" المكردي" .. ثائر خدير الأول
الخميس, 07 نوفمبر, 2019 - 06:12 مساءً

عبده علي كاشح المكردي.. ابن مديرية خدير بتعز، وثائرها الأول، عرفته منذ قبل عشرين عاماً، متمرداً على كافة أشكال الظلم، والفساد السياسي، والمالي.
 
ربما هذا الاسم، لم يكن مرتبطاً منذ وقت مبكر بحساب في الفيسبوك، لكنه ظل اسماً معروفاً، وشخصية فذّة في المديرية، وكان، ولايزال، مناهضاً لكافة أشكال الاستبداد والهيمنة.
 
ناهض المكردي" أبو عنتر" الكثير من الانتهاكات التي طالت أبناء المديرية، ووقف وفقة" ألف مكردي" أمام تسلّط المشائخ.
ومن ذا لايعرف ابن قرية شطيفة، الذائع الصيت في مدينة الدمنة، عاصمة المديرية؟
 
ولا أخفيكم سراً بأنه والشهيد أحمد سعد المعبقي، ثنائي البطولات الميدانية، منذ صباهما.
 
فحين فقدت بلدتنا الشيخ الشهيد " المعبقي، في العام 2016م، " تذكّرت " المكردي" الذي لايزال محافظاً على مبادئه، وفي المديرية كثيرون من المناضلين، لاشك.
 
آخر لقاء جمعني بـ" المكردي" كان في العام2012، آنذاك نشرت له تصريحاً صحفياً، حول تعرّض منطقته لعملية دهم من قبل شيخ معروف في المنطقة، على خلفية رفض أبناء عزلته حفر بئر عشوائي، من قبل شيخ استقوى بشيخ أكثر نفوذاً ما أدى إلى وفاة شاب، ليس له علاقة بالنزاع، نتيجة إطلاق النار عشوائياً، أثناء محاولة الأهالي التصدي لانتهاكات الشيخ النافذ.
 
لم يستطع أحد الانتصار لأولياء الدم، فكان "المكردي" الصوت المعبّر عنهم، في أكثر من جهة حكومية، وحقوقية.
 
ورغم ما تعرض له هذا المناضل للملاحقات، والإعتداءات، على مدار سنوات النضال، لم يستسلم أو "يبيع القضية" بالمفهوم المختصر. التفريط بالمبادىء الوطنية، التي تربى عليها.
 
كما لا أخفيكم سراً بأن "المكردي" الأسمر النحيل، كثيراً ما تفاخر بالتعريف بنفسه بـ" الشيخ" وكان كل ما سرد فضائح المشائخ، قال: هؤلاء لصوص ومجرمون، وأنا من يستحق أن أكون شيخاً يناصر المظلومين، ويدافع عن الرعية البسطاء.
 
وهكذا ظل يقدم نفسه " الشيخ عبده علي كاشح المكردي" مع ضرورة إبرازه تفاخراً بجنبيته المثيرة للوهلة الأولى للمهابة.
 
وإذا ما أدلى بتصريح، يفضّل أن نلتقط له صورة وهو محتزم بـ" الجنبية"، بل ويصر على ذلك.
 
شارك المكردي في نشاطات المجلس الثوري في المديرية، وكان أول الناشطين في مسيرات ساحتي "الحرية" بتعز، و"التغيير" بصنعاء.
 
ففي جمعتي" البداية"و" الغضب" بساحة الحرية بتعز، كان حاضراً، ليلاً ونهاراً، وأحد من قالوا " إرحل "..بطلاً ثورياً مستبسلاً لكل الاحتمالات، يطالب مع الجماهير الثورية، برحيل " عفاش" وبإسقاط نظامه.
 
وكانت "الجزيرة مباشر" تبث صوره والثوار، الذين كانوا يهتفون والمكردي، في المقدمة" لاحصانات لا ظمانات".
 
وفي ساحة التغيير بالعاصمة،" صنعاء" ظل يرواح ساحته صامداً، رغم تعرضه لإصابة متوسطة، أثناء تواجده يوم إحراق ساحة الحرية، بتعز، في 29 مايو2011م، ولم يبارح خيمته، في ساحة التغيير بصنعاء، يشارك في المسيرات تارة، وتارة عينيه على شاشات التلفزة، يرقب "عفاش" وقيادات المشترك.
 
وفي مسيرة السادس عشر من أكتوبر2011، شارك فيها منذ الصباح الباكر، وسقط فيها 6 شهداء، و52 جريحاً، جراء إطلاق قوات صالح النار على المسيرة التي مرت بشارعي الزبيري والستين، ولم يهدأ حتى شارك بكل فخر في دفنهم.
 
