كشفت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها أمس الخميس عن أن إنتاج إيران من النفط تراجع إلى أدنى مستوى في ثلاثة عقود، في حين تفوقت الولايات المتحدة على السعودية كأكبر مصدر للنفط في العالم لفترة وجيزة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن إنتاج طهران من النفط الخام خلال أغسطس/آب الماضي تراجع لأدنى مستوى منذ ثلاثين عاما، تحت ضغوط العقوبات الأميركية، وفق ما أوردته وكالة الأناضول.
وذكرت الوكالة -في تقريرها الشهري- أن إنتاج إيران النفطي تراجع بأربعين ألف برميل يوميا، إلى متوسط 2.19 مليون برميل يوميا خلال أغسطس/آب الماضي.
ووفق تقرير الوكالة، انسحب التراجع في الإنتاج على الصادرات، التي هبطت بواقع 170 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب، إلى مئتي ألف برميل.
يأتي ذلك استمرارا لأزمة العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وطالت صناعة الخام في البلاد منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقبيل فرض العقوبات الأميركية، كان متوسط الإنتاج النفطي اليومي لطهران 3.85 ملايين برميل.
وفي أميركا قالت الوكالة -ومقرها باريس- إن "ازدهار الإنتاج (النفط) الصخري سمح للولايات المتحدة بالاقتراب والتفوق لفترة وجيزة على السعودية كأكبر مصدر للنفط في العالم... في يونيو/حزيران الماضي، بعد ارتفاع صادرات الخام فوق ثلاثة ملايين برميل يوميا".
وأشارت الوكالة إلى أنه خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام يتوقع أن تشهد الولايات المتحدة مزيدا من الارتفاع في البنية التحتية للتصدير، وهو من شأنه أن يسمح بتصدير ما يصل إلى أربعة ملايين برميل نفط، حسب ما أورده موقع مباشر إنفو.
زيادة المعروض من خارج أوبك
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن انتعاش الإنتاج الأميركي، بجانب النمو القوي للإنتاج في البرازيل وبحر الشمال؛ يقودان على ما يبدو الإنتاج من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للارتفاع بقوة.
ومن المرجح –حسب الوكالة- أن يزيد الإنتاج العالمي في أغسطس/آب بمقدار 0.53 مليون برميل ليبلغ 100.7 مليون برميل يوميا.
وزادت صادرات الولايات المتحدة من الخام إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا في يونيو/حزيران الماضي، في الوقت الذي خفضت فيه السعودية الإنتاج بشدة، وكافحت فيه روسيا تلوثا في أحد خطوط أنابيب التصدير الرئيسية.
ومن المنتظر أن يزيد نمو الإنتاج من خارج منظمة أوبك إلى 2.3 مليون برميل يوميا في 2020، بارتفاع قدره أربعمئة ألف برميل يوميا مقارنة مع العام الجاري.
طلب ضعيف
وعلى صعيد الطلب، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يبقى نمو الطلب العالمي على النفط ضعيفا بسبب ضعف الاقتصاد وتأثير الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
لكن الوكالة قالت إنه مع انخفاض أسعار النفط 20% مما كانت عليه قبل عام سيلقى المستهلكون الدعم. وتتراوح أسعار النفط حاليا بين 56 و61 دولارا لبرميل برنت والنفط الخفيف.
في غضون ذلك، يتجه الطلب على خام أوبك صوب 28.3 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2020، بما يقل 1.4 مليون برميل يوميا عن إنتاج المنظمة في أغسطس/آب.
إعادة النظر بالاتفاق
وقد يحفز التفاوت بين نمو الإنتاج خارج منظمة أوبك مقابل تراجع الطلب على نفطها؛ المنظمة وحلفاءها -مثل روسيا- على إعادة النظر في اتفاق خفض الإنتاج، وفق ما ذكرته رويترز.
ودعت السعودية وروسيا اليوم الخميس أعضاء أوبك وحلفاءها إلى تحسين الامتثال لتخفيض إنتاج النفط، بما يشير فعليا إلى أنهم يرغبون في أن تكبح الدول التي يزيد إنتاجها على المتفق عليه -مثل نيجيريا والعراق- الإمدادات للإسهام في دعم أسعار الخام.
وكالة الطاقة الدولية أشارت في هذا الصدد إلى أن إنتاج روسيا والعراق ونيجيريا زاد ستمئة ألف برميل يوميا عن الحصص المقررة لتلك الدول في اتفاق الإمدادات، لكن السعودية خفضت الإنتاج بأكثر مما تعهدت به، مما أبقى على الالتزام بالاتفاق في المجمل.
واتفقت أوبك وحلفاؤها (المجموعة المعروفة باسم أوبك+) في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 1.2 % من الإنتاج العالمي.