رسالتي إلى حمامة في يوم الجمعة
الجمعة, 24 يوليو, 2020 - 10:44 مساءً

حينما لا أتغزل بك يا تعز ، حتما لن أتمادى إلى خارج حدودك ، فلا تغارين ، لن أدعي الوطنية هذه المرة ، وهذه هي الحقيقة ، ليس على أرضك مسئولا يحبك كما أحبك ، أكثرهم يا تعز وليس كلهم ، كاذبون دجالون منافقون ، لا تغتري بهم - مدينتي- وإن طالت لحاهم ، وإن كانت قمصانهم بيضاء ، فقلوبهم سوداء ، يملؤها الحقد والبغض والكراهية لمن يخالفهم رأيا وقولا.
 
رسالتي إلى حمامة يا تعز ، ابنتك الصغيرة المدللة التي أعشقها ، لا شك أنها قد أخبرتك عن حبّي يوم أهديتها رواية " أنت لي " ، وقد كان قلبي يومئذ دمنة وخرابة من الخرائب المهجورة ، حتى أطلت عليه ، فاستنار بها .
 
حسنا ! يقولون في المدينة: إني لا أحبّها ، وأنها في هامش القصيدة ، وهي كشجرة يابسة في تربة صادية ، ويهمزون ويلمزون في كل ناحية ، ذاك طبعهم ، يا حمامة ، لا يعجبهم عشقي ، ولا أسلوبي في الكتابة ! ولو علموا أن حبّك قد سلبني الرشد والصواب ، وجعل أئمة المساجد يهددوني بالحظر ، ويتهموني بالسفه، وخفة العقل ، لجاهروا بالأثم ولقالوا مثلهم : ظل وكفر وفسق!.
 
لذا عندما أكتب عنك وإليك يا حبيبتي ، أستعمل لغة الرمز والإشارة ، أحرص أن يظل هذا الحب الذي أحمله لك مدفونا بالأعماق ، حتى يختمر ، ينضج ، يغدو معتقا كنبيذ يهود المدينة ، التلفظ باسمك ممنوع يا حمامة ، والحديث إليك هو الآخر جنوح ، إن لم يقل الشعبي : "جريمة جسيمة " .
 
عادات وتقاليد ورثناها ربما من القبيلة، فكيف أفر منها؟، كيف أخبرك بعظيم حبّي في هذه الجمعة؟ وكل جمعة ، وكل ساعة .
 
صباح أحيّك فيه جميلا كأنتِ، جمعة أباركها لك جمعة مستجابة الدعوة، أيام تمر ليطول فيها بعدك وغيابك لست مسئولا عنها ، أنت من وضعتِ الحواجز الاسفلتية بيني وبينك ، ولو أنك في ساعة من ليل ، والحساد والواشون قد رقدوا ، ظهرت من واتس أو فيس، لوجدتني بانتظارك أترقبك كما يترقب المصلون نجمة الفجر.
 
حمامة ، جاء العيد ، واستعد الناس له ، وأنت عيدي ، فلا تحرميني من أن أفرح معهم ، سي يو سون.
 

التعليقات