يحسب لهذا الثائر أيضاً، أنه كان ضد المبادرة الخليجية، التي منحت المخلوع صالح الحصانة، ولم يتعض، واستمر هذا المناضل بحق، يعلو بصوته، رفضاً لها حتى ليلة التوقيع عليها في "الرياض".
 
ومؤخراً، قادتني الأقدار صدفة إلى حساب صديق تربطه علاقة بـ" المكردي" إذ نشر بوستاً يشير فيه إلى اقتراب موعد حفل زفاف المكردي بشريكة حياة " ثانية" على ما اعتقد. وقد علّقت فرحاً بهذه المناسبة، التي كانت سبباً في معرفة مكان تواجده، بعد سنوات من غياب عن ناظري.
 
ما دفعني إلى التواصل به، إذ قال: "أنا خرجت من الدمنة قبل أربع سنوات، لأشارك في التصدي لميليشات الحوثي- صالح، من أول قارح، وظللنا نقاوم الغزاة، حتى وصلوا إلى جولة القصر، فاستقبلناهم أنا وعشرة طلاب بالأحذية، بعد تسللهم بـ" الزنان" فاكتشفنا بأنهم عادوا لمهاجمتنا بـ"الميري".
 
وحاولوا يبررون مهاجمتنا بأنهم لم  يكونوا قادمين من المناطق الشمالية، وقالوا نحن عايشين عندكم اثنا عشر عاماً. لكننا وبقية المقاومة الطلابية، كنا نردد: "على غيري على غيري خلع الزنة ولبس الميري".
 
وتطوّر الأمر إلى إحراقنا الإطارات وهاجمنهم بالحجارة، فسقط عشرة شهداء من الطلاب. وفي اليوم التالي تزايدت المقاومة الطلابية، والشعبية، التي اقتصرت مقاومتها بالأحجار.
 
ولما اشتعلت شرارة المقاومة في أرجاء المدينة حملتُ السلاح، وبدأت بمقاومة المليشيات، في بير باشا، ووادي القاضي والدَّحْي، وجبل جرة، واستمررت أقاوم بصفة قائد ميداني، سنتين.
 
وقبل أن أتوجه إلى جبهة نقيل الصلو " بتعز، شاركت في جبهة" الأقروض" قبل وبعد تأسيسها، ولما كانت جبهة الأقروض تتعرض لأي هجوم، كنت أشارك في مدها بتعزيزات قتالية، وغيرها من التعزيزات الضرورية، و"الطارئة" منها.
 
عدت من جبهة الصلو إلى تعز، وأنا وزملائي ،ثم اتجهت لتأسيس جبهة "العريش الصرمين" الخاضعة جغرافيا لمديرية "صَبِرْ" حيث ظللت فيها ستة أشهر، ثم عدت مرة أخرى إلى الأقروض.
 
وقد كنت بكل فخر قيادياً ميدانياً في الكثير من الجبهات".
 
يضيف: " كنت في جبهة الصلو قائداً ميدانياً، من قبل تعيين العميد عدنان الحمادي، قائداً للواء 35، وظللت أقاتل في جبهة الصلو حتى بعد تعيينه، فقدت فيها قرابة 30 زميلاً استشهدوا، ولم يحدث أن تفوّدت سلاحاً لمقاتل من الطرف المعادي، رغم لجوء بعض المقاتلين إلى الاستحواذ على أسلحهتم، وعندما كان زملائي يسألوني عن رفضي الاستحواذ على أسلحة قتلى الطرف الآخر، قلت لهم : لم أخرج من دياري لأغنم، أو لأتفوّد، بل خرجت دفاعًا على دين وعرض وكرامة وطن، فاستغربوا من موقفي هذا.
 
حصلت على بطاقة عسكرية برتبة عقيد ركن، سلمتوها فيما بعد لقائد اللواء عدنان الحمادي، بعد أن اكتشفتُ بأنني "مُحارب" لعدم انتمائي لأي فصيل حزبي، أو قبلي. ولازلت أعاني حرباً من قبل قيادات الأحزاب، وسأظل مستقلاً، لم ولن أعمل لصالح أي حزب سياسي في الساحة، على الإطلاق؛ لأنني أؤمن بأن الوطن فوق كل الأحزاب، والولاءات الضيقة".
 
المكردي الأربعيني الخديري، وجد نفسه مكرهاً على مغادرة بلدته، قبل أربع سنوات، يقاتل اليوم، في صفوف الجيش الوطني.

وفي المقابل، يشارك من وقت إلى آخر في مسيرات للمطالبة برحيل الإمارات، من البلاد. وهذه إحدى أسباب مضايقته على مايبدو في "لواء الحمادي".
 

التعليقات