لقد اصبح تمترس، بعض اطراف التحالف العربي، خلف إدعاء محاربة، حزب، او مكون سياسي، معين، وإن همهم الوحيد القضاء على فصيل سياسي محدد، لتخليص اليمن من هيمنتة، وسلوكه الاقصائي، وعزفوا على وتر مزاعم ازاحته لكافة الشركاء السياسيين ضمن الشرعية، وتفرد بالسيطرة مفاصل الدولة ومؤسساتها، لاسيما أولئك الذين شاركوا في عملية الانقلاب، قبل ان ينسلخوا مؤخراً عن التحالف مع الحوثي، ومن ثم توجهوا الى الساحل الغربي، التي تسيطر عليه قوات الشرعية، لهدف لملمة صفوف انصارهم، ففتح معسكرات للتجنيد، بحجة مواجهة الحوثي، والانطلاق في طريق العودة الى صنعاء لاستعادتها، قبل ان ينحرف مسارهم المعلن وتتغيير الرؤية والهدف لقيادتهم، حتى اضحت تخدم مصالح واجندة قوى خارجية.
استغلت بعض القوى الخارجية، الاختلاف السياسي بين الاحزاب والمكونات السياسية اليمنية، ونجحت في استمالت احد اقطابها، إلى صفها، وتجنيدهم لخدمة أجندتها، و مشروعها الخبيث، وفي سبيل تحقيق أهدافها، فقدمت لهم الدعم السخي، وعلى كافة المستويات والاصعدة، ثم أوكلت لهم تنفيذ مهام، لا تنسجم مع رؤية، وهدف وتوجهات الشرعية، بقيادة الرئيس هادي، وكل القوى السياسية التي تعمل تحت مظلة الشرعية، لمقاومة ودحر الانقلاب، واستعادة الدولة بكافة مؤسسات، من سيطرة الانقلاب.
قد يحسن العامة الظن بهم، ونسوا إن بعض الظن أثم!!
لقد كشفت الاحداث، في السنوات الاخيرة، أن الهدف ليس مكون، او حزب سياسي معين، والغرماء ليس انصار وقواعد ذلك المكون السياسي بعينة، بقدر ماهو هدفهم اليمن، ومشروعه الاتحادي الجمهوري، وكل احرار اليمن، الذين يكافحون لمستقبل اليمن، واستقلال السيادة الوطنية، وهو مايعني خروج اليمن ،عن بيت الطاعة والتبعية، لأي قوى او دول خارجية.
ولهذا السبب ، فقد ظهر الكثير، من الاعداء لليمن، وصنعوا الكثير من الاحداث، والمشاكل، لافشال المشروع الوطني الكبير ،في ظل يمن اتحادي أمن مستقر .
لا شك أن ماتمر به اليمن، في هذه المرحلة، كلها نتائج حقد وخبث ، ممن لا يروق لهم ان يروا دولة مؤسسات وأمن واستقرار في اليمن، في ظل نظام اتحادي، يضمن الحرية، والكرامة، والتعددية الحزبية، والتعايش السلمي للشعب، في ظل نظام فيدرالي، ديمقراطي، تعددي حقيقي.
فقد جعلوا نصب اعينهم، مهمة استهداف كافة الاحرار، والشرفاء، من كافة الاحزاب والمكونات السياسية، الذين يعارضون مشاريعهم، ويعيقون أجندتهم، وافشلوا اهدافهم، ومخططاتهم الهادفة لزراعة الفتنة، وخلق المزيد من الشقاق، والاختلاف والتباين، وإثارت الاحتقان السياسي، الذي أعقب ثورة الربيع العربي، فنجدهم ينسبون أي حر شريف مخلص في ولائة وانتمائة لليمن، الى فصيل سياسي معين، على هذا الاساس يستهدفون كل الاحرار، بغض النظر عن الانتماء السياسي السابق لهم.
كل يوم تتضح الصورة أكثر فأكثر، وينكشف الوجه الحقيقي للاشقاء، مهما حاولوا تلميع افعالهم، واساليبهم الخبيثة، ومواقفهم الحاقدة، بتصريحات اعلامية منمقة، وبعض الممارسات الإيجابية، وسارعوا الى مسح قاذورات افعالهم عن مؤخراتهم، التي اصبحت، على لسان كافة الاحرار، من ابناء الشعب اليمني، مسئولين كانوا أو مواطنيين عاديين.
لو نفكر بقليلٍ من الوعي، وكثيراً من الشعور بالمسئولية، وبالانتماء الى هذا الوطن ونسأل أنفسنا :هل الرئيس اصلاحي حتى يظعونه تحت الاقامة الجبرية، الغير معلنة، ويقيدوا كل تحركاته، وقراراته، ويفشلوا حكوماته المتعاقبة؟!
هل عبدالعزيز جباري اصلاحي، حتى تم منعه من العودة الى ارض الوطن؟! هل الميسري اصلاحي، حتى يستهدفونه ؟!، وهل صالح الجبواني ،وزمزي محروس، ينتميان للاصلاح؟! وهل قادات الوية العملاقة، والالوية التهامية اصلاحيون؟!
بكل تأكيد ستكون الاجابات كلها بالنفي، إذاً لماذا يستهدفونهم، أذا كان الهدف الاصلاح فقط،والغرماء هم الاصلاحيون ولا سواهم؟!
صدقوني الهدف اليمن، والغرماء كل الاحرار والشرفاء، الذين اثبتوا ان ولائهم الخالص وفائهم لليمن، وكل فخرهم واعتزازهم وانتمائهم، لليمن الكبير.
الذين أمنوا باليمن لا شريك له، وكفروا بالحزبية، والاحزاب، في هذه الضروف الصعبة، التي تعيشها البلاد، والمنعطفات الخطيرة، التي يمر بها الوطن، وجعلوا همهم الوحيد، نصرة الدين، والوطن وحماية الثورة والجمهورية، ومكتسباتهما، و عودة الدولة بكافة مؤسساتها ،وبناء اليمن، وأستتباب الأمن، وتثبيت الاستقرار، وتطبيع الاوضاع في المناطق المحررة، وتحرير كل تراب الوطن من المليشيات المتمردة، و الخارجة عن القانون ، فقد عقدوا العزم، وأقسموا على ان لا يستكينوا ، حتى يعود الوطن، ولن يرتاحوا حتى تعم الراحة والطمأنينة كافة ابناء الشعب اليمني العظيم.