قال الخبير في شؤون الخليج سايمون اندرسون إنه إذا ثبتت صحّة الاتهامات الموجهة لإيران بشأن الهجمات على ناقلات النفط قرب ميناء الفجيرة، والهجوم على محطتي ضخ نفط داخل السعودية، "فيعني ذلك أن تلك الهجمات، ببساطتها التكتيكية وأهميتها الاستراتيجية، قد تكون ردّ طهران الظاهر على الخطوة الأمريكية الأخيرة المتمثلة بنشر مجموعة حاملات هجومية وقاذفات من نوع "بي-52" وقوات أخرى في المنطقة.
وأشار مدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن، إلى أن "الموقف الإيراني السائد منذ مدة طويلة، هو أنه إذا لم تتمكن إيران من بيع النفط عبر ممر التصدير الوحيد لديها، مضيق هرمز، فلن تسمح لأي دولة أخرى في المنطقة ببيع نفطها". ويضيف هندرسون أنه "يبدو أن طهران اختارت أهدافها لتذكّر حكومتَي الرياض وأبوظبي بضعفهما، على الرغم من المظلة الأمنية الأمريكية - فخط الأنابيب "شرق - غرب"، والخط الإماراتي الذي ينتهي في الفجيرة يشكّلان طريقين رئيسيين لا يمرّان عبر المضيق".
ويستدرك هندرسون في مقاله المنشور على موقع "معهد واشنطن"، إنه "لا تزال احتمالات حدوث مثل هذا التصعيد غير واضحة حاليا، بسبب قلة التفاصيل المعلنة عن حوادث الطائرات دون طيار والناقلات". فقد صرّح وزير النفط السعودي عن اندلاع حريق في إحدى المنشآت بفعل عملية قامت بها طائرة دون طيار، وعن إغلاق خط الأنابيب لإصلاحه". لكنه يؤكد أنه "إذا تأكّد دور إيران الرئيسي في العمليات التي قامت بها تلك المروحيات، فستتفاقم الأزمة نوعا ما".
"فإذا اعتُيرت إيران مسؤولة عمّا حدث، فمن المتوقع أن يؤيد الحلفاء الخليجيون الرد بشكل حازم، ولكنهم قد يرفضون الانجرار إلى مواجهة كبيرة. أما الحلفاء الأوروبيون الذين سبق وأعربوا عن قلقهم حيال انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، فمن المرجح أن يسعوا إلى ضبط الأزمة بمبادرات دبلوماسية، خاصة في ظل عدم وجود أدلة دامغة ضد إيران"، يقول هندرسون.