[ ارشيف ]
حذر مصرف "جي بي مورغان" الأميركي العريق، في مذكرة للعملاء هذا الأسبوع من أن الدولار قد يخسر مركزه كـ"عملة احتياط" عالمية. وتساءل المصرف الأميركي الأكبر في المذكرة "عما إذا كان المركز المفضل للدولار عالمياً قد وصل إلى نقطة النهاية".
وحتى الآن يحتل الدولار المركز الأول بين العملات العالمية من حيث نسبة الاحتياطات الأجنبية بالبنوك المركزية وبنسبة تفوق 62%، حسب إحصائيات صندوق النقد الدولي في نهاية عام 2019.
وقال "جي بي مورغان" في مذكرة صدرت مساء الاثنين، "نعتقد أن الدولار سيفقد موقعه كعملة مهيمنة على الاقتصاد العالمي على المدى المتوسط وأن قيمته في أسواق الصرف ستتراجع لأسباب هيكلية".
ومن بين الأسباب التي ذكرها المصرف الأميركي، تراجع وزن الاقتصاد الأميركي كنسبة من الاقتصاد العالمي، حيث كان الاقتصاد الأميركي يمثل نسبة 25% من الاقتصاد العالمي في القرن الماضي. وحينما يضاف إليه اقتصاد أوروبا الغربية ترتفع هذه النسبة إلى 40%.
ولكن لاحظ مصرف"جي بي مورغان" في المذكرة أن آسيا باتت تمثل الثقل الاقتصادي العالمي في العقد الأخير. ويقدر حجم الاقتصاد الأميركي حسب إحصائيات معهد التمويل الدولى بحوالى 21 تريليون دولار. بينما يقدر حجم اقتصاد منطقة اليورو بحوالى 17 تريليون دولار وحجم الاقتصاد الصيني بحوالى 11 تريليون دولار.
وكانت "العربي الجديد" قد نشرت قبل أسبوعين تقريراً أميركياً حذر إدارة الرئيس ترامب من الاستخدام المكثف للدولار في السياسة الخارجية كأداة ضغط على الدول لتبني مواقف أميركا السياسية.
وقال التقرير الصادر عن مركز الدراسات الأمنية الأميركي "سنتر أوف نيو أميركان سيكيوريتي"، إن الاستخدام الكثيف للأدوات المالية والتجارية والاقتصادية في السياسة الخارجية لبسط الهيمنة الأميركية قد يكون فعالاً على المديين القصير والمتوسط، ولكن على المدى الطويل ربما لا ينجح لأنه يضعف علاقات الدول المحظورة بالاقتصاد الأميركي ويؤثر سلباً على مكانة الدولار العالمية.
وفي سوق الصرف بلندن، اليوم الثلاثاء، ارتفع الدولار لأعلى مستوى في أسبوعين مقابل العملات الأخرى بعد يوم من اتفاق الرئيس الاميركي دونالد ترامب وزعماء الكونغرس على تمديد سقف الدين، مما هدئ المخاوف بشأن تخلف الحكومة عن السداد في وقت لاحق من العام.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات المنافسة، 0.31 في المائة إلى 97.47 وهو أعلى مستوى منذ التاسع من يوليو/تموز. وترجع قوة الدولار أيضا إلى ضعف عام لليورو مع ترقب مستثمرين لأنباء بشأن تحفيز جديد من البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس.
وعانت العملة الموحدة مقابل الدولار، ولكنها استقرت عند أعلى مستوى في عامين مقابل العملة السويسرية ضعيفة العائد لتسجل حوالي 1.10 فرنك سويسري مقابل اليورو مع تنامي المخاوف من احتمال تدخل البنك الوطني السويسري بقوة لإضعاف العملة.