المباني الرسمية سواء في عدن أو في جزيرة سقطرى. ومن المفارقات بالامس شاهدت تركيا وهي تطهر المناطق الشمالية من سوريا مع الجيش السوري الحر لم ترفع علما واحدا لها بل أن أعلام الجيش السوري ظهرت خفاقة على دباباتها احتراما وتقديرا لمشاعر أصحاب الأرض، مدركين أن مهمتم مؤقتة لاحلال السلام وارجاع الشعب المهجر إلى وطنه.
 
ليس ذلك فحسب، بل أنها رصدت ميزانية تتعدى الـ 27 مليار دولار لإعمار المناطق المحررة حتى توفر للسوريين سبل الحياة الكريمة، وفي المقابل ماذا قدمت الإمارات لاهل الجنوب وعموم اليمن سوى الدمار والقتل والتنكيل وتسليم صنعاء جاهزة مجهزة للحوثيين، وبعد ذلك وبكل صفاقة تطالب بالمبالغ التي أنفقتها في قتل الشعب اليمني وتدمير مكتسباتها. حقيقة لم نرى أكثر وقاحة من ذلك حتى العدو الصهيوني لم يفعلها.
 
الشعب اليمني يريد من يمثله أن يكون منزها همه الأول والآخر تحرير بلادنا من براثن الجهلة الكهنوتيين وحرامية البترول الذي جاء خبرهم في نشرة رويتر بالأمس القريب تهريب رسمي وسرقة من قبل أفراد من الشرعية لحشو جيوبهم وابرام صفقات مشبوها. قد يتهمني البعض بنشر الفتن ولكن هذه واقعة حقيقية عيانا بيانا، لا يمكن اخفاءها على الإطلاق راجعوا وسائل الإعلام المختلفة التي تثقون بها، نشرت أخبارا عنهم يندى لها الجبين.
 
أجزم وبكل تأكيد لو كانت الشرعية جادة في عملها وصادقة ومنزهة لما وصل حالها المزري الراهن ولما اُستهان بها. لم يتركوا مجالا واحدا للدفاع عنهم بل أنهم لوثوا أياديهم بالدريهمات الإماراتية. فهم لا يتخيرون عن الحوثة والإنقالابيين كلهم في الهوى سواء. فما الحل إذاً مع هكذا شرعية التي في اعتقادي خرجت من رحم المخلوع ولا زالت تحمل نفس جيناته ولم تتغير أبدا عن ماكانت عليه قبل الثورة. ياشعبنا العزيز لم يتم تغير الحكومة فهي التي كانت قبل الثورة وهي نفسها التي جاءت بعد الثورة، اللهم فقط غيروا الدنبوع الأول صالح بالدنبوع الثاني هادي.
 
فإني أقولها لكم ياشرعيتنا صراحة من هذا المنبر إذا لم تتغيروا فأعلموا ستكون للشعب وقفه أخرى لا يحمد عقباه عليكم، سيتحركون داخليا وخارجيا وسيقلبون الطاولة على رؤوسكم، و ستلاحقون قانونيا كمجرمي حرب لما اقترفتموه في حق الشعب من نهب ثرواته وتجويعه وبيع المساعدات الإنسانية، أرصدتكم وصفقاتكم ستكشفكم، وسنراكم جميعا تتخاصمون وتكشفون أوراق بعض. هذا وعدٌ من الله في محكم آياته لأمثالكم. أقول ذلك والله على ما أقول شهيد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
 

التعليقات