التشكيلي يوسف المجيدي في حوار مع "الموقع بوست": الحركة التشكيلية في اليمن بطيئة والسبب غياب المعاهد الفنية
- حوار: صلاح الواسعي الاربعاء, 17 نوفمبر, 2021 - 07:20 مساءً
التشكيلي يوسف المجيدي في حوار مع

[ الفنان التشكيلي اليمني يوسف المجيدي ]

الفنان التشكيلي يوسف المجيدي حاصل على شهادة البكالوريوس في التربية الفنية، له العديد من اللوحات التشكيلية الرائعة، شارك في العديد من المعارض الفنية داخل اليمن وخارجه.

 

حصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقة أفضل لوحة لمنظر بيئي سياحي في العام 2009م والتي تنظمها وزارة السياحة.

 

حصل على جائزة رئيس الجمهورية على مستوى محافظة الحديدة في العام 2010م.

 

في هذا الحوار الصحفي الذي أجراه "الموقع بوست" يتحدث المجيدي برؤية الفنان عن واقع الفن التشكيلي في اليمن.

 

إلى نص الحوار:

 

*يحب القارئ في بداية هذا الحوار أن يعرف ولو شيئ يسير عن الفنان التشكيلي يوسف المجيدي من هو؟ وكيف يعرف بنفسه؟ ما هي المدرسة التشكيلية التي ينتمي لها؟

 

**يوسف المجيدي بكالوريوس تربية فنية، شارك في العديد من المعارض الفنية داخل اليمن وخارجها.

 

حصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقة أفضل منظر بيئي سياحي في العام 2009م والتي تنظمها وزارة السياحة. حصل على جائزة رئيس الجمهورية على مستوى محافظة الحديدة في العام 2010م.

 

*ما هي الموضوعات التي ترسمها في لوحاتك وما هي المدرسة التشكيلية التي تنتمي لها؟

 

**لوحاتي تتناول الموضوعات الإجتماعية والقضايا الإنسانية عادة، أما من حيث المدارس فهي تنتمي للمدرسة الواقعية الاجتماعية وأحيانا تظهر جوانب انطباعية في بعض أعمالي.

 

* لماذا في اليمن لا توجد مدارس كبيرة في الفن التشكيلي باستثناء مدرسة هاشم علي وعبدالجبار نعمان اللتين لم يتم البناء عليها؟

 

**كمدارس فنية لا تؤسسها تجربة فنان أو إثنين إلا إذا كانت هناك تجربة فريدة ونوعية وإضافة أسهمت في تشكل قالب أو مظهر فني مختلف على واقع الساحة الفنية، وأكد على ذلك الوسط الفني والنقاد وربما توافق ذلك مع الجانب الأدبي أو عزز ذلك.

 

لذلك نعتبر ما وصل إليه الفنانان هاشم وعبدالجبار تجربة فنية وليست مدرسة وهما الرواد الحقيقيون الأوائل في اليمن.. لكني لم أفهم قصدك ..لم يتم البناء عليها؟

 

*أعني لم يتم تطوير المدرستين والزيادة عليهما وكأن المدرستين توقفتا عند حدود نعمان وعلي؟

 

**هاشم علي كمعلم ومدرب للرسم أسلوبه ظل لفترة طويلة وطلابه يُنتجوا أعمالهم الفنية بروحية معلمهم لكن من الطبيعي أن يجدد كل فنان مراحل انتاجه خلال مسيرته ولم يبق ينتج بروحية المعلم هاشم إلا القليل من طلابه الفنانين.

 

*لماذا الحركة التشكيلية اليمنية لا زالت متأخرة؟

 

**الحركة التشكيلية في اليمن متأخرة وهذا أمر طبيعي فلا يرتقي المجال الفني بشكل عام إلا إذا ارتقى الجانب العلمي والثقافي والأدبي وهكذا تتقدم المجالات المعرفية والعلمية والفنية حينما تجد البيئة الخصبة ولن تتوفر بيئة تعليمية صحيحة أو فنية أو أدبية إلا بوجود جهات رسمية حكومية تنشئ وتؤسس فالنتيجة هنا كعلاقة طردية بين الارتقاء الفني والوعي الثقافي والعلمي والأدبي والنظام الداعم للفن والأدب ومختلف مجالات المعرفة وهذا هو السبب الجوهري الذي يجعل الحركة التشكيلية في اليمن راكدا أو متأخرا.

