لا أحد من المهتمين بالشأن اليمني، في الداخل او الخارج، كان يتوقع هذا الزخم الثوري السبتمبري العظيم ،الذي رافق إحتفالات الشعب اليمني، بالذكرى الـ60 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيد.
لقد رسم اليمنيون ، لوحة جماهيرية عملاقة في السماء ، لكي يشاهدها كافة أعداء اليمن ، سواءً القوى الدولية، او أدواتهم في الداخل ، الذين جندوا انفسهم لخدمة المصالح الخارجي ، والأطماع الأجنبية، في اليمن مقابل المال غير مكترثين لنتائج خيانتهم ،او تأثيرات عمالتهم ، للأجندة والأطماع الخارجية ، على أمن وأستقرار الوطن.
الجميع وقفوا مذوهلين ، أمام اللوحة الجماهيرية، التي رسمها الاحرار من خلال إيقاد الشعلة ، وإحياء الذكرى الـ60 للثورة اليمنية ، الـ26من سبتمبر/أيلول المجيد ، في معظم مدن و مناطق البلاد.
لم يقتصر ذلك الخروج الجماهيري ، و الزخم الثوري العظيم، للاحتفال بثورة الـ26 من سبتمبر ، على مناطق سيطرة الشرعية فحسب ، بل تم إيقاد الشعلة في مناطق سيطرة الحوثي ايضاً ،رغم القمع الإستبداد الحوثي ، والسيطرة الأمنية المشددة ، لبث الرعب ، في أوساط المواطنيين ، لمنعهم منعهم إرتكاب أي حماقة ، او تجرؤ على الخروج ، في زخم جماهيري كبير ، للإحتفال بثورهم السبتمبرية المجيده.
كم أسعدني الخروج العفو ، للشباب الاحرار في صنعاء، والتجمع في ميدان السبعين ، مرددين الهتافات " بالروح بالدم نفديك يا يمن " لقد كان خروجهم مفاجئة ، لانها جاءت دون أي تنسيق مسبق ، وعلى غير المعتاد ، بحكم تواجدهم في مناطق تحت سيطرة مليشيا الحوثي ، وعناصرها الأمنية تحكم قبضة سيطرتها عليها.
أحتفل اليمنيون ، بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر، وأوقدو الشعلة ، في مناطق مختلفة ، مثل منطقة السدة التابعة لمحافظة إب ، مسقط رأس الشهيد السبتمبري علي عبدالمغني، وفي منطقة القبيطة، ومن على سفح أحد جبالها ، احتفل الشباب الاحرار بطريقتهم ، ليشاركوا ايضاً في مراسيم إيقاد الشعلة ، حيث حملوا الإطارات المستخدمة ، على ظهورهم لمسافة طويلة ، صعوداً إلى سفح الجبل ، لإشعالها عشية السادس والعشرين من سبتمبر ، ليكون لهم تواجد في الزخم السبتمبري ، الجماهيري ، مع أخوانهم اليمنيين ، اما في ذمار فقد حاولت عناصر الحوثي منعهم ، وتم تفريقهم ،لكنهم لم يفوتوا الفرصة ، واحتفلوا بشكل فردي في منازلهم ، ولم يسمحوا لسلطات القمع الحوثية ، ان تحرمهم من هذا الشرف الجمهوري العظيم.
وإلى جانب الاحتفال الجماهيري ، لأبناء تعز اقام محور تعز عرضاً ، عسكرياً ، رمزياً ،لوحدات من الجيش والأمن ، ليشارك الشعب اليمني ، إحتفالتهم ، بذكرى ثورة سبتمبر المجيده ، وفي محافظة مارب، التي كان لها حضوراً ، من نوع أخر ، ومميزاً لهذا العام، عن الاحتفالات في الاعوام السابقة ، لم يكتفي سلطانها ، وهيئة الاركان العامة في مارب، بالاحتفال بالذكرى الـ60 ، لثورة الـ26 من سبتمبر ، بالعرض الطلابي والجماهيري فقط، بل اقاموا عرضاً ، عسكرياً ،مهيبا ، شاركت فيه تشكيلات رمزية من وحدات الجيش والأمن ، إلى جانب العتاد العسكري الذي تم عرضة ، يوم الاحتفال ، صباح يوم 26 سبتمبر.
كان إحتفال الشعب اليمني ، لهذا العام بالذكرى الـ60 ، لثورة 26 من سبتمبر مميزاً ، عن بقية الاعوام السابقة منذُ اندلاع الانتفاشة الحوثية ، ويحمل رسائل واضحة ، للداخل والخارج ،كان الرسالة الاولى ، تخبر الجميع ان الشعب اليمني، مازال جمهورياً سبتمبريا ، ولا يمكن ان يقبل بعود الإمامة ، وحكم الكهنوت ، او يستسلم لسلطة عناصر مليشياوية إنقلابية.
لقد كانت مشاركة المواطنين ، في إيقاد الشعلة السبتمبريه ،حتى في مناطق سيطرة الحوثي ، إستفتاء شعبي عام ، لصالح الجمهورية ، ورفض تام لعودة الملكية ، وحمل العرض العسكري رسالة أخرى، مفادها جمهوريون وسنظل ، ومازلنا على إستعداد تام ، للدفاع عن الوطن ، وحماية الجمهورية ، وصون مكتسبات ثورتي الـ26 من سبتمبر ،والـ14 من أكتوبر، ولا يمكن التفريط بالجمهورية ومكتسباتها الثورية ، مهما كانت الضغوطات ، ورغم كل الخذلان، وغدر حلفاء الشرعية بها ، وإنحراف مسار عمليات التحالف العربي في اليمن ،عن الوجهة المعلن عنها، أثناء إعلان تدخلهم في اليمن، إنطلاق اولى عمليات عاصفة الحزم، في 2015/3/26م قبل ثمان سنوات.