في كل مرة ينكسر، فيها مقاتلي الحوثي، ويفشلون في تحقيق انتصار حقيقي، وإنجاز تقدم عسكري على الارض، في جبهات نهم وصرواح والجوف، يظهر البخيتي محمد لسان يدعو الى التحالف مع الاصلاح، لانقاذ اليمن من الاعداء والمتأمرين، متناسياً انهم الحوثيين انفسهم أحد أدوات اعداء اليمن، وبيدق بيد المتأمرين على اليمن، يستخدمهم العدو الخارجي، لتحقيق اجندته ، فالحوثيين في حربهم هذه ينفذون تلك الاجندة، وهم يزعمون انهم يقاتلون، من أجل إفشال المخططات الخارجية، ويضحون لحماية اليمن من العدوان، والاعداء، والمتامرين.
وما ان يظهر في صفحة محمد البخيتي، منشور كهذا، ألا وتجد صفحات الابواق تمتلىء، بالاتهامات، والتخوين للاصلاح، يزعمون تقارب الاصلاح مع الحوثي، ويكشفوا عن محادثات سرية، تجري بين اكبر عدوين متخاصمين، عرفتهم الحرب في البلاد، منذُ بداية الحروب الست في صعدة، وليس من بداية الانقلاب في 2015م.
كل تلك الاقلام المأجورة، المشككة في ولاء واخلاص الاصلاح للوطن وللجمهورية، وقبلهما لقيم، ومبادئ، وابجديات، ومواقف الحزب الوطنية المشرفة، ناصعة البياض، لا تستهدف الاصلاح والاصلاحيين وحسب، بقدر ما تستهداف اليمن، واليمنيين، وتُعد تهديداً خطيراً لثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين، ومكتسباتهما الوطنية.
كل هذا يصب في صالح الحوثي، ويعزز موقفه امام انصاره، ويزعزع الصف الجمهوري ، الذي يحتاج الى الإلتحام والتوحد في هذه المرحلة، أكثر من أي وقتاٍ مضا.
ان الصف الجمهوري يمر اليوم، بمنعطف تاريخي خطير، انه اختبار جمهوري صعباً للغاية فالمعركة مع الحوثي مصيرية بالنسبة لكافة الجمهوريين وعليهم يقع الاختيار بين ان يكونوا جمهوريون ويدافعوا عن الوطن والجمهورية، او لا يكونوا ويستمروا في المراوغة والحياد، حتى يتعمق الجرح في جسد الوطن اكثر فأكثر، عندها يصعب معالجته وسيدفع اليمنيون ثمناً باهضاً كضريبة لمواقف الاحزاب والمتحزبين المتخاذلة.
ايها الجمهوريون، انتم المعنيون بالحرب، وجمبعكم المستهدفون من العدو، وعليكم تحديد مواقفكم اليوم، اما ان تدافعوا عن الوطن والجمهورية، او تنهزموا امام المشروع الايراني، واذرعته في اليمن، لاتتخاذلوا فتخسروا وطنكم الكبير ، وهويتكم العربية ، وتصبحوا اتباع بعد ان كان اجدادنا عظماء، قادة فاتحين للامصار والقلاع والمدن.
وحدوا صفكم، واعملوا بشكل موحد كالبنيان المرصوص، ضد المشروع الامامي الكهنوتي، الذي يستهدف الوطن، والجمهورية بشكل عام، وليس حزب، او جماعه ، اومكون سياسي فقط، إن غرقت السفينة فلن يغرق بعض من على متنها دون البعض الاخر، وإن شبت النار سوف تلتهم كل من امامها، ولن تحرق الخصوم، وحدهم، وتكون برداً وسلاماً على الحلفاء والمحايدون.
ايها اليمنيون الشرفاء الاحرار، ان بقيتم على هذا الخصام، والمهاترات، والتشرذم، والشتات، والتمترس خلف المواقف الحزبية، تجاوزوا الخصومات السياسية، والمهاترات والمناكفات الحزبية لأجل الوطن ، مالم فإن خسارتكم للوطن وللجمهورية والهوية اليمنية حتمية، والنزوح والتهجير، سيطال الجميع ولن يبقى ألا من قبلوا بالعبودية، وستصبحون هدف رئيسي لظلم، وانتهاكات، وجرائم، وحقد الاماميون، والعبيد الذين رضوا باللجواء تحت رحمة السيد الزائفة، جبناً ،وذلاً ، وخشية من سوط السيد، وهمجية مليشياته، ان الاحرار والشرفاء يعيشون مرفوعي الرؤوس، شامخين الهامة كشموخ جبال اليمن، يعشقون الموت في سبيل الله دفاعاً عن الدين والوطن، يرونه شرفاً عظيم، فالموت أهون عليهم من العيش بذل، وخضوع ، تحت رحمة سوط كلب مران ومليشياته.