 

*لماذا الحركة التشكيلية اليمنية ترزح بين الواقعية والانطباعية؟

 

**الحركة التشكيلية في اليمن ترزح بين الواقعية والانطباعية فعلا، لأن الفنان يبدأ تجربته الفنية بالمحاكاة التقليدية للعناصر المحيطة من حوله  وقد يلجأ للإضافة الذاتية التي تعبر عن إنطباعاته النفسية، فتبقى إنتاجاته وفق الرؤية البصرية السطحية والذاتية الانطباعية، ولكن حينما يرتقي وعي الفنان ويمكنه الحصول على التغذية الفكرية والمعرفية والتعرف على مختلف المدارس الفنية الحديثة والتعرف على الأساليب والتقنيات المتعددة، فإن كل هذا المخزون الفكري والمعرفي ينتج فنانا مبتكرا ومختلفا متغلبا على البيئة المؤثرة المحيطة من حوله على نتاجه وسلوكه الفني،

ولهذا من الطبيعي أن تبقى الحركة التشكيلية اليمنية ما بين الواقعية وشيء يسير من بواكير الانطباعية فلا توجد معارض فنية متعددة الاتجاهات ولا يشارك الفنان خارج بلده ليحتك ويتغذى بصريا ويتأثر بتجربة الآخرين ولم تقام معارض داخل اليمن لفنانين متعددي الجنسيات من بلدان أخرى بل أحيانا لا تقام معارض على مستوى المحافظات إلا ما ندر.

 

*ما الذي جعل الحركة التشكيلية اليمنية بطيئة على النحو التي هي عليه؟

 

** الحركة التشكيلية بطيئة فعلا لأن الفنان لم يلق الاهتمام والدعم المادي أو المعنوي لا من الحكومة ولا من المجتمع، فلا توجد مادة في المنهج المدرسي تدرس المجالات الفنية أو حتى تهذب مجال التربية الفنية فينشأ جيل ومجتمع لا يعني له الفن شيئا بل يعاديه أحيانا لبعض المفاهيم المغلوطة.

 

كذلك لا توجد معاهد فنية أو أقسام فنية أو تربوية فنية لتخلق الوعي والذوق الفني وتكون هي الركيزة الأساسية في التثقيف الفني والوعي الذوقي في وسط المجتمع.

 

كل هذا خلق بيئة غير حاضنة لثقافة الفنان وغير متقبلة لانتاجاته الفنية والتي تعدها من كماليات الكماليات وهم في غنى عنها.

 

*هل كان لسيطرة الجماعات الدينية (الحوثي إنموذجاً) أثرا جوهرياً على هذه الصنعة الإنسانية؟

 

**نعم الفهم المغلوط عند بعض الفرق الدينية المتشددة والتي تحرم كل ماله صلة بالفن والجمال ومن ضمنها تحريم التصوير كان لها سبب رئيسي كبير في هذا التأخير الملاحظ في البلدان الإسلامية ومنها بلادنا اليمن فمبدأ التحريم جعل الكثيرين يرون أن ممارسة الفن أي كان سواء رسم أو نحت إنما هو شيء من العبثية ولهو ولعب يحاسب عليه المرء كان هذا سببا رئيسا جعل كثير من الموهوبين يحجمون كثيرا عن ممارسة هواياتهم وابداعاتهم وهذا من شأنه حرَم الكثير من الجمهور ممارسة فطرته السليمة وهي فطرة التذوق التي فطر الله الخلق عليها وهي فطرة جمالية منحت للإنسان من بعض صفات الله وهو جماله سبحانه وحبه للجمال أيضا، بل صرفت المتلقي عن أي تلقي جمالي أو فني يمكنه من التهذيب الذوقي والنفسي.

 

*كيف يمكن للفن أن يساهم اجتماعياً في مسائل السلام، وهل  مفروض من الفن أن يقوم بوظائف خارج كونه عملية جمالية بحتة؟

 

**الفن كثقافة ومعرفة وذوق وجمال يمكنه تهذيب الشعوب وتشذيب النفوس من خلال رسائله الإيجابية التي يسلطها ويفرضها أحيانا على الجمهور المتلقي بالفطرة السليمة فهو يبرز دوره في توعية الجمهور بما يحمله من قيم جمالية تُغرس في النفوس فينتزع كل ماله صلة بالشر ويغرس قيم الخير والذوق والجمال.

 

والفن في حقيقته أشمل من رؤية البعض أن (الفن للفن) بل الفن أصبح في حقيقته وبدوره الفن للفن وللجمال وللإنسان وللتوعية والتثقيف والتهذيب السلوكي.


التعليقات