[ مرام محمود مع كتابها الأول إجلاء إبريلي ]
" إجلاء أبريلي" عنوان لكتاب حوى بين دفتيه نصوصاً أدبية مقتضبة، ويعد باكورة أعمال الكاتبة الشابة مرام محمود (19 عاماً)، والتي ألهمها إطلاعها المتواصل منذ طفولتها على الروايات وكتب الأدب والشعر، إلى فكرة الكتابة في قصاصات صغيرة تبعثرها هنا وهناك، لكنها لم تكن تدرك أن ثمة شخصية مبدعة وموهوبة تسكن أعماقها.
لم ينقصها الشغف وهي تواصل الكتابة، و مقارعة الأحرف، وتدوين كل ما يدور في خاطرها من أفكار، ولم تنس المراءة وقضاياها، وتتبعت تفاصيل ما يدور حولها من أحداث ومعاناة، وعملت على إختزالها في نصوص بديعة ومؤجزة ومتقنة .
درست مرام في أكاديمية الإعلام العربي، كما تواصل الدراسة حالياً في قسم التغذية العلاجية ،وتهوى الإطلاع والكتابة بشغف قادها إلى فكرة تأليف كتاب، ليكون أيقونتها الإبداعية الخاصة، والجسر الذي يصلها بالقراء، ومن هنا بدأت تلملم شتاتها، وتصيغ باكورة أعمالها المكونة من نصوص، وإن إختلفت عن بعضها إلا أنها لم تبتعد عن الوطن وحزنه الدائم كما تقول.
في هذا الحوار القصير تكشف الكاتبة الشابة العديد من التفاصيل المتصلة بعملها الأول، وسيرتها الذاتية كوجه نسائي صاعد في الكتابة.
نص الحوار:
*لكل كاتب تجربة مع كل كتاب يؤلفه، كما لكل أب قصة مع ولده الصغير، كيف تولدت فكرة الكتاب؟
**حبي ولجوئي للكتابة لا أكف عنه، راودتني كثيرًا فكرة إصدار كتاب، ولطالما استمر الوقت مني طويلًا، حتى استقريت في كتابة هذا الكتاب، كان أبرز ما أهتم به أن يكون كل موضوع غالبًا يختلف عن الآخر، حتى لايتملك القارئ الملل من قراءة موضوع واحد، لاتأتي فيه النهاية فالإيجاز المفهوم غالبًا مايجذب الآخرين.
*ما هي تجربتك مع كتاب "إجلاء إبريلي" كيف تولدت الفكرة ونمت إلى أن صارت كتابا؟ هل يمكن تحكي لنا التجربة مع الكتاب؟
**كما قلت سابقًا، فكرتي نابعة من لجوئي الدائم للكتابه كلما راودتني الأفكار، ورأيت أمر قد يعيشه غالبًا أي فرد في المجتمع.
*كان كتابك ضمن معرض الكتاب في تعز؟ كيف وجدتِ الإقبال عليه؟
**نعم لا بأس به الحمدلله، وأرجو أن ينال استحسان القُراء.
"*ما هي المواضيع التي تطرقتي لها في هذا الكتاب؟
**الكتاب يحتوي على نصوص أدبية، غالبًا ما تجد كل نص يختلف عن الآخر، وكل فكرة هدفها مختلف، لايضمهم عنوان واحد سوى أنهم إجلاء لأفكار كاتب.
*ما هي المواضيع التي تهتم بها مرام محمود وتوليها عناية كبيرة عن غيرها من المواضيع الأخرى؟
**دائمًا ماقد يجد القارئ أنني كُلَّما ابتعدت عن مواضيع الوطن وحزنها الدائم، أعود إليها مجددًا أجد في ذلك الأحرف تسرد نفسها بذاتها.
*هل تكتبين موضوعات بشكل معتاد لمواقع وصحف وما هي هذا الصحف التي تكتبين فيها باستمرار؟
**أكتب نصوص في صفحاتي الخاصة، أما الصحف شاركت قبل مايقارب السنتين في مدرستي في اصداراتها الصحفية بنصوصي، ومجلة كنا قد أصدرناها فيما يقارب السنة ضمن مشاريع أكاديمية الإعلام.
*هل لعنوان الكتاب صلة بطبيعة موضوعاته أم أن هناك سبباً آخر لاختيار الاسم؟
**بخصوص عنوان إجلاء إبريلي، اعتنيت بفكرةإخراج الأفكار، وكل نص غالبًا تجده مختلف عن الآخر، وخصيت الكتاب بشهر مولدي.
*ما العوامل التي كونت شخصيتك وبمن تأثرتي؟
**كل الضغوط التي تواجهني تجعل مني أكثر كتابة، ودائمًا ما أقرأ لعدة كتاب، كان ذلك يلهمني في أمر كتبهم لوضع كتابي على أحد رفوف كتب القُراء.
*هل هناك تشجيع من الاهل؟ وما نظرة المجتمع المحيط لك ككاتبه؟
**الأهل هم الداعم الأول للإستمرار في الكتابة،غالبًا ماكان يجد المجتمع نفسه في كتاباتي ماجعلني أواصل الكتابة، لشعور جميل أن يشعر القارئ بذاته في السطور.
ذلك جعل كتابي يتضمن شعور قارئ، مشاكل يومه، حزنه، وحتى بؤس وطنه، أما عن الملفت والمثير على القارئ أن يُحدد ما الذي نال استحسانه عند قراءته لجميع تلك النصوص.
*هل تطرقتي للمراءة في نصوصك؟
**نعم في نصٍ منفرد.
* كم إستغرق تأليف الكتاب ومن طبعه؟
**إستغرق قرابة عامين، وقد طبعته من مالي الخاص، وسلمته لمكتب الثقافة في المحافظة حين علمت بخبر معرض الكتاب.
*دور النشر في اليمن كيف تجدينها؟ هل لك ملاحظات عليها؟
**أظن أن الطريق المُوفق الذي يستطيع الكاتب الإنطلاق من خلاله هو معرض الكتاب الذي يقام سنويًا، وما دون ذلك لن يجد طريقه.
*كيف تقيمين حركة التأليف والإبداع الفكري والأدبي في اليمن حاليا في ظل واقع الحرب؟
**كوني كاتبة بدأت ملاحظة قدرة الكتابة لديها في ظل أوضاع الحروب، تجدني أرى أن تأجيج الصراع حرك مشاعر كثيرة، وأخرج المبدعين، ستجده يحاكيك عن قساوة الظروف بكلماته كونها الدافع الوحيد للتنفيس عن النفس.
*ماذا تعني الكتابة بالنسبة لمرام محمود؟
**لا أجد مايصف الكتابة بالنسبة لإنسانة تلجأ إليها كُلَّما تعسرت الأوقات، وزادت الصعوبات، معتبرة أن الكتابة حاضنة لكل المآسي تعود من بعدها خفيفة تاركة كل ذلك العبء.
*واقع حياة المرأة اليمنية كيف تنظرين إليه؟
**أرى أن للمرأة القدرة الدائمة مهما اشتدت عليها مرارة الواقع، متى ما أرادت دون تعدٍ للحدود المعروف عليها شرعًا، وللعائلة دور كبير في تعزيزهُن.