التحالف والبحث عن النجاح في أكوام الفشل
الاربعاء, 25 ديسمبر, 2019 - 11:04 مساءً

عندما اعلنت المملكة العربية السعودية، تشكيل تحالف عربي، لدعم ومساندة الشرعية في اليمن، لدحر الانقلاب، واستعادة الشرعية، ودشنت أولى تدخلاتها العسكرية، والسياسية في اليمن، بإنطلاق عاصفة الحزم، اتذكر حينها حجم تفائل الشارع العربي، في الملك سلمان، الذي جذب اهتمام الشارع العربي، ولفت انظار الشعوب العربية والاسلامية نحو السعودية، ومليكها سلمان، معتبرين ماقام به من تحالف عربي لنصرة اليمنيين ومساندتهم لاستعادة دولتهم، يعتبر خطوة عظيمة، وجهد جبار، معتقدين انه وضع اللبنة الأولى لتأسيس وحدة عربية شامله، بارك الجميع جهود السعودية وملكها  سلمان، وتمنى الجميع للملك سلمان النجاح في تحقيق حلم الشعوب العربية، بالوحدة العربية الشاملة، مثمنين خطوة الملك سلمان الاولى من الالف ميل، نحو هدف للملمة شتات الشعوب العربية والاسلامية، وتوحيد صفوفها، وجمع كلمتها.
 
عاشت الشعوب العربية حينها أحلام وأمآل كبيرين، وتطلعات عالية، تعانق عنان السماء، يحدوهم الأمل بالوحدة العربية الكبرى.
 
ففي فترة زمنية وجيزة، استطاع الملك سلمان ان يجعل من المملكة العربية السعودية، محطة اهتمام عربي واسلامي كبيرين ، ومصدر اهتمام للشعوب العربية، كونها محطة الانطلاق نحو تحقيق اهداف  أمآل وتطلعات الشعوب العربية، بالوحدة العريية الشاملة، وأعادة رسم خارطة العالم العربي والاسلامي، وفق وقوة ،وعظمة، وحدتهم الكبيرة، وليست كما وضعها العدو الاجنبي ،المتمثل في الدول العظمى ،وفق أجندتها ،وبما يتماشى  مع اهدافها انذاك.
 
 
وعقب مرور عامين على انطلاق عاصفة الحزم، بدأ ينحرف مسار عمليات التحالف العربي في اليمن، وبدأة تطفو على سطح الاحداث مشاريع وأجندة الشقيقة الكبرى ،وحليفتها الامارات، المتناقضة تماماً مع اهداف التحالف العربي المعلنة عشية انطلاق اولى عمليات التحالف العربي في اليمن، مما تسبب في انهيار أحلام ،وتطلعات الشعوب العربية ،وتبددت أمآلهم ،وتعرض الشارع العربي لخيبة أمل ،وصدمة كبيرة ،لا تستطيع المملكة معالجة أثارها بسهولة.
 
لقد عجز الملك سلمان ،وولي عهدة، في الحفاظ على التأييد والالتفاف العربي والاسلامي الكبيرين، حول المملكة ومليكها سلمان ،وفشلوا في الاحتفاظ بالانجاز الذي تحقق لهم، وعجزوا ان يمنعوا إنفراط عقد التأييد والالتفاف العربي، عندها خسرة المملكة المكاسب العظيمة ،والمكانة العالية، التي وصلت اليها في وقتٍ قصير جداً، وانقلبت الامور بصورة عكسية الى اقصى حد ،وعادة المملكة الى موقعها السابق في الحضيظ.
 
وخلال السنوات القليلة  الماضية ،كان الشعب اليمني يلتمس للشقيقة الكبرى العذر، ويمنحها الحق في تدخلها العسكري في اليمن، لمواجهة تهديدات الخطر الايراني عبر حلفائهم الحوثيين، وعللوا تدخل العسكري في اليمن هدفة حماية شعبها، والدفاع عن اراضيها ،وان مخاوفها من التوسع الفارسي وخطره هي أسباب تمنحها الحق لتدخلها العسكري في اليمن، وستنتهي تدخلها في اليمن عقب زوال الخطر ،ومسبباته، ولكن ماحدث العكس واتضح ان خطر التهديدات الايراني على المملكة، ليس سوى عذر، اتخذته المملكة وحليفتها الامارات ومن يقف خلفهما، لفرض الوصاية على اليمن، وسلب سيادتها، ونهب ثرواته ،وتدمير مكتسباتها الوطنية، وكبح جماح احرار ثورة فبراير، ومنع وصولهم للسلطة، تقليص فرضيات خروج اليمن عن بيت الطاعه.
 
واليوم وبعد خمسة اعوام من انطلاق عاصفة الحزم، تحسنت علاقة المملكة والامارات بأيران، وفتحت السعودية باب الحوار مع الحوثيين، وزال الخطر الايراني الذي يمثله الحوثيين على أراضيها، رغم فشل التحالف في تحقيق الهدف الذي تشكل من أجله، مازالوا يتغنون بمواقفهم الاخويه ودعمهم اللامحدود للشرعيه.
 
لقد تطورت الاوضاع كثيراً اصبحت قوات الشرعية هدف رئيسي لطيران التحالف، وإفشال حكومة هادي، من أولوياتهم، وطرد الاحرار والشرفاء من صميم مهامهم ،وعمدوا الى بناء تشكيلات ومليشيات مسلحة خارج اطار الدولة، يستخدمونها لتنفيذ أجندتهم ومشاريعهم الخبيثة ضد الشرعية في اليمن.
 
وفي الاخير اصبحت تخبطات التحالف العربي، وهو يبحث عن نجاح معنوي، وسط اكوام من الفشل المرير لعملياته في اليمن، مما جعل السعودية تبدوا وكأنها ترقص وحيدة ،كالاطرش في الزفة ،لترميم صورتها التي تصدعت بسبب عبث الامارات، في العديد من الدول العربية والاسلاميه.
 
 

التعليقات