القصاص للدماء
الأحد, 19 يناير, 2020 - 09:47 مساءً

عندما تتناثر الاشلاء وتنسكب الدماء القانية لتعانق السجاد الأحمر في بيوت الله.. فتُرتسم لوحة محزنة مدادها الدم والسجاد الأحمر والجدران لتشهد  على الحرب العبثية  الحاصلة في بلد اسمه اليمن، فأذنوا أيها المتحكمون هنا وهناك بحرب من الله ورسوله ..!؛ إن هذا العبث في القتل والاجرام، يحتاج لموقف يكافئ الفعل؛ لا إلى الادانة والتوعد والتهديد، فذلك لا يكفي وهو سلاح العاجزين ، ولا إلى التوظيف السياسي للجريمة فذلك جبن وضعف، ولا إلى الاستغاثة بالإنسانية فتلك هي الهزيمة بذاتها ، بل يتطلب الأمر  من الشرعية وحكومتها وضع الخطط الفورية للاقتصاص لكل الأبطال؛ والاقتصاص لهم بإنهاء الانقلاب و استعادة العاصمة من خاطفيها؛ و ليس بالتوجيهات البائسة بدفع التعويضات ومعالجات الجرحى والتي هي أقل القليل أن يعمل، بل كان يمكن أن لا يحصل ما حصل لو هناك عمل استخباري واهتمام بالأفراد، وكان يمكن توفير ما سيعوض ويدفع كتطبيب للمصابين كرواتب للعسكريين وللمدنيين على حد سواء، ولأمر لا يحتاج لطلب الادانة من المبعوث الدولي، ولا إلى كيل الوعد و الوعيد والتهديدات، ولا إلى حانت ساعة الصفر ورفع الجاهزية، وخلاف ذلك من المصطلحات التي  لن تعيد أرواح من ازهقت أبداً..!؛
 
إن التراخي وعدم الرد في المرات السابقة.. قد جعل الحوثيون يتمادون أكثر ، وجعلهم يسرفوا  بهدر الدم اليمني، فقبل أكثر من اسبوع تم الرد على مقتل اللواء قاسم سليماني الإيراني الفارسي بدماء عربية يمنية زكية؛ حيث استهدف الحوثيون _ توابع إيران الفارسية_  معسكر في الضالع جبهة مريس أثناء طابور صباحي لاستلام الرواتب داخل المعسكر ، فازهفوا الارواح و راح ضحية القصف الحوثي العشرات ما بين قتيل وجريح، فهل الحوثيون أخطأوا الهدف؟؛ أم أنهم ضعفاء في الفارسية فلم يستطيعوا أن يترجموا مناشدة بنت سليماني؟؛ أم أن استراتيجيات الحوثي والإيرانيين في الرد الاستراتيجي هو في تدمير المنطقة وأبنائها؟؛ أم ماذا يا أيها الحوثيون..؟!
 
وبالأمس تتكرر المأساة ويتجاوز الحوثيون كل الخطوط الحمر فيستهدفون المصلين داخل مسجد قريب من احد  المعسكرات  في مأرب الخير والمحبة والأمن والسلام و الاستقرار، فتزهق الأرواح بالعشرات، والمصابين بالمئات من الجنود والمواطنين الذين كانوا يركعون ويسجدون لله، ألا تعتبر هذه الفعلة؟!؛ هي رد على تضليل المبعوث الأممي للعالم و الذي بشّر مجلس الأمن بانخفاض حالة التوتر باليمن، وأن الاسبوع الذي سبق احاطته لم يشهد أي عنف أو قصف أو صواريخ ومسيرات، ويقول أن عام 2020 هو عام السلام في اليمن، بالإشارة إلى أن الأطراف اليمنية قد نضجت بما فيه الكفاية، وأنهم لا يريدون حروب؛ وليضمن هو  بقائه لسنة اضافية، وهو ذاته قبل احاطته قابل وزير الدفاع الأمريكي ليقنعه بعدم التصعيد العسكري من قبل إمريكا في اليمن في صراعها مع إيران ، حتى في حال تهوّر الحوثيون بعمل ما كالذي حدث بمأرب يوم أمس أو بضرب ناقلة ما، أو قرصنة معينة، فأي سلام يتحدث عنه سيد مارتن غريفيث.. ألا يبدوا الأمر غريبا بعض الشيء؟؛ أم أن الحوثة أوهموه أنهم لن ينجروا لردود الفعل الإقليمية؟؛ فإن فعلوا ذلك فإنهم حتماً يكذبون عليه كما يتنفسون..!، فها هم الحوثة يعيدون الكرة للانتقام لسليماني من إخوانهم في الجيش الوطني اليمني  وليس من الامريكان.
 
إن هذه الهجمة وعقب احاطة السيد مارتن، فإنها تأتي لتكذيب ما قاله  السيد مارتن أمام مجلس الآمن قبل أيام قليلة، فهم بذلك  يعلنون ويتبنون افشال السيد غريفيث دبلوماسيا وأخلاقيا و للمرة العشرين، فلم يخفضوا التوتر بل رفعوه فوق ما يتوقع السيد مارتن، نعم!   قصفوا المسالمين.. و يا ليتهم قصفوا من يتواجدون أمامهم في الجبهات، كنا سنقول انهم واجهوا من يتصدون لهم.. الغريب في الأمر أن الحكومة الشرعية تطلب من السيد مارتن فقط الإدانة للفعل الاجرامي  المرتكب بمأرب يوم أمس..!؛
 
يا شرعية أعلنوا بوضوح إنهاء كافة الاتفاقيات مع الحوثي، وأنها كافة مسارات التفاوض؛ وتحركوا على الأرض لتحرير ما تبقى؛ أما هدير عنتر فلا يجدي، ولن يمنع ازهاق مزيد من الأنفس، وبدلاً من قتل جنودنا الأبطال داخل المساجد والمعسكرات حركوهم للجبهات لإنهاء هذا الوضع الشاذ الذي لم ينتهي الا بالحسم العسكري.. أما السلام والتفاوض فأولئك ليسوا برجاله على الاطلاق..!؛
 
.. إذا وقفتم تتفرجوا على سكب الدماء الزكية في المعسكرات وفي  بيوت الله، فأذنوا بحرب من الله عليكم وعليهم في الدنيا والأخيرة، هذه ليست فتوى، وإنما منطق عدل الله.. فالشرعية ستفقد شرعيتها إن هي اهملت أو تقاعست عن الحسم والرد؛ والحثيون لا شك عندي أنهم يخططون لقتل أمريكيين ليتميزوا على إيران وحزب الله؛ وعندها سيعرفون وسيدفعون ثمن تهوراتهم المستمرة بقتل اليمنين وغير اليمنين، فلا شك  أن إمريكا ستثأر لجنودها  منهم، وعدل الله سيجعلهم يثأرون لكل الشعب اليمني المظلوم والمغدور !
 
الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى .. والخزي والعار للعملاء، والخائنين، والمتخاذلين؛ والمتمردين والانقلابين الدمويين.
 

التعليقات