[ قطر للغاز ]
كشف وزير الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي عن إطلاق منشأة ضخمة لتخزين ثاني أكسيد الكربون، كما أكد أنه سيجري اختيار شركة واحدة فقط لبناء أربع وحدات جديدة للغاز الطبيعي المسال ضمن خطط توسع في مجمع ضخم لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتصديره.
وقال الكعبي في خطابه الرئيسي في افتتاح المؤتمر الـ40 للنفط والمال في لندن إن قطر تستثمر مئات الملايين من الدولارات في مشروع توسعة حقل الشمال للغاز الطبيعي لتطبيق تقنيات ستؤدي إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25% مقارنة بمرافق مماثلة لتخفيض استهلاك غاز الوقود والتقاط وإعادة حقن غاز ثاني أكسيد الكربون المستخرج، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).
وتابع "لقد بدأنا مؤخرا بتشغيل منشأة في رأس لفان هي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستعادة ثاني أكسيد الكربون وعزله بطاقة تبلغ 2.1 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا".
ومن خلال هذه المشاريع الجديدة لالتقاط الكربون وتخزينه في باطن الأرض، ستتمكن صناعة الغاز الطبيعي المسال في قطر من التقاط وإزاحة أكثر من خمسة ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا بحلول عام 2025.
استثمارات بالطاقة النظيفة
كما استعرض الوزير بعض مشاريع واستثمارات قطر الإستراتيجية التي تشكل جزءا من جهودها المستمرة لمعالجة المخاوف المتعلقة بتغير المناخ وتحقيق الاستدامة البيئية، بما في ذلك إنشاء شركة سراج للطاقة التي تعمل على مشروع للطاقة الشمسية بطاقة تبلغ حوالي 700-800 ميغاواط بحلول العام 2021.
وأكد الكعبي -وهو أيضا العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول- أن قطر تعمل على إنتاج المزيد من الغاز كونه "الوقود الأحفوري الأنظف".
وتحدث عن دور الغاز الطبيعي المسال في التحول نحو مصادر طاقة أنظف، وقال إن قطر ترى في الغاز الطبيعي وقودا أساسيا في هذا التحول في الطاقة، فهو متعدد الاستعمالات ويتمتع بالمرونة، واقتصادي، ونظيف.
وقال الكعبي إن قطر للبترول تنظر في استخدام الكربون لاستخراج النفط المعزز، وهو أسلوب بدأت تجربته في حقول النفط.
ويحسن استخراج النفط المعزز إنتاج النفط من الحقول بضخ الغاز -وفي هذه الحالة الكربون- في الحقل لزيادة الضغط، وفق ما أوردت رويترز.
وأضاف الكعبي "هذا مشروع ضخم، نمد خطوط أنابيب كبيرة في أنحاء البلاد، ربما بعد عشر سنوات سنعزز استخراج النفط".
تعزيز إنتاج الغاز
قال الكعبي في مؤتمر بلندن إن "وحدات الغاز الطبيعي المسال الفعلية ستمنح لشركة واحدة"، مضيفا أن أعمالا أخرى ستتم ترسيتها على شركات أخرى، وفق ما أوردت وكالة رويترز.
وصرح الكعبي بأن بلاده دعت شركات عالمية مثل إكسون موبيل وشل وتوتال وغيرها من "كبار اللاعبين" إلى تقديم عروضها للمساهمة في توسيع حصتها من أكبر حقل للغاز الطبيعي بالعالم، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
وقال الكعبي في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ إن قطر ستمنح العقود النهائية المرتبطة بأعمال توسيع "حقل الشمال" قبل نهاية العام.
وتسعى قطر -وهي أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال- إلى توسيع حقل الشمال في مسعى لزيادة إنتاج الغاز إلى 110 ملايين طن سنويا بحلول عام 2024 مقابل حوالي 77 مليون حاليا.
وتعزز خطط التوسع طاقة إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40 %، وهو مشروع تتنافس عليه بشدة شركات كبرى في قطاع الطاقة.
وقبل أيام أعلنت شركة قطر للبترول أنها بدأت إدارة وتشغيل حقلي العد الشرقي-القبة الشمالية والعد الشرقي-القبة الجنوبية.
وانتهت اتفاقيات التطوير والمشاركة بالإنتاج التي كانت قد أبرمت مع شركة أوكسيدنتال قطر للبترول المحدودة لكلا الحقلين في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2019.
واعتبرت قطر للبترول هذه الخطوة "تأكيدا مهما على قدرتها الفنية العالية على الإدارة المثلى لتطوير وإنتاج حقول النفط والغاز".
حقل الشمال في أرقام
- اكتشف حقل الشمال في العام 1971، ويبلغ احتياطي الغاز القابل للاستخراج منه ما يفوق 900 تريليون قدم مكعب قياسي، وهو بذلك يعد أكبر حقل للغاز الحر بالعالم، وفق ما يذكر موقع شركة قطر للبترول.
- يمتد الحقل على مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع، أي ما يعادل حوالي نصف مساحة دولة قطر، وهذا ما جعله محور اهتمام الدولة التي بات هدفها الأساسي استغلال الثروات الهائلة التي يكتنزها هذا الحقل للمضي قدما في تطوير البلاد وازدهارها.
- في العام 2008، بلغت الطاقة الإنتاجية من مشروع ألفا التابع لقطر للبترول في حقل الشمال ما يعادل 276 مليار قدم مكعب قياسي من الغاز و8.7 ملايين برميل من المكثفات الثابتة.
- كانت عمليات الاستكشاف التجاري للثروات الغازية في حقل الشمال قد بدأت أواخر العام 1991 مع بدء أولى عمليات الإنتاج ضمن المرحلة الأولى من مشروع ألفا.