بعد أن طفت مؤخراً، الصراعات السعودية الإماراتية، في اليمن على سطح الأحداث، فاحت رائحة الندم السعودي، على قرار تشكيل، المجلس الرئاسي اليمني، بعد أن اتضحت الصورة، واكتشفت السعودية، أن معظم أعضاء المجلس الرئاسي، حلفاء للإمارات.
كل الذين أشاروا، على MBS لإتخاذ مثل هذا القرار الكارثي، الغير مدروس، لا تهمهم مصلحة المملكة، ولا تعنيهم تبعات القرار، ولذا جعلوا من رمز الطيش السياسي MBS، أضحوكة، أمام كل من يهتم، ويتابع الشأن اليمني.
ولهذا السبب أصبحت حياة المارشال هادي مهمة جداً بالنسبة للسعودية، او بالأصح شرعية الرئيس هادي، ليستخدموها ورقة ضغط ، ضد المجلس الرئاسي، حلفاء الإمارات، في حال انحرفت، بوصلة المجلس الرئاسي كثيراً، وأثر سلباً تصادمها، مع مصالح السعودية.
سيظل هادي ورقة رابحة، بيد السعودية، ووسيلة ابتزاز للمجلس الرئاسي، قد تنهي وجود المجلس، والاطاحة بأعضاء المجلس الرئاسي ، بقرار يصدره هادي و تؤيده السعودية، مثلما أجبرته، السعودية على إصدار قرار تشكيل المجلس.
على كُل!!
الندم غير مجدي، وليس له أي تأثير فعال، على القرارات الخاطئة، والغير مدروسة، ولا يمكن للندم يصلح ما أفسدته السياسة ، وما تبعها من تأثير سياسي، وعسكري سلبي، ظهرت نتائجها عكس ما هو متوقع.
ولكن!!
مازالت الفرصة ، سانحة امام السعودية ، لتدارك الأمر، وعليها أن تتبع القرارات الخاطئة، بخطوات فعليه جادة، لتصحيح المسار، والسيطرة على الوضع، قبل أن تتفاقم المشكلة، وتفلت عجلة القيادة، من يد السعودية، بشكل نهائي.
ولن تتم عملية تصحيح المسار ، ومعالجة الأخطاء ، إلا بدعم حقيقي، وجاد للجيش الوطني، والسماح للقيادة الميدانية اليمنية، بالتخطيط للمعركة، والتحكم بزمام القرار العسكري، دون تأثيرات خارجية، أو أوامر جانبية من قبل قيادة التحالف العربي، فالجيش الوطني، وحده من يستطيع تغيير المعادلة، وقلب الموازين، وترجيح الكفة، لصالح اليمن والسعودية، بالحسم العسكري، للمعركة الجمهورية، واستعادة الدولة، بكافة مؤسساتها، وقطع الطريق، أمام كافة المليشيات، التي تتكاثر يوماً بعد يوم، خارج إطار الدولة، وبعيداً عن سلطاتها، بدعم إماراتي بحت، وهو ما يمثل خطر حقيقي ، يهدد أمن واستقرار المملكة ، لعدم وجود دولة في اليمن ، التي تربط السعودية بها علاقة حدودية واسعة.